يمثل جامع الأزهر الشريف مكانة كبيرة فى العالم الإسلامي، فهو قبلة العلوم الدينية فى العالم الإسلامي، يقصده طلاب العلم من كل الدنيا، فهو أقدم جامعة إسلامية، يمتد عمره أكثر من 1000 سنة، ولا يزال نابضا بالعلم والحياة.
وفى السابع من شهر رمضان عام 361 هجرية الذى كان موافقا لسنة 971م، حدث أن تم افتتاح الجامع الأزهر للعبادة والعلم، حيث أقيمت أول صلاة فيه، وبعدها بعام واحد بالتمام والكمال، أى فى السابع من رمضان 362 هـجرية دخل الخليفة المعز مدينة القاهرة، بعد أن فتحها جوهر الصقلى عام 358 هـ، حيث أسس المدينة وقصور الخلافة والجامع الأزهر الذى لم يكن على هيئته الحالية، فقد أضاف الحكام لفترات طويلة ترميمات وإضافات جديدة للمبنى القديم.
بالطبع جاءت على مصر جماعات وذهبت أخرى، ووفدت قبائل وانقضت آجالها، وسيطرت مذاهب دينية كما كان للأزهر ورجاله دور كبير ومهم فى صناعة الأحداث السياسية فى القطر المصرى، وذلك من أبسط الدرجات إلى أعلاها، فالمتعلمون فيه فى الأزمنة الماضية كانوا جزءا أساسيا فى صناعة المجتمع المصرى بقدرتهم على العمل فى الدوائر الرئيسية لإدارة البلاد، كذلك بامتلاكهم حق الإفتاء الدينى مما أكسبهم مكانة مميزة، وعلى الجانب السياسى لعب رجال الأزهر دورين متناقضين، الأول ما يمكن أن يطلق عليه شيوخ السلطة، حيث كان دورهم مطاوعة السلطان وتبرير مواقفه، لكن هناك الموقف الأهم والأكثر أثرا وهو قيادة الثورات والتغيرات الاجتماعية كما فعل كل من الشيخ العز بن عبدالسلام مع أمراء المماليك الذين جعلهم يفتدون أنفسهم بدلا من عرضهم للبيع حتى يتم تجهيز الجيش، وكذلك ما فعله طلبة الأزهر فى ثورتى القاهرة فى أيام الحملة الفرنسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة