طقوس أهالى قرى الأقصر فى رمضان.. شوربة الفول النابت أكلة الأطفال والكبار.. أبناء القرى يستمتعون بالأكلة أمام المساجد بعد التراويح.. وطهى وتجهيز الطبق يوميا بالليمون والبهارات والقرقوش من العيش الشمسى

السبت، 09 أبريل 2022 04:00 ص

أبناء قرى الأقصر يستمتعون بأكل الفول النابت أمام المساجد بعد التراويح

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنتشر فى قرى جنوب محافظة الأقصر واحدة من الطقوس المميزة فى ليالى شهر رمضان المبارك، حيث إنه ما أن يفرغ المصلون من صلاة التراويح، فيسرع العشرات من الكبار والأطفال تجاه بائعى "شوربة الفول النابت"، وهى الأكلة التى يشتهر بها قرى ومدن محافظات صعيد مصر، والتى يقوم العاملون بها بالانتشار بمحيط المساجد والساحات والمساجد لكسب الرزق فى ليالى شهر رمضن المبارك.

وفى هذا الصدد رصد "تليفزيون اليوم السابع" بثا مباشرا لواحدة من الطقوس الرئيسية فى جنوب محافظة الأقصر، خلال ليالى شهر رمضان المبارك، والتى تتمثل فى الإقبال الكبير من الكبار والأطفال عقب صلاة التراويح يومياً على أكلة طبق الفول النابت، وهو الطبق الغنى بالبروتينات والذى ينتشر بائعوه أمام المساجد فى قرى الجنوب لتقديمها للجميع.

ويقول الحاج محمد عوض ابن مدينة إسنا، إنه اعتاد منذ طفولته بأن يتناول طبق الفول النابت أمام المسجد بعد صلاة التراويح مع والده، ولا يزال حتى شهر رمضان الحالى يقوم بتلك العادة الجميلة، بالتوجه عقب صلاة التراويح لتناول طبق الفول النابت بالليمون وبجواره طبق حمص الشام المفيد قبل وقت السحور ليلاً.

فيما عبر الأطفال عن سعادتهم بتناول الفول النابت أمام المساجد بعد وقت التراويح، حيث يقول الطفل أحمد حسين من أبناء مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، أنه يتوجه يومياً لأكل شوربة الفول النابت مع والده وهو عبارة عن طفل فول بداخلها "قرقوش العيش"، ولا يزيد سعرة عن 5 جنيهات فقط، لكنه يغذى جداً ويساعد فى الصيام، فهو يبلغ من العمر 16 سنة ويصوم للعام الخامس على التوالى حسبما علمه والده.

ويفترش بائعو "شوربة الفول النابت" أرصفة المساجد حاملين معهم عدة العمل التى تتكون من حلة كبيرة بداخلها كمية من شوربة الفول النابت، وكذلك الأطباق والخبز المنشف ليكون عبارة عن "قرقوش العيش"، ويتم وضعه داخل الأطباق ويوضع عليه الفول ثم يعصر عليه الليمون الذى يعطيه طعم رائع يستمتع به كل من يأكله من المواطنين والأطفال.

ويقول الحاج محمود أحد بائعى "شوربة الفول النابت"، إن تلك الأكلة شهيرة للغاية ويتم تقديمها للمرضى فى الأيام الطبيعية لكى تساعدهم فى التئام الجروح والآلام والمغص وغيره فى معدتهم، وهى عبارة عن كمية من الفول يتم وضعها فى إناء كبير يغمرها المياه عقب تنظيفها، وتترك لمدة 6 ساعات فى المياه حتى تنبت بما فيه الكفاية.

ويضيف الحاج محمود لـ"اليوم السابع"، حول طريقة صنع شوربة الفول النابت، قائلاً: "بعد كده يتم تصفيه الفول وتنشيفه تماماً ويترك فى الهواء لمدة لا تزيد عن 5 ساعات ويضاف إليه الثوم والملح والكمون والبهارات المختلفة، حتى يخرج بصورته التى يأكلها الأطفال والكبار، وبالهنا والشفا للكل فى الأيام المفترجة دي".

فيما يقول الحاج محمد أبوعايد ابن مدينة إسنا، أن "الفول النابت" هو نوع من أنواع الفول الرخيص الثمن مقارنة بباقى الأكلات، وله أهمية كبيرة فى كل بيت بالأقصر لكونه يساعد فى الشفاء من البرد ونزلاته المتكررة فى الشتاء، وكذلك يفيد فى علاج أية وعكات صحية بالمعدة والأمعاء لكونه خفيفا للغاية على المعدة.

ويضيف الحاج محمد أبوعايد لـ"اليوم السابع" أن أكلة "الفول النابت" تعتبر الأهم بجانب العدس والقرقوش فى كافة الاحتفالات الدينية والموالد التى يقيمها أبناء المحافظة لكل شيخ وولى من أولياء الله الصالحين بالمحافظة، فيتوافد جميع الحضور والمحبين على تناول بركة "الفول النابت" خلال المولد، ويؤكد أنه فى كل مولد تجهز أسرة أكلة الفول النابت وتقديمه لكافة محبى ومريدى الشيخ على نفقتهم، وذلك كما يحدث بمولد السيدة زينب وسيدنا الحسين الشهيرة بالعاصمة، والأصل فى تناوله أنه رخيص الثمن ويساعد فى زهد البطن فى الدنيا بتناول ما قل من الطعام.

أما عبد الله حسين بائعى "شوربة الفول النابت" بالأقصر، فيؤكد أن تلك الأكلة شهيرة للغاية وعليها طلب طوال العام ولكنه يزيد بصورة كبيرة فى الشتاء، حيث يتم تقديمها للمرضى لكى تساعدهم فى التئام الجروح والآلام والمغص وغيره فى معدتهم، بخلاف نزلات البرد التى يساعد بصورة كبيرة فى القضاء عليها، وعن صناعة الفول النابت وتجهيزه للأهالى يقول عبد الله حسين، يتم جلب كمية من الفول ويتم وضعها فى إناء كبير يغمرها المياه عقب تنظيفها، وتترك لمدة 6 ساعات فى المياه حتى تنبت بما فيه الكفاية، ثم يتم تصفيه الفول وتنشيفه تماماً ويترك فى الهواء لمدة لا تزيد عن 5 ساعات ويضاف إليه الثوم والملح والكمون والبهارات المختلفة، حتى يخرج بصورته التى يأكلها الأطفال والكبار وبجانبه العيش المحمص "القرقوش الصعيدى".