بعدما بدأ العالم يتنفس الصعداء بانخفاض معدلات الإصابة بوباء كورونا، والطريق نحو التعافى، خرجت علينا أخبار وتصريحات تتحدث عن مرض جديد غامض، يصيب الأطفال، ليجد العالم نفسه أمام حالة قلق من جديد بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هناك التهاب كبدى غامض يصيب الأطفال فى 12 دولة حتى الآن، وأنه تم تسجيل عشرات الإصابات حول العالم.
لكن ما يجب أن نعرفه ونضعه في الاعتبار، أن الأمر مازال قيد التحقيقات والتقصى وهذا وفقا للدوريات والمراكز الطبية العالمية، وأن الإصابات قليلة للغاية، فالكلام عن عدد حالات لا تتجاوز المائتين حول العالم، وأن لا تأخذنا حالة الرعب من تكرار جائحة جديدة بعد معاناتنا من جائحة كورونا فنساعد على انتشار الشائعات وإثارة البلبلة، التي من شأنها بمثابة خطر على الصحة العامة.
وما يطمئننا هنا في مصر، أنه أصبح لدينا منظومة قادرة على المواجهة ولديها القدرة والآليات على التحقق ومراقبة الأمور ومواكبة أى جديد، ودليلنا على هذا القدرة، هو تحرك وزارة الصحة باتخاذ عدة خطوات وقائية خلال الأيام الماضية رغم أن الأمر ما زال قيد التحقق، أهمها توجيه خطاب عاجل إلى 5 قطاعات صحية لموافاة قطاع الطب الوقائى بالوزارة بكافة المعلومات والبيانات عن أى حالات يتم رصدها مصابة بالالتهاب الكبدى مجهول المصدر فى المستشفيات مع اعتبار الموضوع هام للغاية، إضافة إلى التأكيدات الرسمية والتصريحات المطمئنة بأنه لا توجد أى حالات مصابة بالالتهاب الكبدى مجهول السبب فى مصر حتى الآن، وأن حالات الالتهاب الكبدى الموجودة هي نتيجة للإصابة بأحد الفيروسات الكبدية المعروفة للجميع.
وأخيرا.. أعتقد أن ما فعلته وزار الصحة أمر مقدر وبمثابة رسالة طمأنة، فنعم ووفقا للأطباء والدوريات العلمية التى تحدثت عن الأمر حتى الآن، أنه يجب علينا الانتباه ومراقبة الأطفال المرضى حتى يستطيعون التمييز بين أعراض الفيروسات الغدية وأعراض التهاب الكبد الحاد خاصة الأعراض التى تشترك مع الفيروسات الغدية والتهاب الكبد، مثل ألم البطن الشديد، والإسهال والغثيان والحمى واليرقان، لكن في نفس الوقت من الضرورى التحلى بالوعى حتى لا نشارك في إثارة البلبلة أو جلب الخوف لدينا دون فائدة، داعين الله عز وجل أن يحمى الإنسانية من أي خطر أو مرض..