نظم أمير الشعراء أحمد شوقى قصيدة في وداع رمضان لاقى بسببها هجوما بل وعارضها شعراء آخرون، فقد أظهرت القصيدة فرحة الشاعر الكبير الراحل بوداع الشهر الكريم وما اتضح من مطلعها دل على ذلك، وقد قال أمير الشعراء في قصيدته الشهيرة:
رَمَــضــانُ وَلّى هــاتِهــا يــا سـاقى
مُــشــتــاقَــةً تَــســعـى إِلى مُـشـتـاقِ
مــا كــانَ أَكــثَــرَهُ عَــلى أُلّافِهــا
وَأَقَــــلَّهُ فــــي طــــاعَـــةِ الخَـــلّاقِ
اللَهُ غَــفّــارُ الذُنــوبِ جَــمــيـعِهـا
إِن كــانَ ثَــمَّ مِـنَ الذُنـوبِ بَـواقـي
بِـالأَمـسِ قَـد كُـنّـا سَـجـيـنَـي طـاعَةٍ
وَاليَــومَ مَــنَّ العــيــدُ بِـالإِطـلاقِ
ضَـحِـكَـت إِلَيَّ مِـنَ السُـرورِ وَلَم تَـزَل
بِــنــتُ الكُــرومِ كَـريـمَـةَ الأَعـراقِ
هـاتِ اِسـقِـنـيـهـا غَـيـرَ ذاتِ عَواقِبٍ
حَــتّــى نُــراعَ لِصَــيــحَــةِ الصَــفّــاقِ
صِــرفــاً مُــسَـلَّطَـةَ الشُـعـاعِ كَـأَنَّمـا
مِــن وَجــنَــتَــيــكَ تُـدارُ وَالأَحـداقِ
حَــمــراءَ أَو صَــفـراءَ إِنَّ كَـريـمَهـا
كَــالغــيــدِ كُــلُّ مَــليــحَــةٍ بِـمَـذاقِ
وذهب البعض إلى أن شوقى يقصد فى قصيدته أنه صام رمضان وامتنع عن الخمر فلما ولى رمضان عاد مرة أخرى إليها، وقال بعضهم إنه لم يقصد التغزل بالخمر بل وصف حال البعض من شاربى الخمر الذين ينتظرون انتهاء رمضان لكى يعودوا إلى شربهم.
بينما رأى البعض أنها قصيدة وطنية بل وأخلاقية أيضا، وما كان مطلعها الصادم إلا لعبة فنية من شاعر أراد أن يجذب قراءه إلى قصيدته وهو يحدثهم، أما أحمد شوقى نفسه فقال عن القصيدة إن الشعراء يتبعهم الغاوون.
يقول أحمد شوقى في موضع آخر مبجلا الإسلام وتعاليمه:
مَنْ قائلٌ للمسلمين مقالةً لم يُوحِها غيرُ النصيحةِ واحِ
عهدُ الخلافةِ فيَّ أولُ ذائدٍ عن حوضها بيراعِهِ نضَّاح
حُبٌّ لذاتِ اللهِ كان ولم يَزَلْ وهوًى لذاتِ الحق والإِصلاح
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة