وقال بيان مجلس السلم والأمن الأفريقى، اليوم الإثنين، إنه يدرك تداعيات النزاعات العنيفة والعواقب الوخيمة للصراعات على حقوق الأطفال ورفاهيتهم، والحاجة إلى تنفيذ نهج متكامل وتعميم حماية الأطفال بشكل فعال في حالات الصراع سعياً وراء تحقيق أجندة 2063 ومبادرة إسكات البنادق؛ وذلك التزامًا بالميثاق الأفريقي لحقوق ورفاهية الطفل الذى يعترف بالحاجة إلى اتخاذ التدابير المناسبة لتعزيز وحماية حقوق ورفاهية الطفل الأفريقي.

وأعرب مجلس السلم والأمن عن بالغ القلق إزاء الطبيعة غير المتكافئة المتزايدة للنزاعات المسلحة في القارة، بما في ذلك تصاعد التطرف العنيف والهجمات الإرهابية، فضلا عن التهديدات غير التقليدية الناشئة عن الافتقار للسلام والأمن في القارة؛ مما يؤدي إلى زيادة تعرض الأطفال للتشرد، والانفصال عن آبائهم وأسرهم ومجتمعاتهم، والاستغلال وأشكال أخرى من الانتهاكات التي تنتهك حقوقهم ورفاههم.

وأبدى قلقه إزاء الأثر الضار للنزاع المسلح على نمو الأطفال الشخصي والاجتماعي والمعرفي، كما يتضح من استمرار الانتهاكات والتجاوزات لحقوقهم، فضلا عن العنف المرتكب ضدهم، بما في ذلك العنف الجنساني، والزواج القسري، وعمل الأطفال والاستغلال وتجنيد الأطفال كأعضاء في الميليشيات المسلحة، وهو وضع يزيد من تقويض رفاهيتهم ويحرمهم من كرامتهم الإنسانية.

وسجل مجلس السلم والأمن الأفريقي تزايد عدد وهشاشة الأطفال اللاجئين والمشردين داخليا في القارة، داعيا الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية لهذه الفئات الضعيفة من الأطفال بما يتوافق مع الأطر المعيارية القارية والدولية لحماية الأطفال واللاجئين والنازحين داخليًا، وشدد على الحاجة إلى معالجة الأسباب الهيكلية لدوافع النزاعات المسلحة، مدعومة بإرادة سياسية قوية من أجل توطيد السلام والاستقرار، بما يتماشى مع مبادئ والتزامات القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي.

ورحب بالتقدم الذي أحرزته مفوضية الاتحاد الأفريقي نحو تطوير سياسة دمج حماية الطفل في هيكل السلام والأمن الأفريقي وسياسة حماية الطفل في عمليات دعم السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وأثنى على جهود الدول الأعضاء لمشاركتها في عمليات صياغة السياسات المتعلقة بهذا الشأن. 

وأثنى على مفوضية الاتحاد الأفريقي لقيادتها عملية صياغة السياسات والمصادقة عليها، وكذلك لجنة الخبراء الأفريقية المعنية بحقوق الطفل ورفاهيته لإرشاداتها التقنية، واعرب عن امتنانه لدعم الشركاء، لا سيما منظمة إنقاذ الطفولة الدولية وبرنامج التدريب من أجل السلام لدعمهم.

وأكد مجلس السلم والأمن الأفريقي على أهمية الدور الذي يؤديه المنتدى الأفريقي المعني بالأطفال المتأثرين بالصراعات المسلحة في دعم وضع السياسات والدعوة إلى تعميم حماية الأطفال في مسائل السلام والأمن في القارة، وشدد على أن السياسات تساهم في تعزيز رؤية مشتركة من أجل التحليل المتسق والتعامل والتكامل مع مبادئ وممارسات حماية الطفل في جميع المؤسسات، بما في ذلك عمليات دعم السلام في الاتحاد الأفريقي، وكذلك توفير برامج تدريبية في مجال حماية الأطفال.

وجدد دعوته لجميع الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى ضمان أن تصبح حماية الأطفال مسألة مركزية وشاملة لعدة قطاعات في جميع مسائل السلام والأمن على كل من الصعيد الوطني والإقليمي والقاري، ومواصلة الدعوة لحماية الأطفال، لا سيما أثناء تفشي جائحة "كوفيد-19"، من خلال إعادة فتح المدارس، والعودة الآمنة للأطفال إلى المدرسة، وتسهيل الوصول وتقديم المساعدة الإنسانية للأطفال المتضررين من النزاعات المسلحة، فضلا عن تدابير أخرى للتخفيف من معاناة الأطفال، وحث على أهمية أن تعزز الدول الأعضاء جهودها لإنشاء مراكز/برامج لإعادة تأهيل الأطفال في حالات الصراع.