فى العصر الحالى غالباً ما تأخذ المسارح أجازة خلال شهر رمضان وتوقف المسرحيات عروضها لحين انتهاء شهر الصيام لتستأنف بعده نشاطها الفنى، وهو ما يختلف كثيراً عما كان يحدث قديماً، حيث كان شارع عماد الدين يعج بالفنون ويشهد نشاطاً كبيرا ً خلال شهر رمضان.
وكانت بوفيهات مسارح شارع عماد الدين تقدم ألواناً من الحلويات التى يشتهر بها الشهر الكريم، واشتهر كل مسرح وفرقة مسرحية بتقديم نوع معين من الحلوى تميز به خلال هذا الشهر، وتبارى أصحاب الفرق فى ابتكار طرق لجذب الجمهور خلال الشهر الكريم.
واعتادت الفنانة الكبيرة بديعة مصابنى أن تقيم سرادقاً خلف مسرحها بشارع عماد الدين تقدم فيه وجبات سحور وإفطار للصائمين طوال شهر رمضان رغم أنها مسيحية، كما كانت تعطى الصائمات من الفنانات العاملات بفرقتها أجازة مدفوعة طوال شهر رمضان ومن بينهن جميلة التركية وخيرية صدقى وسعاد عبده وجمالات حسن ، وجميعهن كن من راقصات شارع عماد الدين الشهيرات.
وكانت الفنانة الكبيرة زينب صدقى تقيم موائد لأصدقائها طوال شهر رمضان ، وكثيرا ما تبادل الفنانون والفنانات المقالب التى كانوا يدبرونها لبعضهم البعض طوال شهر رمضان، ومنها عندما اتصل أحدهم بالفنانة الكبيرة أمينة رزق وقال لها أنه وعدد من الأصدقاء والصديقات حددوا يوما للإفطار على مائدتها، وتفاجئت أمينة رزق بهذه العزومة واستعدت لها ، ولكن كانت مفاجأتها أكبر عندما أعدت المائدة بالكثير من الأصناف ولم يحضر أحد من الأصدقاء الذين ادعى هذا الفنان أنهم اتفقوا على الإفطار فى بيتها، واكتشفت فى النهاية أن هذه العزومة الوهمية مجرد مقلب من زميلها كلفها مبلغاً كبيراً لإعداد هذه الأصناف الكثيرة.