قال الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، إن هناك مشهدا جماليا فى حياة الوزير ابن الفرات مع رجل ارتكب جرما معه وظن الجميع أنه لن يعفو عنه.
وأضاف خلال حلقة اليوم من برنامج يحب الجمال: هذا الرجل زور كتابا على أبى الحسن ابن الفرات، وتضمن الوصية بالرجل والإحسان عليه بعد أن كانت تقطعت به الأسباب ولم يجد ما ينفق منه واكتشفه عامل مصر بعد أن قرأ الكتاب وارتاب فيه ، وان الدعاء للرجل كان أكثر مما يقتضيه محله فراعاه مراعاة قريبة وارتبطه عنده على وعد وعده به وكتب لابن الفرات فى بغداد وارفق معه الكتاب المزور .
وتابع: قرأ ابن الفرات الكتاب المزور ورأى فيه أنه من أهل الحرمات والمودات لدى الوزير ، وعرض ابن الفرات الكتاب على مستشاريه وطلب منهم أن يبدوا رأيهم فى تذوير الخط والخاتم وشرح الأزمة بالكامل وقال بعضهم يؤدب بالضرب والحبس وقال آخرون نقطع إبهامه حتى لا يعاود مثل هذا وقال أحسنهم نكشف لعامل مصر قصته ليطرده بينما قال ابن الفرات بعد أن سمع من الجميع أن الحر لا يفكر كما فكرتم لأنه رجل تحمل المشقة إلى مصر وهو يؤمل الصلاح بجاهنا وتوسل بنا واستمداد رزق الله بالانتساب إلينا ما انفر طباعكم وأخذ القلم ووقع على خطه على ظهر الكتاب المزور وقال نعم هذا كتابى ولا أعرف لماذا تنكره وقال أن له علينا فضل وطلب منه الإحسان له وإحسان رفده ورد الكتاب من يومه ومضت مدة طويلة ودخل على ابن الفرات رجل ذو هيئة حسنة يبكى ويدعو له ويثنى عليه ويقبل الأرض بين يديه فقال ابن الفرات من أنت بارك الله فيك قال أنا صحب الكتاب المزور لعامل مصر وصححه كرمك وتفضلك ، واستخدمه ابن الفرات ووظفه وأكسبه مالا وفيرا، وما اردت أن أقوله من القصة أن الكرم أكبر بكثير من المال وتصحبه السعة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة