أكد المتحدث الصحفى باسم الرئاسة الروسية "الكرملين" ديمترى بيسكوف، أن بلاده تواصل تطورها وتدافع عن مصالحها بغض النظر عن الأزمات والعقبات التى تضعها الدول الغربية.
وقال بيسكوف - خلال المارثون التعليمى الفيدرالى الروسى تحت عنوان"آفاق جديدة" اليوم الثلاثاء، "نحن الآن نعيش وقتا صعبا للغاية، فعلى مدى عقود عديدة كانت بلادنا تتطور وتتسارع فيها معدلات التنمية، وتحاول الصمود في وجه الأزمات وتستخدم الأزمات للتجديد والتحسين".
وأضاف بيسكوف: "لقد تطورت بلادنا وتحسنت لتفتح آفاقا جديدة وفرصا جديدة للأجيال القادمة"، مؤكدا أن بلاده تواصل أيضا الدفاع عن مصالحها بالرغم من العقبات الغربية حتى لا تفقد استقلالها وسيادتها.
يُذكر أن جمعية "المعرفة" الروسية تنظم حاليا ماراثونًا تعليميًا فيدراليًا في الفترة من 17 إلى 19 مايو الجاري، ويجمع هذا الماراثون التعليمي أكثر من 150 متحدثًا روسيًا وأجنبيا بارزا في مجالات العلم والثقافة والفنون والرياضة والأعمال.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية إن الدول الغربية التي تشن حربا مختلطة ضد روسيا -بما في ذلك الولايات المتحدة- أصبحت دولا معادية لروسيا.
وأضاف بيسكوف -في تصريحات نقلتها وكالة أنباء تاس الروسية- أن "الحرب الهجينة هي ما يحدث الآن وهي ما واجهناه فلا يقتصر الأمر على المستشارين الأمريكيين والبريطانيين، الذين يخبرون القوميين الأوكرانيين المسلحين بما يتعين عليهم فعله والذين يزودونهم ببيانات استخباراتية وما إلى ذلك.. كلا، إنها حرب دبلوماسية وحرب سياسية. وثمة محاولات لعزلنا في العالم إنها حرب اقتصادية".
وقال بيسكوف: "صحيح أننا نواصل الإشارة إليهم بشكل معتدل على أنهم دول غير صديقة، لكن علي أن أقول إنهم دول معادية لأن ما يفعلونه هو الحرب".
وأضاف: "لقد تم تجميد أصولنا المقومة بالدولار واليورو في الحسابات هناك (في الدول الغربية)، وفي الواقع، لقد تمت سرقتها، وهم يحاولون القيام بذلك.. لكننا سنقاتل من أجلها بالطبع".
وقال بيسكوف - خلال الماراثون التعليمي "آفاق جديدة"، اليوم الثلاثاء "في بعض الأحيان، يبدو أن وجود روسيا في حد ذاته مصدر إزعاج كبير للغرب الجماعي، فهم على استعداد لفعل أي شيء لمنعنا من التطور والعيش بالطريقة التي نريدها".
وأضاف: "حاولنا التواصل مع الغرب الجماعي، وقلنا له لا يروق لنا اقتراب صواريخكم ومدفعياتكم من حدودنا، ولا يروق لنا قيامكم بتوسيع حلف "الناتو"، حيث نشعر بالخطر جراء ذلك"، منوها بأن بلاده طلبت الاتفاق مع الغرب على كيفية العيش معا في العالم وعلى عدم وجود إجراءات تمييزية في الاقتصاد والتجارة.
وتابع بيسكوف: "لم يستمعوا إلينا كثيرا، لأن هناك منافسة قوية جدا في العالم"، لافتا إلى أن مركز القرار الغربي موجود في يد الولايات المتحدة.
من ناحيته، اتهم نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو أوكرانيا بالانسحاب الفعلي من عمليات التفاوض مع روسيا.
وقال رودنكو - بحسب ما أوردت وكالة (إنترفاكس) الروسية - "لا توجد مفاوضات حاليًا بين روسيا وأوكرانيا حيث انسحبت كييف فعليًا من عملية التفاوض".. مضيفا: ""لا توجد مفاوضات بأي شكل من الأشكال".
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن صواريخ بحرية طويلة المدى وعالية الدقة من طراز "كاليبر" دمرت مستودعات لأسلحة أجنبية ومعدات عسكرية أمريكية وأوروبية، بالقرب من محطة ستاريشي للسكك الحديدية بمنطقة لفيف.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف إن صواريخ أرضية وبعيدة المدى عالية الدقة دمرت احتياطيات القوات الأوكرانية على أراضي مراكز التدريب بمنطقة سومي ومنطقة تشيرنيهيف.
وأضاف أن صواريخ جوية عالية الدقة تابعة للقوات الجوية الروسية أصابت موقعين للقيادة ومركز اتصالات، بما في ذلك اللواء الآلي 30 في منطقة بخطوط، و28 منطقة تجمع عسكرية، ومستودعات للقوات المسلحة الأوكرانية.
وأشار إلى أنه تم تدمير محطة فرعية للطاقة بالقرب من محطة سكة حديد ميريفا في منطقة خاركيف، كانت تقوم بتسليم الأسلحة والمعدات العسكرية الواردة من الولايات المتحدة والدول الغربية لاستهداف دونباس، موضحا أن الطيران الروسي والقوات الروسية ضربت 9 مراكز قيادة أوكرانية، و93 منطقة تجمع عسكرية، بالإضافة إلى 3 مستودعات للذخيرة في منطقة ميكولايف.
وقال إن القوات الصاروخية والمدفعية دمرت 6 مواقع قيادة، و224 منطقة تجمع عسكرية ومراكز للمعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية، و12 بطارية مدفعية وهاون، وأربع بطاريات من طراز (بي أم ـ 21 جراد)، ومحطتي رادار.
وأضاف أن الدفاعات الجوي الروسية أسقطت 23 طائرة بدون طيار أوكرانية، واعترضت 8 قذائف صاروخية من راجمات "سميرتش"، واعترضت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 10 قذائف صاروخية من راجمات "سميرتش".
في المقابل، أعلن المدعي العام الأوكراني ارتفاع ضحايا الهجمات الروسية من الأطفال في أوكرانيا إلى أكثر من 650 قتيلا ومصابا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي.
وأفاد مكتب المدعي العام ـ حسبما أفادت قناة (الحرة) الإخبارية الأمريكية ـ بمقتل 250 طفلا وإصابة أكثر من 400 آخرين جراء العملية العسكرية الروسية في البلاد، متوقعا في الوقت نفسه ارتفاع هذه الحصيلة في الوقت الذي تستمر فيه القوات الروسية شن هجماتها على عدة المناطق في البلاد.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن مقتل وإصابة نحو 7564 شخصا جراء الهجمات الروسية المستمرة على عدة مناطق أوكرانية منذ أواخر شهر فبراير الماضي.
بدوره، حذر وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، من تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، على الأمن الغذائي العالمي، موضحا أنه في الوقت الحالي، يؤدي انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا إلى خلق حالات من عدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم، وخاصة في القارات الأكثر ضعفاً مثل إفريقيا وأمريكا اللاتينية".
وأوضح وزير الخارجية - خلال مؤتمر في مدينة نابولي حول التقنية الزراعية وفقا لوكالة الأنباء الإيطالية - أن الوقت قد حان لزيادة الاستثمارات في التقنيات لمحاولة معالجة مسألة سلامة الأغذية بأفضل طريقة ممكنة".
كانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت مؤخرا وضع خطة عمل لإنشاء "ممرات تضامن" لضمان قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب وأيضًا استيراد السلع التي تحتاجها، بدءا من المساعدات الإنسانية إلى علف الحيوانات والأسمدة، و تأتي تلك الخطة كجزء من استجابة الاتحاد الأوروبي التضامنية مع أوكرانيا، فبعد الغزو الروسي والحصار على الموانئ الأوكرانية، لم يعد بإمكان الحبوب الأوكرانية والسلع الزراعية الأخرى الوصول إلى وجهاتها”، مما “يهدد وضع أمن الغذائي العالمي”.