كشف الصحفي الفلسطيني على سمودي مراسل صحيفة القدس ومنتج أخبار في قناة الجزيرة، الأربعاء، تفاصيل عملية استشهاد الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة وإصابته برصاصة في الظهر، مؤكدا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيم جنين صباح اليوم، وحينها توجهت الأطقم الصحفية لتغطية الأحداث وعندما وصلنا إلى جنين رصدنا تمركز جنود الاحتلال وقدم أقدمنا على المرور من أمامهم حيث كنا نسير على الأقدام رفقة عدد من الزملاء الصحفيين والمراسلين.
وأكد الزميل علي سمودي في حديث خاص لـ"اليوم السابع" أنهم حريصون دوما على ارتداء السترات الصحفية ووقفوا في الشارع أمام الدوريات التي تتبع جيش الاحتلال الإسرائيلي كي يتأكدوا من هويتنا وأننا أطقم صحفية نرتدي السترات التي يكتب عليها "صحافة" و “press” ونرتدي الخوذ والزي الخاص بالصحفيين، حيث لم يتواجد في الشارع حينها أحدا سوى الأطقم الصحفية والمراسلين، مشيرا إلى أن جنود جيش الاحتلال أطلقوا الرصاصة الأولى والتي مرت من أمامي ثم أطلقوا الرصاصة الثانية التي أصابتني بشكل مباشر، مضيفا "حاولت شيرين إنقاذي وكانت آخر كلماتها على اتصاوب على اتصاوب."
وأشار الزميل الصحفي في حديث خاص لـ"اليوم السابع" إلى أنه نقل إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج بسيارة محلية بسبب عدم وصول سيارة الإسعاف، مؤكدا أن الشهيدة شيرين أبو عاقلة استشهدت بشكل مباشر برصاص من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح الصحفي على السمودي أن الرواية الإسرائيلية كاذبة حيث يحاول الاحتلال طمس الجريمة التي ارتكبها، مضيفا "لقد أطلقوا النار علينا بدون سبب ولم يكن هناك مسلحين أو مقاومة ولم يكن هناك مدنيين فقط هم أطلقوا النار علينا بشكل مباشر كي يقتلونا."
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح الأربعاء، عن استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة (51 عاما) برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإصابة الصحفي علي السمودي برصاصة في الظهر ووضعه مستقر، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء، عن إدانتها بأشد العبارات لجريمة الاغتيال النكراء للصحفية الفلسطينية والمراسلة في قناة الجزيرة المرحومة شيرين أبو عاقلة، وذلك بالقرب من مخيم جنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك إصابة الصحفي علي السمودي.
وأكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن تلك الجريمة بحق الصحفية الفلسطينية خلال تأدية عملها تُعد انتهاكًا صارخًا لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني وتعديًا سافرًا على حرية الصحافة والإعلام والحق في التعبير، مُطالبًا بالبدء الفوري في إجراء تحقيق شامل يُفضي إلى تحقيق العدالة الناجزة.
وتقدّمت وزارة الخارجية المصرية بخالص العزاء وصادق المواساة لذوي الفقيدة ولكافة الأشقاء الفلسطينيين في هذا المُصاب الجلل، مؤكدًة على فقدان الصحافة لإعلامية وطنية كبيرة، مع الإعراب عن التمنيات بالشفاء العاجل للصحفي علي السمودي.
فيما نعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى الأسرة الصحفية والشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، في عملية اغتيال واضحة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم في مخيم جنين.
وحمّلت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيانها الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة بحق حريّة الصحافة، في الوقت الذي يحيي به العالم وكل الزملاء الصحفيين اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وأكدت أن جريمة الاحتلال الاسرائيلى التي استهدفت الزميلة أبو عاقلة هو عمل مقصود ومدبر وعملية اغتيال حقيقة كاملة الأركان، الأمر الذي يستدعي تحركا واضحا لحماية الزملاء الصحفيين من استمرار التحريض والقتل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي وكل مكونات الاحتلال.
وترى نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن هذه الجريمة التي تأتي في الذكرى الأولي لتدمير أكثر من 40 مؤسسة إعلامية واستشهاد الزميل يوسف أبو حسين، وتدمير برج الجلاء، ومقر الجزيرة بغزة، ووكالة الصحافة الأميركية هو دليل واضح على استمرار الاحتلال في جرائمه.
كما دعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين كافة الزملاء الصحفيين إلى التضامن والتكاتف في كل محافظات الوطن والالتزام بالفعاليات ستنظمها النقابة في كل محافظات فلسطين، مؤكدة أنها ماضية في إجراءاتها في ملاحقة قادة الاحتلال الاسرائيلى على جريمة الاغتيال أمام المحاكم الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، مطالبة المنظمات الدولية والأمم المتحدة بوقفة جادة تجاه هذه الجريمة البشعة.