يعد الإمام ابن أبى عاصم من أعلام أهل السنة والجماعة والحديث والنسك والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهو حافظ كبير، إمام بارع متبع للآثار، كثير التصانيف، قدم أصبهان على قضائها، ونشر بها علمه، هو أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني.
ولد أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيبانى سنة 206 هـ، كما قالت ابنته عاتكة: "ولد أبى فى شوال سنة ست ومائتين فسمعته يقول: ما كتبت الحديث حتى صار لى سبع عشرة سنة، وذلك أنى تعبدت وأنا صبى، فسألني إنسان عن حديث، فلم أحفظه، فقال لى: ابن أبى عاصم لا تحفظ حديثا؟! فاستأذنت أبى، فأذن لى، فارتحلت".
سمع من والده وجده ومن جده لأمه الحافظ موسى بن إسماعيل التبوذكى وكانت عائلته من كبار العلماء، وقد أصيب في كتبه في فتنة الزنج ورجع يروى من حفظه الكثير.
وروى الحديث عن عدد كبير من العلماء منهم: أبو الوليد الطيالسى وأبو بكر بن أبي شيبه ومحمد بن كثير ودحيم وهشام بن عمار وأبو حاتم الرازي والبخاري والخوطى.
وكان ابن أبي عاصم مجودا للقراءة، وكان يقول: أنا أقدم نافعا في القراءة، وكان يقول: ما بقى أحد قرأ على روح بن عبد المؤمن غيري - يعني صاحب يعقوب.
وحدث عنه جم غفير من المحدثين، ومنهم: أبو بكر القباب راوى كتاب السنة وابنته أم الضحاك عاتكة والقاضي أبو أحمد العسال وأحمد بن بندار ومحمد بن أحمد الكسائي وأبو الشيخ وغيرهم، جمع جزء فيها فيه زيادة على ثلاث مائة مصنف، رواها عنه أبو بكر القباب، من ذلك: "المسند الكبير" نحو خمسين ألف حديث، و"الآحاد والمثانى" نحو عشرين ألف حديث في الأصناف، "المختصر من المسند" نيف وعشرون ألفا، فذكر نحوا من هذا إلى أن عد مائة وأربعين ألفا ونيفا.
ولي قضاء أصبهان، وتوفي 5 ربيع الآخر سنة 287 هـ، وصلى عليه ابنه الحكم بن أحمد ودفن بمقبرة دوشاباذ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة