في الوقت الذى خرجت قمة المناخ في جلاسكو بإسكتلندا cop 26 بتوصيات وقرارات قوية، للحد من استخدام الفحم والوقود الإحفورى بصفة عامة في محاولة للسيطرة على درجة حرارة الأرض، قلبت الحرب الروسية الأوكرانية تلك الموازين تماما، ولاسيما بالنسبة لدول أوروبا والاتحاد الأوروبى.
فكبار الدول الأوروبية على رأسها المانيا وإيطاليا ، أعلنت مجددا نيتها الاعتماد على الفحم؛ لتوليد الطاقة وكذلك الوقود الاحفورى ، بجانب إعادة دراسة تشغيل المفاعلات النووية مجددا بعد ان صدرت قرارات سابقة بإغلاقها تمام .
هذه الخطوة جاءت نتيجة المخاوف من توقف امدادات الغاز الروسى والمطالبة بدفع قيمته بالروبل الروسى بدلا من الدولار أو اليورو بجانب الضغوط العالمية على تلك الدول ؛ لوقف استخدام الغاز الروسى كنوع من العقاب لروسيا ؛مما يترتب عليه " انتكاسة مناخية" مجددا مع التوسع في استخدام الفحم والوقود التقليدي وهو ما يهدد بنسف كل مقررات قمة المناخ في جلاسكو ويمثل تحديا عالميا كبيرا أمام قمة المناخ المقبلة cop 27 ، في مدينة شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر المقبل.
ومع رغبة الدول في حماية اقتصاداتها وتوفري الطاقة من مصادر بديلة للغاز الروسى إلا أن هذا الأمر يمثل صدمة للمناخ وردة ، قد تهدد بارتفاع درجة حرارة الأرض ،وبالتالي تعرض مدن ساحلية عالمية للغرق ، منها مدينة الإسكندرية وبعض مدن الساحل الشمالى الممتد على ساحل البحر الأبيض المتوسط من رفح حتى السلوم .
والحل يتمثل في اللجوء الى الطاقة النظيفة سواء من بحر الشمال او من مصادر اقل تلوثا مثل الغاز الطبيعى سواء من الشرق الأوسط او من أمريكا مع التوسع التدريجى في الاعتماد على طاقة الرياح وطاقة مساقط المياه في أوروبا كبديل نظيف وبييئى ، بدلا من الانتقال المباشر من الغاز الى الفحم .
ولا شك انه قد يمكن قبول تراجع النمو الاقتصادى الدولى، مقابل زيادة الاهتمام بقضايا المناخ والحرص على استقرار درجة حرارة الأرض، وخفض الغازات الدفيئة ؛مما يقلل الانبعاثات الضارة وبالتالي الحفاظ على الكوكب .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة