حالة من الجدل والصخب أثارها الإعلان عن صفقة شراء إيلون ماسك، أغنى رجل فى العالم، لموقع التواصل الاجتماعى تويتر، وذلك بعد نحو شهر من شرائه 9% من أسهم الشركة ليصبح أكبر مساهم فيها.
وعلقت وكالة بلومبرج الأمريكية صفقة شراء تويتر، وقالت إنها كانت واحدة من أكثر عروض الاستحواذ جنونا والتى لم يكن من الممكن التنبؤ بها على الإطلاق، حيث أنهى ماسك الاتفاق للاستحواذ على موقع التغريدات القصيرة مقابل 44 مليار دولار فى غضون أسابيع من معرفة أحد بأنه حتى مستثمر فى الشركة.
فقبل شهر، كانت صلة ماسك الأساسية بمنصة السوشيال ميديا أنه مستخدم بارز. ومن هناك، أعلن عن نفسه كأكبر مساهم فى تويتر، قبل أن يصبح عضوا محتملا لفترة قصيرة فى مجلس الإدارة، وأخيرا صانع صفقات ناجح.
ورأت الوكالة أن الصفقة جاءت بسرعة كبيرة جزئيا لأن ماسك تنازل عن فرصة النظر فى مصادر تمويل توتير بعيدا عما كان متاحا بشكل علنى، ولكن أيضا لأن تلك الطريقة التى يعمل بها الملياردير الذى يعد أغنى رجل فى العالم.
وكان ماسك، رئيس شركة تسلا للسيارات الكهربائية، والبالغ من العمر 50 عاما، قد شارك بقوة فى تفاصيل الصفقة بحسب ما قال عدد من الأشخاص المطلعين على الأمر. ولأنه كان مستثمر فرد غير مثقل بمجلس إدارة أو مساهمين، استطاع أن يتخذ العديد من القرارات الكبيرة بمفرده.
وأكدت مصادر لبلومبرج أنهم لم يشهدوا من قبل صفقة بهذا الحجم تمضى بتلك السرعة طوال حياتهما لعملية. ورفض ممثل لتوتير التعليق على التفاصيل.
ورصدت وكالة بلومبرج عدة عوامل لنجاح ماسك فى الاستحواذ السريع على تويتر، وقال أن أولها كان العرض القوى الذى طرحه بـ 46.5 مليار دولار، وجعل ماسك شركة مورجان ستانلى مستشار له، واستطاع أن يجعل 12 بنكا ملتزمين بتمويل ديون بقيمة 25.5 مليار دولار. وتعهد بـ 21 مليار أخرى فى تمويل منه.
العامل الثانى هو مخاطبة ماسك مباشرة للمساهمين فى تويتر وحثهم على الضغط على الشركة للتواصل. وتواصل بعض المساهمين بالفعل مع الشركة وقالوا إنهم أرادوا أن يتعاملوا مع العرض بجدية.
أما العامل الثالث فى نجاح الصفقة هو دور السعر المطروح، وهو 54.20 للسهم، مع قارنته باحتمالات نمو شركة تويتر نفسها.
وبعد إتمام الصفقة، يتوقع الخبراء أن يبدأ الجزء الصعب، والمتعلق بما إذا كان ماسك سيستطيع الوفاء بتعهداته التى قطعها بجعل المنصبة حرة للتعبير عن كافة الآراء. وقالت وكالة أسوشيتديرس إنه بعد إتمام الصفقة، سيبدأ الجانب الصعب، وهو خطة ماسك المقبلة لكيفية تطبيق وعوده بتطوير ميزات جديدة لتوتير، وفتح خوارزمياته للتفتيش العام. كما سيحتاج أيضا إلى أن تبدأ الشكة فى التصديق على كل البشر، بمعنى السماح للجميع بالتعبير عن آرائهم، وإن لم يكن واضحا بالضبط المقصود بتلك العبارة.
وتقول أسوشيتدبرس إن الخبراء الذين درسوا توتير لسنوات أعربوا عن شكوكهم بأن ماسك يعر ف على وجه التحديد ما سيخوضه. فهناك العشرات من الأمثلة الوليدة للمنصات التى تركز على حرية التعبير، والتى تم إطلاقها فى السنوات الماضية كعلاج لتوتير، وتم إطلاقها من قبل المحافظين غير الراضين عن حملات الشركة ضد الكراهية والتحرش والمعلومات المضللة.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن موظفى تويتر أصابهم حالة من الصدمة والاستياء بعد إعلان استحواذ ماسك على الشركة، وأعرب بعضهم عن مخاوفه إزاء الماد الجديد. وكانت أحد المخاوف الأساسية هو أن يحاول ماسك كسر الحماية التى يحظى بها المستخدمون اليوميون، والتى أنشاها فريق العمل على مدار سنوات عديدة.
وقالت واشنطن بوست إن بعض الموظفين عبروا عن مشاعرهم بتغريدات بها إيموجى غارق بالدموع، و"ميمز" لأشخاص يعانون من الانهيار، بينما قال آخرون للصحيفة إنهم فى صدمة ولا يستطيعون الحديث.
وتطرق البعض إلى التداعيات السياسية المحتملة لهذه الصفقة، حيث تساءل جيف بيزوس، مؤسس موقع أمازون للتجارة الإلكترونية، عما إذا كانت الصين يمكن أن تستفيد من استحواذ إيلون ماسك على تويتر، بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
ونشر ثانى أغنى رجل فى العالم تغريدة تثير المخاوف بشأن نفوذ بكين المحتمل على تويتر، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن توصل الرئيس التنفيذى لشركة تسلا وأغنى رجل فى العالم إلى صفقة شراء موقع التواصل الاجتماعى مقابل 44 مليار دولار.
واقتبس بيزوس منشورا من أحد مراسلى نيويورك تايمز ذكر أهمية الصين بالنسبة لأعمال تسلا، بما فى ذلك حقيقة أنها ثانى أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية. وقالت التغريدة إن الصين قد يكون لديها الآن وسيلة للضغط على تويتر.
وعلق بيزوس قائلا إن هذا سؤال مثير للاهتمام، فهل كسبت الحكومة الصينية لتوها نفوذا على ساحة البلدة. وكان ماسك قد أطلق على تويتر لقب "ساحة البلدة الرقمى" بعدما توصل إلى اتفاق أمس الاثنين، وجعل إيمانه بالنقاش المفتوح هدفا مركزيا للاستحواذ.
وقالت الجارديان إن الاستحواذ المتفق عليه أثار جدلا حول الآثار المترتبة على امتلاك فرد قوى وثرى، له مصالح تجارية متعددة، منصة يستخدمها 2017 مليون شخص، وتلعب دورا رئيسا فى تشكيل الأجندة السياسية والإعلامية فى الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
وسرعان ما أوضح بيزوس تعليقاته فى تغريدات متعاقبة، وقال إن أى ضغوط صينية غير مرجح أن تؤدى إلى رقابة، مشيرا إلى ان النتيجة الأكثر احتمالا فى هذا الشأن هى تعقيد لتسلا فى الصين وليس رقابة على تويتر. واستطرد قائلا: لكننا سنرى، ماسك جيد للغاية فى التعامل مع هذا النوع من التعقيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة