منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا شهدت أسواق النفط والغاز ارتفاعات قياسية في الأسعار لم تشهدها منذ عام 2008 خاصة مع فرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا وزيادة المخاوف من نقص الإمدادات ، وذلك مع فرض العقوبات على النفط الروسي، ومع إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن أنه سيتم سحب ما يصل إلى مليون برميل يوميا من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكى لمدة ستة أشهر تبدأ فى مايو، والسؤال المطروح هل سيكون لهذا القرار تأثيرات واضحة على الأسواق؟.
قال الدكتور عطية عطية عميد كلية هندسة البترول والطاقة بالجامعة البريطانية، إن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسحب من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي هو محاولة لمواجه غلاء أسعارمشتقات البترول داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن الاحتياطي الاستراتيجي للنفط بالولايات المتحدة يبلغ نحو 568 مليون برميل، والسحب منه بهذا المعدل يعنى انخفاض بمقدار الثلث وهي سابقة لم تحدث من عام 1974.
وأشار الدكتور عطية عطية، إلى أن أسعار النفط بالأسواق العالمية انخفضت بنحو 5 % بعد قرار بايدين، ولكن هذا القرار لم يؤثر على أسعار الغاز الطبيعي، لافتا أن هذا القرار سيكون مؤثر داخل الولايات الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير ولن يكون مؤثر على الأسعار بالأسواق العالمية، قائلا " لم يفلح في تقليل الأسعار بالأسواق العالمية" خاصة وأن تحالف أوبك بلس لم تستجيب لزيادة الإنتاج بصورة كبيرة واصرت على تنفيذ استراتيجياتها في زيادة الإنتاج المعدة مسبقا.
وتابع عميد كلية هندسة البترول والطاقة بالجامعة البريطانية، أن معدلات الطلب على النفط وصلت إلي معدلات ما قبل انتشار جائحة فيروس كورونا كما تشجع حاليا الولايات المتحدة الأمريكية كل شركات البترول العالمية لزيادة انتاجها واستثمارها في الوقود الأحفوري وحفر أقصي عدد من الآبار والإنتاج من النفط قائلا "أسواق الطاقة ستشهد تحولات جذرية الفترة القادمة .
وأضاف الدكتور عطية عطية، أن العظة مما يحدث بأسواق الطاقة نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية هو تحقيق أمن الطاقة وتنوع مصادر الطاقة والاهتمام بتنوع موردين الطاقة .
وذكر عميد كلية هندسة البترول والطاقة بالجامعة البريطانية، أن أسعار النفط ستظل فوق الـ 100 دولار للبرميل في حال استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية موضحا أن أسعار النفط من الممكن أن تصل إلى 200 دولار للبرميل في حال تم فرض عقوبات على مصادر الطاقة الروسية وكذلك أيضا أسعار الغاز الطبيعي من الممكن أن تتخطى الـ 40 دولار للمليون وحدة حرارية أو ما يزيد عن 2000 دولار لـ1000 متر مكعب .
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن عن خطة للسحب من الاحتياطي الاستراتيجي النفطي، معلنا عن سحب مليون برميل يوميا من الاحتياطي النفطي لمحاولة خفض أسعار الوقود، وقال الرئيس الأمريكي في كلمة له أنه إذا استقلت أوروبا عن الغاز الروسي سيتغير الوضع تماما.
وتابع الرئيس الأمريكي، أن حرب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على أوكرانيا تفرض تكلفة على حلفائنا حول العالم، وبرر جو بايدن أسباب ارتفاع أسعار النفط بسبب كورونا وحرب أوكرانيا، قائلا: أسعار النفط ترتفع بسبب حرب روسيا على أوكرانيا.
وقال الرئيس الأمريكي، إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإنهاء الاعتماد على النفط الخارجي، وقال جو بايدن، إنه لا دليل واضحا على سحب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قواته، متابعا: أمرت بسحب مليون برميل يوميا من الاحتياطي الاستراتيجي النفطي لمدة 6 أشهر.
واتهم جو بايدن، خلال خطابه، بعض الشركات الأمريكية برفض زيادة إمدادات النفط، لافتا إلى أن هناك أوقات صعبة ستكون على الشعب الأمريكي، وأضاف الرئيس الأمريكي، أن الوقت ليس مناسبا لشركات النفط حتى تحقق أرباحا قياسية، متابعا أن بعض الشركات ترفض زيادة إمدادات النفط.
وتابع جو بايدن، أن الاستخدام التاريخي للاحتياطي الاستراتيجي من النفط سيخفض الأسعار، مستطردا: ينبغي التوجه للاعتماد على موارد الطاقة النظيفة.
وقال الرئيس الأمريكي، إن على شركات النفط وقف زيادة أرباحها على حساب الشعب الأميركي، مشيرا إلى أن زيادة أسعار البنزين ترجع في الأساس إلى جائحة كورونا وحرب أوكرانيا وينبغي لنا زيادة الإمدادات، ومعروض النفط انخفض عالميا.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه قد يتم ضخ 30 إلى 50 مليون برميل نفط إضافي من الحلفاء والشركاء، موضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح معزولا.
وأضاف الرئيس الأمريكي، خلال كلمته، أنه لا يستبعد وضع فلاديمير بوتين بعض مستشاريه في الإقامة الجبرية، متابعا: سنعمل على حرمان الرئيس الروسى من تمويل ترسانته الحربية.
وقال رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون إن بلاده ستبذل قصارى جهدها لتقديم ما تحتاجه أوكرانيا من مساعدات عسكرية، مشددا على ضرورة الإسراع في وقف الاعتماد على الغاز والنفط الروسيين مضيفا أنه يمكن فرض مزيد من العقوبات على روسيا بالتشاور مع حلفائنا بما في ذلك نظام سويفت المالى.
وأشارت صحيفة ميركير الألمانية، أن الاتحاد الأوروبي يخطط لمزيد من العقوبات ضد روسيا، وبحسب المعلومات الفرنسية، من المقرر أن يتم البت في ذلك يوم الأربعاء فى اجتماع وزراء المالية للاتحاد الأوروبى وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير على هامش الاجتماع مع زملائه في الاتحاد الأوروبي، إنه سيتم بحث حظر نفط وفحم محتمل ضد روسيا، وبصفته رئيس المجلس الحالي، قام بحملة للحصول على موافقة جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة