اشتهر المصريون القدماء بتقدمهم في العلوم الطبية وقد ذكر هوميروس هذا الأمر في الأوديسة بينما أكد هيرودوت أن كلاً من قورش وداريوس، حكام الإمبراطورية الفارسية، كان لهما أطباء مصريون.
وتعود معارف الطب في مصر القديمة إلى ما لا يقل عن 3500 عام ويؤكد هذا ثلاث برديات: إبيرس، وإدوين سميث، وبرديات كاهون لأمراض النساء والتى تضم العديد من التعليمات داخل البرديات موازية للإجراءات الطبية الحديثة وتحتوي على علاجات باستخدام مئات المكونات وقد قدمت بعض هذه المكونات مؤخرًا أدلة معملية على أنها تحتوي على خصائص دوائية فعالة.
وقد حصل جورج إيبرس أستاذ علم المصريات في جامعة لايبزيج ، على وثيقة رائعة في عام 1862، وأثناء ترجمتها ، اكتشف أنها كتبت حوالي 1500 قبل الميلاد ولكن يبدو أنها أعيدت كتابتها من نسخة أصلية أقدم بألف عام وفقا لموقع the collector.
وتشمل البردية أقدم توثيق للاستدلال الاستنتاجي على الأمراض كتبت كمرجع للأطباء الممارسين ، ووضع إجراءات صارمة لرعاية المرضى تتضمن ترتيبا متميزا أولاً : يتم توجيه الطبيب لس المريض، ثانيًا : يجرى فحص جسدي يتضمن فحص حاسة الشم وفحص النبض والشعور بالخفقان. ثالثًا ، يتم فحص البول والبراز والبصاق ، وهي عملية تعكس الغرض من التحليل المعملي الحديث. وأخيرًا يتم الوصول إلى تشخيص يتكون من ثلاثة خيارات ثم يقرر الطبيب ما إذا كان مرضًا قابلاً للعلاج، أو مرضًا يمكن مكافحته، أو مرضًا لا يمكن فعل أي شيء من أجله.
تحتوي بقية بردية إيبرس على أكثر من سبعمائة علاج وتعاويذ، ولا تزال العديد من المكونات العشبية الموجودة فيها غير معروفة بسبب صعوبات الترجمة، لكن المواد المترجمة تتطلب احترام عمق المعرفة الضمني في الطب البالغ من العمر 3500 عام.
وقد تخصص العديد من الأطباء عبر التاريخ المصري ، من الدولة القديمة إلى البطالمة، وكما لاحظ هيرودوت ، فإن النقوش على المقابر والبرديات الطبية تظهر أن أطباء الأعصاب وأطباء العيون وأطباء الأسنان وأخصائيي الجهاز الهضمي وأطباء المستقيم وأخصائيي الطب الباطني يمارسون مهنتهم في مصر، وكان لبعض الأطباء أكثر من تخصص. كان عير أون آخي أحد الأطباء المتميزين، يعلن أنه طبيب عيون ، وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي، كما أكدت نقوش قبره.
تم تكريم إمحوتب مهندس هرم الملك زوسر وهناك القليل من الأدلة على أنه كان في الواقع ، طبيبًا وعلى الرغم من قلة الأدلة فإن هوية إمحوتب كطبيب راسخة بقوة.
بردية إيبرس
تمثال أمحوتب بالمتحف البريطانى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة