حكاية السيدة حفصة زوجة النبي بنت سيدنا عمر بن الخطاب في "حكايات بيت النبوة"

الأربعاء، 06 أبريل 2022 09:00 م
حكاية السيدة حفصة زوجة النبي بنت سيدنا عمر بن الخطاب في "حكايات بيت النبوة" المسجد النبوى الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عوضها الله بعدما صارت حزينة على وفاة زوجها المهاجر «خُنيس بن حذافة السهمى»، الذى كان من أوائل المسلمين الذين فروا بدينهم إلى الحبشة، وعادوا ليؤيدوا رسول الله فى دعوته، وتزوجت النبى صلى الله عليه وسلم وأصبحت من أمهات المؤمنين، نزل الوحى فيها مرتين، معاتبا، ثم مزكيا لها، إنها السيدة حفصة بنت سيدنا عمر بن الخطاب، رابع زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.

لكل زوجة من زوجات النبى حكاية، ولكن للسيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب، حكاية ربما لم يعرفها الكثير عن ابنة ثانى الخلفاء الراشدين، نرصدها لكم فى خامس حلقات «حكايات بيت النبوة» التى نقدمها لكم يوميا على مدار شهر رمضان الكريم، الحكاية بدأت من مضى سيدنا عمر بن الخطاب محزونا مكروبا على وفاة زوج ابنته «حفصة» التى لازمها الحزن بعد وفاة زوجها، وأخذ بن الخطاب ينتظر كى يطرق أحد بابه ويطلب ابنته، وخاصة أن عدتها أوشكت على الانتهاء.
طال انتظار سيدنا عمر ابن الخطاب، ولم يأتى أحد، فبدأ أن يطلب من أبى بكر الصديق أن يتزوج منها فيصمت أبى بكر دون أن يظهر علامات القبول، ثم يطلب من عثمان بن عفان الأمر ذاته فيأبى عثمان تلبية طلب صديقه، وتمر الأيام ويزداد حزن عمر بن الخطاب على ابنته، ويزداد خوفه من أن تأكلها آلام الترمل، حتى جاءت البشرى بقدوم من سيجبر كسرها ويعطى بن الخطاب شرف مصاهرته، وتفاجأ عمر بن الخطاب بطلب النبى صلى الله عليه وسلم بالزواج من ابنته حفصة، وصارت حفصة من زوجات النبى وأمهات المؤمنين.
 
أفشت سر الرسول فطلقها وأمرها جبريل أن يراجعها
دخلت السيدة حفصة رضى الله عنها بيت النبوة، وعرف عنها غيرتها على النبى صلى الله عليه وسلم، فحدث ذات يوم أن الرسول قد خلا بزوجته السيدة ماريا القبطية فى بيتها وفى يومها، فغضبت بشدة من ذلك، فحرمها النبى على نفسه بيمين أنه لا يقربها، طلبا بذلك رضا حفصة بنت عمر، لكنه طلب منها ألا تخبر بذلك أحدا، ولما خرج الرسول أخبرت حفصة عائشة رضى الله عنها أن الرسول حرم على نفسه ماريا، فعند ذلك طلق النبى السيدة حفصة، وجاء جبريل للنبى وأمره بمراجعتها وقيل إن جبريل نزل على رسول الله وقال له: «راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك فى الجنة»، ونزل فيها القرآن 3 مرات.
 
حارسة القرآن
كانت السيدة حفصة رضى الله عنها وأرضاها أحد أهم مصادر جمع القرآن الكريم فى عهد أبيها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، الذى أوصى بحفظ المصحف الشريف الذى كتب فى عهد أبى بكر الصديق عند ابنته حفصة، وتعود قصة جمع القرآن الكريم الذى تم فى عهد أبى بكر رضى الله عنه، وعندما توفى أبى بكر الصديق أخذ النسخة عمر بن الخطاب، ولما استشهد الفاروق وهو يصلى، أوصى عمر بن الخطاب أن تكون النسخة محفوظة لدى السيدة حفصة، وبعد تولى الخليفة عثمان بن عفان الخلافة، توالت الفتوحات الإسلامية فى عهده، ودخل الكثير من غير العرب الإسلام، فأثروا فى اللغة العربية ومقاماتها، كما تأثروا بها أيضاً، وكانت نتيجة هذا التأثر اختلاف القراءة القرآنية لاختلاف الألسنة واللهجات، فعمد عثمان بن عفان أن تحرق كافة النسخ الموجودة للقرآن، ذلك أن يوجد به أخطاء تحرف المبنى والمعنى، وخوفاً من اللحن فى اللفظ القرآنى الشريف الذى تعهد الله بحفظه، وسعى إلى الاعتماد على نسخة واحدة أصيلة، وكانت هذه النسخة الأصيلة والسليمة هى الموجودة عند السيدة حفصة بنت عمر.
 
البلاغة والفصاحة سماتها
كانت السيدة حفصة من النساء القلائل اللاتى تعلمن الكتابة وقتئذ، وعُرف عنها البلاغة والفصاحة، ولها خطبة قالتها بعد مقتل أبيها، وروت عدة أحاديث عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن أبيها، وتوفيت السيدة حفصة رضى الله عنها فى شهر شعبان 41 هـ بالمدينة المنورة فى أول خلافة معاوية بن أبى سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة آنذاك، ودفنت فى البقيع.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة