علي مدار سنوات طويلة استطاع الزعيم عادل إمام، أن يحتل أعلى مراتب النجومية، مع مرور السنوات وصعود وهبوط الكثير من النجوم، يظل عادل إمام رقم صعب في معادلة الفن المصري، لا يقترب من مكانته أحد ولا يزيحه عن عرشه أحد، ذلك العرش الذي منحه له وحده جمهوره، الذي كان ولا يزال مخلص له ولفنه حتى مع صعود الكثير من النجوم والنجمات وتغير شكل النجومية ومفرداتها.
يظل عادل إمام أسطورة حية، وملهمة للكثير من الممثلين، يضعونه في مكانة الأب الروحي لهم وللفن المصري، الذي نصب عادل إمام سفيرا له في كل دول العالم، فمن يسافرهنا أوهناك لا تخلوا جمل وداعه من ارسال السلام للزعيم عادل إمام وكأنه واحد مننا، والحقيقة أنه فعلا واحد مننا.
عادل إمام واحد مننا، ليس فقط لأنه معبر عنا وعن قضايانا ومشاكلنا ولكنه أيضا لم ينقطع يوما عن مصر والمصريين، لم يناقش إلا ما يهمهم، يتغلغل داخل ظروفنا ومشاكلنا يخرج منها ما يضحكنا ويمتعنا، يضحكنا من كرسي مجاور لنا وليس من منبر عالي يتجلي عليه، فهو طوال سنوات نجوميته الممتدة والمستمر، لا نشعر بكونه نجم يسكن في برج عال بل واحد منا يعيش وسطنا يشعر بمشاكلنا يقدم شخصيتنا علي الشاشة.
عادل إمام الذي كسر كل حواجز الشكل يمثلنا علي الشاشة ملامحه تشبهنا وتشبه قلوبنا مفرداته لا تختلف عن مفرداتنا، يعيش بيننا بإخلاصه وحبه للفن ولنا، لم نشعر يوما أنه يمثل غيرنا علي العكس مع كل عمل يقدمه علي الشاشة سواء مسلسلات أو أفلام أو في المسرح، تجده زعيما للغلابة والمهمشين إلا فيما ندر فهو منا ونحن منه.
كثيرون حاولي تقليد الزعيم كثيرون أرادوا السير علي نفس نهجه، لكنه يظل ملهما لكل من حوله وحارقا لكل من يحاول تقليده فالزعيم واحد فقط شاء من شاء وأبى من أبى، تختلف أو تتفق مع ما يقدم تراه عميقا أو سطحيا، إلا أنه في النهاية يبقي الفن الحقيقي، يعيش بيننا تتداولها الأجيال تهضمه وتستخلص منها أفيهات جديدة مستوحاه من افيهاته ومن كلماته، تجده جمله الحوارية حاضرة في الذهن بالمواقف الكوميدية والتراجيدية، من منا لم يبكه عادل إمام بقدر ما أضحكه، من منا لا تحمل مفرداته وجمله الحوارية اليومية إفيهات عادل إمام.
أدام الله عادل إمام نعمة لا يعرف قيمتها ويقدرها إلا من غابت عنه، فهناك الكثير من السينمات فى بعض الدول تفتقد لأب روحي وتفتقد للتأريخ من خلال موهبة عظيمة كموهبة عادل إمام، تفتقد لقيمة كبيرة نفتخر بها ونقدرها كقيمة عادل إمام الذي يعي قدر جمهوره ويعي قدر النعمة التي حباه بها الله عز وجل وهو حب الناس..كل سنة يازعيم وأنت واحد مننا.