"كلنا أولاد حواء وأدم" جملة يتنقالها الناس على ألسنتهم كثيرا، تعبيرا عن أن البشر جميعا يعودون إلى أول من عاش على الأرض من الجنس البشرى، وبالعودة الأصل الوارد فى القصص الدينية وتحدثت عن الديانات الإبراهيمية، فإن البشر جميعا من أم واحدة هى حواء.
ويقال بأن حواء خلقها الله من ضلع آدم في الجنة عندما كان نائمًا، وسميت بهذا الاسم؛ لأنها خلقت من حي، وهو آدم، وقد جعلها الله زوجة له، عندما خلق الله آدم، وأسكنه الجنة كان يمشي فيها وحيدًا لا يجد أنيسًا أو جليسًا، فعندما نام واستيقظ وجد حواء، فسألها: "من أنت؟" فقالت: "امرأة"، فقال لها: "ولمَ خُلِقْتِ"، فقالت: "حتى تسكن إلي"، فقالت الملائكة: "ما اسمها يا آدم؟" فقال: "حواء"، فقالوا: "ولِمَ كانت حواء؟"، قال: "لأنها خلقت من حي".
وقد ورد في حديث عن النبي محمد بن عبد الله أن حواء خُلقت من ضلع آدم، حيث قال: "استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خُلِقت من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا".
سكنت حواء مع زوجها آدم عليه السلام أبو البشر الجنة، وأنذرهما الله تبارك وتعالى أن لا يقربا شجرة معينة، ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك.
لم يُذكر لفظ حواء في القرآن الكريم قط بل ذكرت حواء على أنها زوجة آدم عليه السلام في ثلاث سور وهي البقرة، والأعراف وطه، فقال تعالى: "وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكُلا منها" البقرة:35، وقال تعالى أيضاً "ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة" الأعراف:19، وقال أيضاً "وقال يا آدم إن هذا عدوٌ لك ولزوجك" طه: 117، فهذه هي المواضيع التي ذكرت فيها حواء على أنها زوجة آدم فقط.
وعلى الرغم من عدم ذكر اسم حواء في القرآن الكريم ؛ إلا أنه ذكر في صحيح السنة النبوية ، فقد روى البخاري (3399)، ومسلم (1470) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْلاَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلاَ حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ.
أما فى الكتاب المقدس، فقد تم ذُكر اسم حواء في العهد القديم مرتين فقط وذلك في سِفر التكوين، ودعا آدم اسم امرأته حواء؛ لأنها أمٌ لكلِ حي. وجاء كذلك وعرف آدم حواء امرأته فجُبلت وولدت قايين وذكرت حواء تلميحاً في أكثر من موضع.
في العهد الجديد مرتين فقط وذلك في رسالة بولس الثانية إلى كورنثوس، ولأني أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانَهم عن البساطة التي في المسيح، وفي رسالة بولس الأولى إلى تِيمو ثاوس؛ لأن آدم جبل أولاً ثم حواء وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحطت في التعدي. فهذه هي المواضع التي ذكرت فيها حواء في الكتاب المقدس بشقيه القديم والجديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة