تواجه منصة التواصل الاجتماعى التى أطلقها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، عدة مشكلات جعلها تتعثر بعد عدة أسابيع فقط من بداياتها، وهو ما أدى إلى استقالة عدد من كبار المسئولين بها.
وقالت مجلة بولتيكو الأمريكية إن كبار المسئولين التنفيذيين من شركة ترامب للسوشيال ميديا "تروث سوشيال" قد غادروا الشركة بعدما عانى الموقع لكسب زخم لدى المستخدمين.
وبحسب ما ذكرت الصحيفة، فقد غادر ثلاثة من كبار المسئولين التنفيذيين، بينهم مسئول التكنولوجيا الرئيس جوش أدامز، وبيلى بوزر، رئيس تطوير المنتج بالشركة، إلى جانب المسئول القانونى لورى هير بيندار.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب كان منزعجا من وضع شركته للسوشيا ميديا، ويدرس إجراء تغييرات كبيرة فى الشركة، بما فى ذلك المناصب فى مجلس إدارة الشركة الأم لتروث سوشيال، وهى مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، وفقا لما ذكره أحد المصادر.
وجاء إحباط ترامب مع تعثر الموقع بعد فترة وجيزة من إطلاقه حيث لا يزوره عدد كبير من المستخدمين إلى جانب مشاكل التكنولوجيا المستمرة. كما أنه يعانى أيضا من مشكلات متعلقة بالموظفين. فلم يدشن ادامز أو هاير بندار وظائفهم على حساباتهم الشخصية على المنصة، على الرغم من إدراجها سابقا.
ولم يرد متحدث باسم تروث سوشيال على طلب التعليق.
وكان ترامب قد أطلق تطبيق تروث سوشيال كوسيلة لمواجهة شركات التكنولوجيا الكبرى، وجادل الرئيس السابق وحلفاؤه بأنها ستنافس منصات التواصل الاجتماعى الرئيسية مثل تويتر وفيس بوك، اللتين قامتا بحظر ترامب فى أعقاب أحداث اقتحام الكونجرس فى 6 يناير 2021.
ومع ذلك، فقد فشلت تروث سوشيال حتى الآن فى اكتساب قوة جذب أو شعبية بين المستخدمين. وشهد التطبيق انخفاضا بنسبة 93% فى الاشتراكات منذ إطلاقه، كما تراجعت عمليات التثبيت بحوالى 800 ألف مستخدم، وفقا لبيانات شركة سنسور تاور لتحليل البيانات.
وبعد أنباء عن الانخفاض فى الاستخدام، انخفضت أسهم شركة عالم الاستحواذ الرقمى، وهى شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة التى تنضم إلى مجموعة ترامب للإعلام والتكنولجيا بنسبة تزيد عن 30%، وفقا لبلومبرج.
كما أن ترامب نفسه لم يقم بالنشر سوى مرة واحدة على التطبيق، ولديه 827 ألف متابع حتى أمس، الاثنين.
وكان النائب الجمهورى السابق ديفيد نيونز قد ترك عمله بالكونجرس من أجل أن يتولى منصب الرئيس التنفيذى للمنصة. وفى مقابلات معه، اعترف نيونز بوجود مشكلات أولية فى التطبيق، وأصر على أن المنصة ستعمل بشكل كامل فى نهاية مارس.
لكن حتى الآن، شكا المستخدمون من غياب التواصل على التطبيق وواجهوا فى مشكلات فى التسجيل عليه. ولا يزال الآلاف من المستخدمين المحتملين على قائمة الانتظار، غير قادرين على الدخول. وفى حين أن التطبيق متاج لمستخدمى أجهزة أيفون، إلا أنه غير متاح لمستخدمى الأندرويد.
وتصف منصة "تروث سوشيال" نفسها بأنها "شركة ضخمة" للتواصل الاجتماعي، تشجع التواصل المفتوح الصادق دون تفرقة بين الأعراق أو تحيز ضد أفكار سياسية أو أيديولوجية.
وكان ترامب يريد أن تكون المنصة الجديدة، داعمة لحرية التعبير، وتتفادى "سياسات الحظر" التي تمارسها منصات أخرى مثل تويتر، وفيس بوك.
وتقول هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى إن التطبيق من حيث الشكل مثل تويتر إلى حد كبير، وهو المنصة التي حظرت ترامب بعد هجوم حشد من مؤيديه على مبنى الكونغرس في الولايات المتحدة.
وفى 21 فبراير، كان تروث سوشيال أحد أكثر التطبيقات التى يتم تحميلها من متجر أبل، لكن العديد ممن قاموا بتحميله لم يتمكنوا من استخدامه. وقال أحد مستخدمى تويتر الثلاثاء: "اشتركت فى تروث تروث سوشيال منذ أسبوعين وما زلت على قائمة الانتظار".
وقال آخر مازحاً "بحلول الوقت الذي أكون فيه خارج قائمة الانتظار وأدخل إلى موقع تروث سوشل على أرض الواقع، سيكون ترامب رئيساً مرة أخرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة