يملك الأهلى عبر تاريخه العديد من النجوم الذين دافعوا عن قميصه، وكانت لهم مسيرة حافلة مع قطب القاهرة ونادى القرن الأفريقى، ورغم ابتعادهم عن الملاعب إلا أن مسيرتهم المضيئة داخل جدران قلعة الجزيرة لا تزال محفورة فى سجل الإنجازات والشرف بقميص الأهلى.
ونستعرض على مدار شهر رمضان مسيرة نجم كروى من اللاعبين أصحاب المسيرة المضيئة مع الأهلى، ومن ساهموا فى تحقيق نجاحات كبيرة مع الفريق الأحمر على المستوى المحلى والقارى وصنعوا تاريخا مشرفا فى فترة تواجدهم مع الأهلى.
نجم اليوم هو محمد رفعت مصطفى الفناجيلى وشهرته رفعت الفناجيلى نجم الأهلى الراحل وهو من مواليد الأول من مايو عام 1936 بمدينة دمياط بحارة "النفيس" وسط مدينة دمياط والتحق بمدرسة دمياط الابتدائية ولعب كرة القدم بالمدرسة فى السابعة من عمره، وعندما بلغ الرابعة عشر من عمره بدأت موهبته الكروية تتفجر فترك المدرسة بعد أن حصل على الشهادة الابتدائية واتجه لعالم الكرة، وفى نفس الوقت كان يعمل صبى "أويمجى" وهى فن الحفر على الخشب وزخرفة الموبيليا المنتشرة بمدينة دمياط، وكان يلعب مع زملائه كرة القدم المصنوعة من الكاوتش "كرة التنس" وذلك قبل ظهور الكرة الشراب.
رفعت الفناجيلى لاعب الكرة الذى ولد لإحدى الأسر الفقيرة بمدينة دمياط، وترك المدرسة من أجل الكرة وكان يتعلم حرفة "الاويما" لكى يعيش منها بإحدى ورش مدينة دمياط، وكان يتقاضى جنيها أسبوعيا من عمله كأويمجى والصدفة وحدها هى التى جعلته يدخل عالم الكرة من الباب الملكى، ويتفوق على جميع أقرانه وينافس أبناء الذوات والبشوات فى النجومية.
لعب الفناجيلى لفريق النهضة بنادى البلدية بدمياط وفى عام 1952 زار دمياط فريق وزارة الصحة وكان يضم العديد من اللاعبين المميزين ومنهم عدد من لاعبى الاهلى والفريق القومى منهم مكاوى وفؤاد صدقى وحلمى أبو المعاطى وسيد صالح وسيد عثمان والتقى فريق وزارة الصحة بفريق دمياط ويومها ، تألق الفناجيلى ولفت جميع الأنظار فالتقطته عين عبده البقال كشاف الاهلى الشهير ، وحينها دبر البقال مباراة ثانية بين الفريقين فظهر الفناجيلى بنفس المستوى العالى وعندما حاول البقال الحصول على توقيع نادى دمياط لترك الفناجيلى فرفضت إدارة دمياط ، مما دعا البقال لتهريب الفناجيلى لوضع إدارة دمياط أمام الأمر الواقع وقام الاهلى باشراكه فى 5 مباريات ودية كانت أولها أمام الزمالك وقدم الفناجيلى أداء نال أعجاب مسئولى الأهلى إلا أن الفناجيلى اختلف مع الأهلى فى أول موسم له، لأنه لم يشارك فى المباريات الرسمية كأساسى واستسلم لإغراء عبد المنعم شطارة ظهير أيسر الأهلى الذى ضمه لنادى اتحاد السويس مستغلا نص لائحة انتقال اللاعبين التى تسمح بانتقال اللاعب اذا تم تغيير محل إقامته.
ولمع الفناجيلى مع فريق السويس وكان دينامو الفريق ، وأحرز هدفا فى أول مباراة رسمية له مع السويس وكانت أمام المصرى البورسعيدى وهو أول هدف رسمى للفناجيلى فى الدورى الممتاز ولكن لم يعجبه الحال فى السويس وأنتقل الى المصرى الا أنه لم يشعر بالارتياح فعاد الى دمياط بعد موسما ونصف.
وفى عام 1953 التقى الفناجيلى بفؤاد صدقى وأقنعه بالعودة للأهلى فعاد اليه فى موسم 53- 54 وقد كلفه هذا القرار الايقاف موسما كاملا بعد شكوى النادى المصرى الى اتحاد الكرة.، ولعب الفناجيلى رسميا للأهلى من عام 1953 وحتى 1970 وكان طوال هذه الفتره أساسيا فى الأهلى والمنتخب القومى والمنتخب العسكرى، وعاصر الفناجيلى جيل العمالقة هيكل وعبد الجليل وهمامى وعبد الوهاب سليم وصالح سليم وتوتو وفؤاد صدقى وووجيه مصطفى وحلمى أبو المعاطى وحسين مدكور ورضا عبد الحميد ومراد نديم ، وهو الجيل الذى حقق عشر بطولات متتالية للأهلى بداية من عام 48 وحتى 1958 وحققوا بطولة الكأس 5 مرات.ومن المباريات التى لاتنسى للفناجيلى مبارة الأهلى والزمالك فى نهاية موسم 61-1962 حيث كان التعادل يكفى الزمالك للفوز بالدورى بينما كان لابد على الاهلى الفوز لحصد البطولة.
وعلى الرغم من غياب أكثر من 6 من لاعبى الأهلى الأساسيين وكان أبرزهم صالح سليم وطه اسماعيل وميمى الشربينى والجوهرى أعلن الفناجيلى خوضه المباراة باحتياطيو الاهلى وناشئيه وسيفوز على الزمالك ويحرز هدفا على يسار ألدو حارس الزمالك وراهن على ذلك الدكتور نادر سويلم عضو مجلس ادارة النادى الأهلى وقتها على 15 جنيها للفناجيلى لوفاز الاهلى وهو ما تحقق بفوز الأهلى 3 -0 على الزمالك واحرز الفناجيلى هدفا على يسار ألدو وكان أسهل له ان يحرزه على يمينه لكنه أصر على أن يفى بوعده وكانت تلك المباراة شاهدا على مولد السايس وريعو وعلوى مطر .
ومن المباريات التى تدل على حسن قيادته وروحه العالية مباراة منتخب مصر "ب" امام منتخب بلغاريا فى عز مجدها بملعب طنطا والذى سبق ان فاز على منتخب مصر "أ" بدون الفناجيلى قبلها بأيام قليلة 1- 0 الا ان المنتخب "ب" فاز بقيادة الفناجيلى على عمالقه بلغاريا 2-0 وقد أصر الفناجيلى ان يرتدى "زقلط "ابن الغربية و لاعب طنطا شارة كابتن المنتخب بدلا منه على الرغم من انه كان أصغر اللاعبين سنا .
لعب الفناجيلى خلال مشواره الكروى مع النادى الأهلى 650 مباراة دولية ومحلية ووودية أحرز خلالها 100 هدف.. ولعب 150 مباراة دولية أحرز فيها 40 هدفاً سواء مع المنتخب الأول أو المنتخب العسكرى.
وقد لعب 5 بطولات كاس امم أفريقيا فى السودان 57 وفازت مصر بالبطولة والقاهرة 59 وفازت مصر بالبطولة وأثيوبيا 63 والتى فازت بها اثيوبيا وغانا 64 والتى فازت بها غانا وتونس 65 والتى فازت بها غانا ويعد الفناجيلى أول لاعب يحرز هدفا من ضربة جزاء فى بطولات كأس الامم الافريقية كما انه اللاعب الوحيد فى جيله الذى لعب المباراة النهائية فى ثلاث بطولات كأس امم أفريقيا.
كما شارك الفناجيلى مع المنتخب القومى فى دورتين أوليمبيتين عام 60 بايطاليا وحصل الفناجيلى خلالهاعلى لقب أحسن مدافع فى العالم كما شارك فى دورة 64 بطوكيو وهى البطوله التى حصلت فيها مصر على المركز الرابع كما صعد الفناجيلى مع منتخب مصر لدورة 56 بملبورن باستراليا لكن مصر لم تشارك بسبب العدوان الثلاثى، وفاز الفناجيلى بجائزه احسن لاعب فى مصر اعوام 60 ,61 ,1962 ومن أشهر الألقاب التى أطلقت عليه " المهندس " " المدفعجى " " المعلم"، كما حصل الفناجيلى على رتبة ملازم كمنحة وجائزة من المشير عبدالحكيم عامر عام 57 عندما فاز المنتخب العسكرى على نظيره الإيطالى 2/صفر فى روما واحرازه للهدف الثانى وظل يترقى فى القوات المسلحه حتى أحيل الى التقاعد عام 1967 وهو رتبة " نقيب".
وعلى الرغم من ان الفناجيلى لم يلعب مع نادى دمياط فى الدورى العام الا انه لعب مع فريق دمياط فى بطولات كأس الرئيس جمال عبد الناصر والتى فازت بها دمياط 3 مرات فى الستينيات وكانت اخرها مباراه دمياط والغربيه التى كانت تضم لاعبى ثلاث فرق كبرى غزل المحله وطنطا وكفر الزيات وذلك باستاد الشرقيه وفازت دمياط حينها بالكأس التى سلمها عبد السلام خفاجى محافظ الشرقيه الى الفناجيلى كابتن منتخب دمياط.
اعتزال الفناجيلى يعد الفناجيلى من اللاعبين القلائل الذين لو يطردوا من اى مباراة وقد قرر الفناجيلى الاعتزال عام 1970 عندما سافر مع فريق النادى الاهلى الى ليبيا للعب ثلاث مباريات ودية وكان مدرب الاهلى وقتها الكابتن صالح الوحش وفى المباراه الثانية طلب الوحش من الفناجيلى التغيير ليلعب بدلا منه أنور سلامة ناشئ الأهلى وقتها وبالفعل امتثل الفناجيلى للقرار ولكنه قرر عدم اللعب مرة اخرى وترك الكرة نهائيا.
بعد ان حقق مع الأهلى على 7 بطولات دورى و6 كأس مصر، وبعد اعتزال الكرة رفض الفناجيلى عروضا لتدريب ناشئى الاهلى كما رفض عروض تدريب أنديه المنصوره وغزل المحلة والشرقية ولكنه قاد فريق دمياط فى أوقات متقطعه حيث كان مدرب الأزمات كانت معظم الفترات التى تولاها كمدرب استكمالا لمدربين اخرين فى نهاية المواسم الكروية.
كما كرمه النادى الأهلى كأحد اللاعبين الذين صنعوا أسم النادى هو وصالح سليم وطه اسماعيل وميمى الشربينى ووطارق سليم وتم منح كل لابع منهم سياره خاصه هديه.
توفى الفناجيلى فى 23 يونيو عام 2004 وأقيمت له جنازة مهيبة بحضورالشيخ طه إسماعيل، الذى أصر على الوقوف إماما فى صلاة الجنازة والكابتن محمود الخطيب، ومحافظ دمياط وقتها الدكتور عبد العظيم وزير، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة.