استطاع البريد المصري في الآونة الأخيرة أن يعيد هيكلة خدماته، بما يتناسب مع احتياجات المواطنين من جهة، وبما يواكب التقدم السريع في تكنولوجيا المعلومات من جهة أخرى؛ وذلك طبقًا للخطة القومية التي وضعتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتنفذها الهيئة القومية للبريد، والتي تهدف إلى تطوير وميكنة نظم العمل بجميع مكاتب البريد على مستوى الجمهورية، وقد وصل عددها إلى أكثر من 4 آلاف مكتب بريد، بنسبة نمو سنوى 4.39%..
جاء فى الدراسة الصادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، والتى جاءت تحت عنوان: "البريد المصرى.. طفرة نوعية من حيث الشكل والمضمون"، أن المنظومة التي تعمل منذ أكثر من 150 عامًا أصبحت تشهد عملية تطوير ضخمة في مستوى الخدمات التي تقدم للمواطنين، وأصبحت تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا وتطوير أداء العاملين، مضيفة أن هناك أكثر من 40 ألف موظف مصري يعملون بالمنظومة، ويقدمون خدمات البريد لقرابة مليون مواطن يوميًا.
ولفتت الدراسة إلى أن هيئة البريد حققت 3 مليارات و183 مليون جنيه صافى أرباح فى العام الماضى، بمعدل نمو صافى الربح وصل إلى 51٪ بإجمالى إيرادات للخدمات يصل إلى 3 مليارات و394 مليون جنيه بمعدل نمو 5٪ فى إيرادات الخدمات، وبلغت إيداعات صندوق التوفير 264 مليار جنيه.
ورصدت الدراسة أهم مظاهر الطفرة التي شهدها البريد المصري كالآتى:
- تحقيق عدد من الإنجازات على المستوى الإداري، فتم إعادة هيكلة وظائف الإدارة العليا بالهيئة مع استحداث محاور جديدة من شأنها الارتقاء بالمستوى التنظيمي للهيئة، وتم تطوير منظومة الأجور للعاملين بالهيئة القومية للبريد، مع استحداث حافز تخصص لتمييز الوظائف ذات الطابع التخصصي وربط الدخل بالإنتاج.
- تمت ميكنة عمليات صرف المعاشات آليا من خلال الكارت الذكي، وتوفير خدمة توصيل المعاشات إلى المنازل لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الراغبين في ذلك دون تحمل تكاليف إضافية.
- أصبح البريد منفذًا لتقديم خدمات مصر الرقمية وخدمات الشمول المالي، ووسيطًا بين العميل والشركات المقدمة لهذه الخدمات، والتي تشمل التمويل الاستهلاكي متناهي الصغر، والتمويل متناهي الصغر، والتأمين متناهي الصغر، فيتم من خلاله تلقي الطلبات وتسجيل بيانات المتقدمين وصرف التمويل وتحصيل الأقساط.إطلاق المنظومة الجديدة لإدارة العمليات اللوجستية وتوصيل الشحنات والطرود بمختلف أنواعها، بهدف تنمية خدمات التجارة الإلكترونية، والعمل على تعزيز مبدأ الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي للتكنولوجيا الحديثة.
- تم التوسع في فروع البريد المصري وتزويده بأجهزة تقدم الخدمات بتقنيات حديثة من خلال نشر الأكشاك البريدية وتوفير مكاتب بريد متنقلة مزودة بموظفي البريد، وماكينة صراف آلي بهدف تحريكها في أوقات الذروة في العمل بمكاتب البريد لاسيما في أوقات صرف المعاشات، وبالفعل تم تزويد المكاتب بعدد 1700 ماكينات صراف آلي، وجارٍ زيادة عدد المكاتب تباعًا، وذلك بالتنسيق بين الهيئة القومية للبريد ومصلحة الشهر العقاري.
- تم تأسيس المركز اللوجيستي للبريد في مطار القاهرة الدولي وفقًا لأحدث المعايير الدولية، ويسهم المركز في تسهيل عمليات تقديم خدمات التجارة الإلكترونية الخاصة بالدول الأفريقية الشقيقة.في إطار الحفاظ على أصول الدولة ومبانيها التراثية، تم تنفيذ خطة تطوير لمتحف البريد المصري بالعتبة؛ بهدف إعادة فتحه للزائرين بعد عشرات السنين من إغلاقه؛ وتم الاعتماد في عمليات التطوير على التقنيات الحديثة في عرض المقتنيات وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز.
- يقدم البريد المصري الكثير من الخدمات لأصحاب الهمم، زتم تطوير الفروع وتأهيلها وتجهيزها لهم، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة، واستحداث أماكن مخصصة لهم وتسجيل بياناتهم من خلال الموظفين في جميع الفروع.
- إطلاق البريد المصري لبرنامج النقاط والمكافآت يأتي في إطار دعم خطط الدولة الهادفة إلى تطبيق الشمول المالي والتحول الرقمي، وسعي البريد المصري نحو تحفيز وتشجيع جميع العملاء على استخدام وسائل الدفع غير النقدي، وبعد كل معاملة يقوم بها العميل باستخدام بطاقات البريد المصري في عمليات الشراء المباشر أو التسوق عبر الإنترنت، تضاف النقاط في حساب المستخدم، ويستطيع استخدامها فيما بعد كوسيلة سداد كلية أو جزئية عند شراء أي من المنتجات والخدمات المقدمة من خلال شبكة من التجار ومقدمي الخدمات المشتركين في البرنامج والذين يزيد عددهم عن 150 تاجرًا منتشرين في جميع أنحاء الجمهورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة