أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: الدولة والحوار والسياسيون.. جادون وافتراضيون و«كليشيهات»

الجمعة، 29 أبريل 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، مبادرته خلال إفطار الاسرة المصرية، ودعا لحوار وطنى سياسى، لم تتوقف ردود الفعل بين التيارات السياسية والأهلية، والحزبية، حيث أعلنت الأغلبية ترحيبها بالحوار، وأيضا بتفعيل عمل الجنة العفو الرئاسى، تمهيدا لإطلاق عدد آخر بجانب دفعات خرجوا، وسط أجواء متفائلة بأن الدولة بلغت من الاستقرار ما يسمح بتوسيع العمل العام والمشاركة.
 
ولدينا من تجارب السنوات السابقة قطاعات متعددة لمحللين ونشطاء فيسبوكيين يستمتعون ويشعرون بالتحقق من هتافات افتراضية حول آرائهم التى تجذب إليها لايكات وتعليقات وتصفيقا يمنحهم الشعور الشديد بالعمق والفهم اللانهائى لقضايا الكون، بما فيها السياسة، والاقتصاد، والطب، والدومينو، والاجتماع والمياه، والكرة، والسكان، ولعبة بابجى! ويتمسك هؤلاء بخطاب ثابت تجاه كل القضايا، عبارة عن قوالب لا تتغير، وبقى هؤلاء على حالهم بشكل حولهم إلى منتجى بوستات، يحافظون على ثباتهم خوفا من أن يتعرضوا لتيارات هوائية من المناقشة والرأى الآخر. 
 
إعلان إطلاق حوار سياسى موسع، بمشاركة كل التيارات دون تمييز أو استبعاد، مثل مفاجأة لعدد من عمقاء المعلقين، وأيضا لتيارات سياسية، لم تجهز نفسها لممارسة السياسة أو للدخول فى نقاش جدى حول الحاضر والمستقبل. 
 
المفارقة أن أغلبية الجمهور اعتبر الحوار سبيلا يمكن أن يجذب التيارات السياسية لتناقش أوضاعها وأيضا مطالبها للممارسة والعمل العام، والأغلبية ترى من منظور الواقع ومتابعة لما يجرى فى العالم فى عصر يتيح بعض الاطلاع لكل الأطراف، والأغلبية ترى أنه خطوة للأمام فى إطار المشاركة تفتح الباب للمشاركة والمناقشة وتناسب المرحلة، ومع هؤلاء سياسيون يعتبرون الحوار فرصة لمزيد من التقارب والتفاعل بعيدا عن العزلة أو العجز الذى يميز الكثير من الأحزاب. 
بالطبع هناك نشطاء افتراضيون اعتادوا ترديد نفس الكلام والتحليلات طوال 12 ساعة، يقاطعون ويمصمصون شفاههم، ويقدمون تحليلات خشبية منقولة من بوستات أو من آراء سابقة تريحهم من هم التفكير والنقاش، وكثير من هؤلاء انقطعوا أو انعزلوا لفترات طويلة حرمتهم من الشعور بالواقع وضخمت لديهم مشاعر الذاتية وسط عزلتهم وشعورهم بالاستبعاد يغذى لديهم مشاعر سلبية ويدفعهم للتمسك بمواقف جاهزة تريحهم من التفكير، ومن هؤلاء من يظل ينتقد الممارسة أو يمارس المزايدة على غيرهم، ويهاجم من يمارسون السياسة وإذا دعى للمشاركة يعطى الدعوات ظهره وينغمس أكثر فى كليشيهات البوستات.
 
من بين هؤلاء من يتغير بحكم المتابعة، أو يبقى عند نفس الآراء والمواقف طوال الوقت، ومع هؤلاء تيارات أو قطاع لا يريد للحوار أن ينجح، وضد أى خطوة نحو التفاهم والاختلاف والتوافق، قطاع لا يريد أى أرضيات مشتركة تولد من الاستقرار وفى مقدمتهم فصيل ضد الاستقرار أو التفاعل، ما زالوا يضخون طاقة سلبية ومن بين هؤلاء لجان وأطراف تغذى الصراع، وترفض الحوار ومنهم من يربح من بقاء الأوضاع على ما هى عليه لأنهم يربحون من الصراع ويتغذون على تجارة شعارات حقوقية للبيع، أو تيارات تعمل لمن يدفع، محترفو التمويل لا يريدون الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان ويرفضون ويغضبون من الحوار السياسى ومن أى توسيع للمشاركة لان الشقاق غذاءهم، وأيضا يرون المشاركة تسحب منهم البساط وتضعهم فى أوضاع مثيرة للسخرية.
 
الحوار بالنسبة للداعمين فرصة لتوسيع مجال النقاش والعمل العام، ونقله من العالم الافتراضى للواقعى، ويتيح لمن يريدون الممارسة أن يشتبكوا مع الواقع، ويسهموا فى العمل والمناقشة وأى حوارات مجتمعية أو سياسية ضمن واقع يتطور بالمشاركة، وينتظر أن تحاول بعض التيارات السياسية والأحزاب والمنظمات الأهلية المشاركة ووضع تصورات بشكل متناسب مع الأمر. 
 
الحوار فرصة لمن يريد، لكنه خطر على محترفى الجدل العميق، والتمويل، ومن يخشون المشاركة، وبالطبع اللجان التابعة لتنظيم الضجيج والمنصات الهادفة للربح.
 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة