ذكرى تحرير سيناء.. "البيك" جندى شارك بالحرب وإعمار أرض الفيروز.. عبر القنال منتصرا يؤمن مسار الجنود من الألغام.. بعد تحرير سيناء شارك فى استلام وتخطيط القنطرة شرق.. واستكمل مسيرته مهندسا باستلام الشيخ زويد ورفح

الإثنين، 25 أبريل 2022 07:00 م
ذكرى تحرير سيناء.. "البيك" جندى شارك بالحرب وإعمار أرض الفيروز.. عبر القنال منتصرا يؤمن مسار الجنود من الألغام.. بعد تحرير سيناء شارك فى استلام وتخطيط القنطرة شرق.. واستكمل مسيرته مهندسا باستلام الشيخ زويد ورفح "البيك" جندى شارك بالحرب وإعمار أرض الفيروز
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نال عبدالكريم عبدالحميد مصطفى البيك من أبناء مدينة العريش بشمال سيناء، شرف أن يكون جنديا بسيناء فى الحرب والسلام، شارك فى العبور وتحرير أرضه، وواصل مسيرته جندى تعمير ضمن صفوف أول الموظفين المدنيين الذين استلموا مناطق شمال سيناء، بعد جلاء الاحتلال الإسرائيلى عنها بمختلف مراحله من القنطرة شرق قناة السويس، وصولا لمدينتى الشيخ زويد ورفح فى يوم 25 إبريل من عام 1982 مع زوال الاحتلال، ومغادرة آخر جندى إسرائيلى آخر شبر فى سيناء، وإعلان سيناء محررة بالكامل.

"البيك" يبلغ عمره 75 عاما، ولايزال يحتفظ بذاكرة تحمل أدق التفاصيل لمسيرته ويومياته كمقاتل، والتى بدأت كما رواها لـ " اليوم السابع "، بتجنيده بعد انتهاء دراسته فى الزقازيق، التى وصلها من العريش كطالب علم ولم يستطيع العودة لبلده " العريش"، التى كانت تحت الاحتلال، ومن الدراسة انتقل لصفوف المقاتلين جنديا واستمرت فترة تجنيده 7 سنوات.

 

وقال عبدالكريم البيك، إنه قضى خدمته فى منطقة جبل عوبيد بالسويس ضمن صفوف الجيش الثالث الميدانى سلاح مهندسين وتؤمن مسارات القوات من حقول الألغام والأشراك الخداعية، حيث كانت مهامهم التعامل معها بنسفها وايضا تفكيكها فضلا عن مواجهة أى ظروف حرب كيماوية وغيرها.

 

وأشار إلى أنه اشترك أبطال الوحدة التى يتبعها فى بناء قواعد الصواريخ برفقة 14 مقاتلا، ولا ينسى أنه حمل على كتفه 12 شهيدا عندما نفذ العدو غارة على الموقع، وخلال مدة وجيزة استطاعوا اعادة البناء للمكان، ومنه نجح الجنود فى منع أى طائرة اسرائيلية عبور القناة، وكان هذا بعد الاعتداء وضرب مدينة بحر البقر بمحافظة الشرقية.

 

أضاف أن دورهم كان تأمين وتطهير أى مكان من الألغام من خلال دق الأرض بآلات متخصصة تحمل اثقال تجرها الدبابات، وسبق العبور فى أكتوبر 1973 تدريبهم بمنطقة الخطاطبة على كافة خطط اجتياز العائق المائى والساتر الترابى، وعندما حان موعد العبور كانت سريته فى طليعة القوات العابرة التى وصلت سيناء لتفتح المسارات أمام القوات وهى تحرر سيناء وتحقق النصر وترفع العلم.

 

وتابع وهو يتذكر هذه اللحظات بقوله أنه لا ينسى أنه وقع على الأرض ساجدا يقبل تراب سيناء الذى عاد إليه مرفوع الرأس بطلا منتصرا وهو الذى غادرا شابا صغيرا يبحث عن التعليم، وكان لسانه يردد بصوت عالى " الله أكبر الله أكبر الحمدلله "، ودموعه تبلل الرمل، وجبتهه تحمل تراب الأرض، كأنه لا يريد أن يقف فى المكان ويبقى فى تقبليه فرحا وشوقا له.

 

وأشار إلى أن وقت الحرب لا وقت للتفكير إلا فى النصر ايا كانت الظروف والتحديات، ولا ينسى أنه فقد فى أول ايام الحرب 3 زملاء له استشهدوا وهذا زاد عزيمتهم ولم يثنيهم، وكان الجميع سعداء بتحقيق النصر، الذى أذاب متاعب مهامهم فى حمل الأثقال الحديدية المكلفين بها لتركيبها لتضرب الأرض وتؤمنها من أى ألغام فى باطنها، وهى مهمة ليست سهلة حيث يقومون بتركيبها فى بطن كل دبابة لمسافة محدودة حتى لا تحترق، ثم يعودون لتكرارها مع أخرى لتأمين مسارات الجنود وتحرك القوات بأمان، وكانت هذه المهام صعبة وسط حقول الألغام وضرورة أن يتم كسحها والتخلص منها.

 

وقال عبدالكريم البيك، إنه عندما حدثت الثغرة وكان من بين القوات التى حوصرت، استطاع بمهارة المقاتل أن يبتكر لزملائه بمعاونة زميله الجندى يحيى سليمان من محافظة بنى سويف، أساليب جديدة فى فلترة المياه وتوفير مصادر للشرب، وعممت التجربة وقتها على جميع الوحدات.

 

ولا ينسى "البيك" أنه بعد انتهاء فترة تجنيده التى استمرت 7 سنوات وخرج منها بطلا منتصرا وحامل الألقاب التى يعتز بها منها " العرايشى، والمحوى لتعامله مع الهوام "، استلم عمله مهندسا مدنيا فى الإسكان، وكان من المكلفين باستلام مدينة القنطرة شرق قناة السويس من الاحتلال بكل معالمها ومبانيها، وبعد وصوله لها مرة أخرى وهو مدنى قام بمجهوده بوضعها على خريطة مساحية، وحصل مقابل ذلك على مكافأة تميز من جهة عمله.

 

وتابع أنه لا ينسى يوم تحرير سيناء بالكامل فى 25 إبريل من عام 1982، وكان مندوب الإسكان فى لجنة استلام المدن المحررة حديثا، وهى الشيخ زويد ورفح، وتم استلام المدن بما فيها المستعمرات التى أقامها الاحتلال وهى مستعمرة " ناءوت سيناء " وهى التى تحول اسمها لاسم نجمة سيناء، ومستعمرة ياميت، ثم واصل مسيرته بالعمل فى الأرض الطاهرة التى تحررت وهى مدينة الشيخ زويد رئيسا لمرفق المياه، وإطلاق مشروعات منوعة لرى الأرض حتى أحيل على المعاش من وظيفته.

 

وقال: "فخور أنه قضى كل هذه الفترات من عمره خادما لوطنه فى وقت الحرب والسلام، وهى تربية والده الشيخ الحكومى له، وهو الرمز الذى عينته الدولة فى 1950 واستمر فى مهامه حتى وفاته فى عام 1987 شيخا حكوميا لعائلات البيك فى مدينة العريش وأحد رموزها، ورئيسا للجنة فض المنازعات، وقاضى عرفى، وأثناء فترة الاحتلال الإسرائيلى لسيناء رفض أن يستمر فى مهامه شيخا حكوميا تحت إدارة الاحتلال، وبعد زوال الاحتلال كرمه الرئيس الراحل أنور السادات ضمن صفوف المكرمين من ابناء سيناء الصامدين أصحاب الدور الوطنى المميز".
 

unnamed (1)
 

 

unnamed (2)
 

 

 

unnamed (3)
 

 

 

unnamed
 

 


 

 

 



 

 

unnamed (1)
 

 

unnamed (2)
 

 

 

unnamed (3)
 

 

 

unnamed
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة