قليل جدًا وجود ممثل يجمع ما بين حب الكاميرا والكاريزما على الشاشة مع الموهبة الحقيقية الربانية التي أثقلت بالدراسة، والفنان محمد عادل هو أحد هؤلاء القلائل في الفن وعلى الساحة الفنية حاليًا، فمن أول ظهور له على الشاشة أثبت أنه ليس ممثل الصدفة ولكنه ممثل راسخ ولديه حلم فني يسعي لتحقيقه، وأثقل قدراته بالتجارب حتى أصبح من أهم النجوم الشباب، وقدم في شهر رمضان مسلسل "العائدون" الذي كان من المسلسلات التي رفعت درجة الوعي لدى المشاهدين، "اليوم السابع" حاور محمد عادل ليتحدث عن شخصية "علاء محمد الصاوي" الشبيهة برأفت الهجان وجمعة الشوان في موضوع تجنيد المخابرات لها لصالح الوطن، كما يتحدث محمد عادل خلال الحوار عن أحلامه الفنية والتي منها تقديم فيلم عن المخرج عاطف الطيب وفيلم آخر أو مسلسل عن الفنان منير مراد، كما يشرح أسباب رفضه تقديم شخصية محمد فوزي، وأسباب قبوله تجسيد شخصية سيد درويش.
أيهما تفضل أن يقال لك ميدو عادل أم محمد عادل؟
لا يوجد لدى أزمة في الاسمين، ولكني أفضل محمد عادل في المهنة وفي التترات، لكن ميدو عادل اسمى في شبرا مع أصدقائي المقربين من خارج الوسط من بعض المقربين من الوسط فأصبح اسم دارج، ولكن أحيانًا يكتب في التتر، فأطلب تعديله لأن محمد هو اسمي في الشغل وفي الرسميات أما ميدو فهو للمقربين فقط.
هل سيضع التاريخ الفني شخصية علاء محمد الصاوي في العائدون بجوار رأفت الهجان وجمعة الشوان في نجاحات مسلسلات المخابرات؟
أنا أحببت هذه الشخصية لسببين: أولهما كونه نموذجًا لشاب مصري يعيش بالخارج ويهاجم بلده من خلال القنوات التي تهاجم مصر، واختيار الأجهزة الأمنية له دراميًا عجبني جدًا دراميًا، فاختيار شخص كافر بقواعدك واستقطابه والدخول له سيكولوجيا هذا اختيار موفق ويحمل رسالة مهمة جدًا جدًا، فاختيار علاء دراميًا اختيار موفق جدًا.
ألم تخشي من المقارنة بين العائدون وبين المسلسلات الأخرى التي قدمت المخابراتية كرأفت الهجان و"دموع في عيون وقحة"؟
كنت متخوف جدًا، ولكن شرف كبير أن يوضع اسمي في جملة مفيدة مع هؤلاء العظماء في كل المجالات، وحتي لو كانت المنافسة في صالحهم فوجودي فيها يسعدني بشكل عام أيا كانت النتيجة .
محمد عادل في حواره اليوم السابع
ولكن كيف تم تجنيده وهو بهذه التركيبة الكارهة لبلده؟
ظهر ذلك في مشاهد تجنيده فهو ليس شابا تقليديا ولكن الأجهزة الأمنية عرفت شخصيته ودرسوها وتيقنوا أنه يهاجم بدافع حبه لمصر ولأنه بالبلدي كده قلبه علي البلد بس بشكل مختلف، كما أن وعي الضابط عمرو "أمير كرارة" وجد فيه كل الظروف المؤهلة والمواصفات التي تجعله يفيد بلده ومع تسلسل الأحداث أحببت تلك الشخصية جدًا.
ما الصعوبات التي وجدتها في شخصية "علاء"؟
أنا خوفت جدًا من تجسيد هذه الشخصية، لأنها مركبة فهو غاضب وكاره لأوضاع في وطنه ولديه مبدأ في غضبه من وطنه، ولكنه يحب مصر جدًا، فكيف سيتحول من هذه الدرجة لدرجة التضحية بنفسه والمغامرة من أجل وطنه، هنا الصعوبة، ومراحل تجنيده كانت صعبة جدًا، فالأجهزة الأمنية استطاعت إقناعه بطريقة ذكية جدًا.
وأنا فكرت أثناء التصوير في بلغاريا، ماذا يحدث لو حدث نفس ما بالمسلسل معي بشكل شخصي، فوجدت أنه إحساس صعب جدًا نفسيًا وعمليًا، فكونك تعيش حياة غير حياتك صعبة جدًا، فالانسان عندما "يعزل" من مكان لآخر يفكر 20 مرة، فما بالك من شخص يترك حياته ويذهب ليعيش من بشر لا تعرف ربنا بل لا تعرف البني آدمين، فكنت متخوف من أن أقدمه بشكل مبالغ بسبب الحدث ولكن حاولت تقديمه بشكل إنساني.
محمد عادل
هل المسلسل قدم الشكل المخابراتي الحديث المختلف عما شاهدناه في مسلسلات مخابراتية سابقة؟
بكل تأكيد، نحن لدينا نمتلك قوة أمنية في كل الأجهزة وتستخدم العلم، ولو لاحظنا سنجد أن المسلسل لا يوجد فيه أي مشاهد عنف ولا قتل، فالمسلسل به إنسانيات أكثر، وأكثر ما لفت نظري وأعجبني أن المسلسل شاهده الأطفال وهذا يعود الفضل فيه للمخرج الرائع أحمد نادر جلال.
هل شخصية "علاء محمد الصاوي" شخصية حقيقية من ملفات المخابرات المصرية؟
يقال إنه شخصية حقيقية ولكن ليس بنفس الاسم أو بنفس التفاصيل، فهناك نماذج كثيرة مثل شخصية علاء وتم تجنيدها ورجوعها لوطنها بعد زراعة الوعي الوطني بداخلها.
يقدم المسلسل الضابط بشكل مختلف به جانب انساني، فهل هذا كان متعمد لتوضيح الصورة الحقيقية لضباط الأجهزة الأمنية؟
بالفعل يقدم جانب انساني جدع ومصري أصيل، فعلاء أحب الضابط عمر لأنه تعامل معه بشكل إنساني، وهذا ينقصنا فنحن نفتقد الإيمان الذي نسير وراءه، فلماذا نحب الشخ الشعراوي لأنه كان قريبًا من الناس ويحقق ذاته، ومحمد صلاح أكبر مثل فهو نموذج وحلم لأي شاب مصري، وعلاء وجد هذا في عمر فهو بني آدم ولديه وعي وإيمان بوطنه ويبسط له الحياة ولا يصعبها علي نفسه وعلي الآخرين، فنحن ممكن ونحن أطفال نحب مادة بسبب مدرس معين أو أحب لعبة بسبب كابتن معين، فنحن نفتقد القائد في حياتنا و"علاء" وجد القائد في شخصية الضابط التي قدمها أمير كرارة.
مسلسل العائدون
هل نحن نحتاج هذا النوع من الدراما؟
نحن في حاجة لكل حاجة والتنوع مهم جدًا في أي مجال وليس الفن فقط، فمن أحلامي أن أقدم فوازير، وأنا تابعت 10 مسلسلات نتيجة ظروف العمل، ولكني معجب جدًا بمسلسلات (مكتوب عليا، الاختيار، انحراف، جزيرة غمام، توبة، بابلو، مكتوب عليا، بطلوع الروح) فأنا أحب الفرجة بشكل عام، ولكن مسلسل "مكتوب عليا" من أفضل المسلسلات في رمضان، فالمسلسل عائلي جدًا وبناتي كانوا يشاهدونه ويتناقشون معي فهو مسلسل مصري اجتماعي يجمع كل الأسرة، وما أعجبني في الاختيار أنه قدم الوثائقي، وأنا معجب جدًا بفكرة المنصات وهي أعظم حاجة حصلت، فهي جعلتني امتلك مكتبة تليفزيونية أشاهد فيها ما يحلو لي.
قدمت أيضا في مسلسل "انحراف" شخصية الدكتور أمير وكانت مؤثرة جدًا، فما الذي دفعك لقبول دور صغير والظهور كضيف شرف ؟
السبب الرئيسي هو روجينا والمخرج رؤوف عبد العزيز، لأني كنت معتذر عن كل ما عرض علي للتركيز في "العائدون" ، ولكن هذا العمل جاء وأنا أصور العائدون ولم يكن به تعارض مع تصويري لأن تصويره في أيام قليلة مكثفة فوافقت، كما أن الدور مختلف جدًا.
لماذا تواجدك علي السوشيال ميديا قليل؟
أنا من أعداء السوشيال ميديا وكاره لها واستخدمها قليلاً جدًا، ولن تجدني عليها إلا قليلا، ومؤخرًا فقط دشنت صفحة علي الفيس بوك وعلي الانستجرام بسبب وجود صفحات "فيك جدا"، ولكن لست أنا المسئول عنها فقد أوكلت المسئولية لشاب تربطني به صلة قرابة، وصفحتي الشخصية لا أنشر عليها أي شيء إلا شعر وأغاني ونادر جدًا، وما أعجبني في مسلسل انحراف أنه ناقش سلبيات السوشيال ميديا فهي عامل أساسي في المجتمع ولكن كيفية استخدامها لابد من توضيحه وهذا حدث في مسلسل انحراف.
كيف تستطيع التوازن بين وجودك علي الشاشة وتواجدك علي المسرح؟
المسرح أجمل نعمة ربنا خلقها، وأنا أحب المسرح، وأنا قدمت 3 مسرحيات مؤخرًا (حب رايح جاي، سيد درويش، الوصية) والأخيرة من إخراج خالد جلال وهي من ملفات الابطال الذين استشهدوا في مرحلة ما بعد الثورة، وأنا لا أستطيع البعد عن المسرح.
بعد تقديمك لشخصية سيد درويش، ألا تفكر في تقديمها في مسلسل؟
كان هناك مشروع بالفعل لمسلسل قبل المسرحية وما زال قائمًا، كما عرض علي تقديم شخصية محمد فوزي لكني رفضت رغم عشقي لمحمد فوزي ، لكني تخوفت من تقديمه لأنه في أذهاننا بروحه وخفة دمه ، فهو حاضر أمامنا عندما نتحدث عنه وله بداخلنا الكثير ولذلك يصعب تقديمه بالنسبة لي، ولكن سيد درويش لم نشاهده كثيرًا ولا يوجد له لقاءات أو فيديوهات.
ما الأحلام الفنية لمحمد عادل خلال الفترة المقبلة؟
كان من أحلامي تجسيد شخصية سيد درويش في مسلسل وقدمتها في مسرحية ومازالت فكرة المسلسل قائمة ونعمل عليها ، كما لدي حلم تقديم شخصية المخرج عاطف الطيب في السينما وبالفعل نجهز لهذا المشروع نمنذ عامين وهو بعنوان "الطيب" وهو فيلم روائي طويل وأجسد فيه شخصية هذا المخرج العبقري واشارك في كتابته أيضًا، والحلم الثالث هو تقديم شخصية الفنان المتعدد المواهب منير مراد فهو ملحن عبقري ولم يأخذ حقه وهو شخصية درامية ثرية للتقديم.
ما الشخصيات الأخرى التي تتنمي تقديمها؟
أتمني تقديم كل الشخصيات التي لم أقدمها وأمثل مع ممثلين لم أمثل معهم، وأتمني أكثر تقديم الشخصية الشعبية لأننا لدينا فهم خاطئ لتقديم الشخصية الشعبية فقد ارتبطت بالبلطجة وأن يكون من منطقة شعبية و"شبح في نفسه"، فهذا المفهوم أساء للشخصية الشعبية، فأنا أري أن سيد درويش شعبي وعبد الحليم شعبي بكل الأعمال التي قدمها، ونفسي أتناول الطبقة الفقيرة بشكل حلو والمقصود ليس تجميلها، ولكن الدخول لها دراميًا بشكل واقعي ونحيها.
لو سألتك عن أهم الخطوات الفنية التي قدمتها؟
بكل تأكيد "خطوات الشيطان" عام 2013 كانت وش الخير علي، وكانت خطوة مهمة، وقدمت قبلها أعمال صغيرة، ولكن خطوات الشيطان كانت تجربة جديدة بتقديم مسلسل بداخله برنامج، وحقق هذا العمل نجاحا كبيرا، وبعدها قدمت دهشة مع يحيي الفخراني، ومع النجم عادل إمام "أستاذ ورئيس قسم"، ولكن مسلسل "طريقي" حقق نجاحا كبيرا مع الناس ، وقدمت عام 2016 مسلسل من وجهة نظري مهم جدًا ومن أهم أدواري وهو مسلسل "المغني" الذي قدمت فيه شخصية شاب منتحل شخصية محمد منير وبيحبه جدًا، لكن المسلسل لم يأخذ النجاح الذي يستحقه لأسباب كثيرة.
محمد عادل في مسلسل العائدون
ما حلمك الفني بشكل عام؟
أنا أغير من الأستاذ محمد صبحي لأنه يمتلك مسرحًا، فحلمي هو أن يكون لدي مسرح في وسط البلد يتحول لسينما ويتحول لمكان حفلات غنائية، وكل ما هو فن يقدم فيه.
كنجم شاب، ما نصائحك للشباب؟
اعمل اللي عليك، وصدق حلمك، واعود مرة أخرى لشخصية "علاء محمد الصاوي" في مسلسل "العائدون" فهذا الشاب حاول يعمل اللي عليه ففشل وحاول مرة أخري ففشل ولكنه كان مصر علي النجاح، وفي النهاية حقق حلمه "لما صدقه" مشي وراه"، للأسف البعض يستسهل ولا يقرأ ولا يطور نفسه، أنا دائمًا أقرأ وأشاهد وأطور نفسي في مهنتي فلابد من التعب، وحلم التمثيل ليس له موعد، فحلمي كممثل ممكن يأتي لي في سن محمد رمضان، وممكن يأتي لك في سن سيد رجب، فكل انسان له تجربته وأحلامه.
هل تسعي للبطولة المطلقة مستقبلاً؟
ليس في بالي هذا الأمر، وعلي العكس تمام عرض علي أدوار بطولة مطلقة واعتذرت عنها، البطولة ليست بالصفحات في السيناريو وعدد الجمل، تقدر تقولي مين بطل "جزيرة غمام"، كلهم أبطال، وهل عبد الفتاح القصري لم يكن بطل رغم مساحته القليلة، هل أحمد زكي لم يكن بطلاً وهو يقدم الدور الثاني، وأنا شخصيًا أتمنى أن تأتيني البطولة بالشخص الذي يرضيني شخصيًا وفنيًا، أنا سعيد بما وصلت له لأني وصلت له بجهد وتعب ومعاناة، وتواجدت في أسرة تحب الفن والمسرح كافحت لحبها للمسرح، وأتمني أنا لبناتي "مسيرة فنية" يفتخروا بها، ومبسوط لوجودي في اليوم السابع لأني لدي ذكريات هنا في هذا المكان جميلة جدًا أثناء تصوير مسلسل "بعد البداية"، كما أنني جار اليوم السابع سكنيًا، واليوم السابع منذ بداياته وهو منارة صحفية وثقافية مختلفة، ويقدم دائمًا ويواكب ما هد حديث علي الساحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة