ذابت جبال الجليد بين لبنان ودول الخليج بعد مرور حوالى خمسة أشهر على جمود العلاقات السياسية والدبلوماسية بينهم، وذلك على خلفية تصريحات وزير الإعلام السابق بلبنان جورج قرداحى حول أزمة اليمن، والتى قوبلت برفض خليجى أعقبه تحرك سياسى دبلوماسى أفضى لسحب تلك الدول سفراءها من بيروت احتجاجا على تلك التصريحات التى وصفت بالمغايرة للحقيقة.
من جانبه أكد مجلس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى أن دول الخليج ستبقى السند للبنان الذى يفخر بانتمائه العربى ويتمسك بأفضل العلاقات مع منطقة الخليج، مشيرا أن ما يجمع لبنان ودول الخليج تاريخ من العلاقات الأخوية الوطيدة التى تزداد رسوخا مع الأيا، مثمنا جهود وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، التى بذلها لعودة العلاقات اللبنانية- الخليجية إلى صفائها وحيويتها.
عودة سفراء الخليج لبيروت
بعد مساعى كويتية عربية حثيثة لحلحلة الأزمة، أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن عودة سفير خادم الحرمين الشريفين إل لبنان، موضحة أن تلك الخطوة جاءت تلبية لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة فى لبنان، وتأكيدًا لما ذكره رئيس الوزراء اللبنانى من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجى ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التى تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجى، وأكدت المملكة على أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربى متمثلةً بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية، وأن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبها بالاستقرار والأمان فى وطنه.
الكويت
وعلى صعيد متصل، أوضحت الخارجية الكويتية، فى بيان لها، أنه فى ضوء التجاوب اللبنانى مع المبادرة الكويتية الخليجية واستجابة للمناشدات التى أطلقتها القوى السياسية الوطنية المعتدلة فى لبنان وتفاعلا مع الالتزام الذى قطعه رئيس الوزراء فى جمهورية لبنان الشقيقة باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع دولة الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووقف كافة الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التى تمس دول مجلس التعاون الخليجى فإن دولة الكويت تعلن عودة سفيرها لدى جمهورية لبنان وأكدت وزارة الخارجية أهمية جمهورية لبنان وعودتها إلى محيطها العربى بكافة مؤسساتها وأجهزتها الوطنية معربة عن الأمل بأن يعم الأمن والسلام لبنان.
اليمن
وفى السياق نفسه أعلنت وزارة الخارجية اليمنية عودة سفيرها لممارسة مهامه الدبلوماسية، فى العاصمة بيروت، استجابة لإعلان الحكومة اللبنانية، التزامها وقف كافة الأنشطة والممارسات والتدخلات العدوانية المسيئة للدول العربية، وتماشيا مع الجهود المبذولة لعودة لبنان لعمقها العربي.
وأعربت الخارجية اليمنية عن تطلعها لتعزيز العلاقات مع الدولة اللبنانية، بما ينسجم مع العلاقات التاريخية التى تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، مجددة التأكيد على موقف اليمن الداعم لكل ما من شأنه الحفاظ على أمن الجمهورية اللبنانية واستقرارها.
لبنان: لن نسمح بالإساءة
ومن جانبه أكد وزير الداخلية والبلديات اللبنانى القاضى بسام مولوى مواصلة العمل لتعزيز العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية، مشددا على عدم السماح لأى أذى أو إساءة تمسها بعد اليوم.
وأضاف مولوى، أن المملكة العربية السعودية تثبت مجددا أن لبنان فى قلبها ووجدانها وهى لن تتركه ابدا، وذلك من خلال عودة سفيرها وليد البخارى إلى بيروت، ورحب مولوى بسفير المملكة العربية السعودية فى لبنان.
فيما اعتبر المرشح عن المقعد السنى فى طرابلس عمر حرفوش، أن "عودة سفراء دول الخليج الغالية إلى لبنان فى هذا الوقت الصعب تحديدًا يعطينا الامل باقتناعهم انهم يدركون أن 15 مايو سيكون يوم لبنان الجديد".