قال مسؤولون يابانيون إن حاملة طائرات تابعة للجيش الصينى أطلقت من على متنها طلعات جوية لأكثر من 100 طائرة مقاتلة متنوعة الطرازات على مدار الأسبوع الماضى، وعلى مقربة من جزيرة أوكيناوا اليابانية، التي تحتضن قواعد أمريكية عسكرية تتسم بأهمية استراتيجية فائقة بالنسبة لواشنطن وطوكيو، فضلا عن إطلالتها على بحر الصين الجنوبى واقترابها من تايوان.
وقالت مجلة "ميليترى ووتش" -فى تقرير لها- إن عملية نشر حاملة الطائرات الصينية من طراز "لياونينج" وإطلاقها طلعات جوية لأكثر من 100 مقاتلة من على متنها، تأتي وسط تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة.
وتحتفظ الولايات المتحدة بحضور عسكرى واسع فى منطقة شرق المحيط الهادئ منذ أربعينيات القرن الماضي، وتنال جزيرة أوكيناوا اليابانية حصة كبيرة من ذلك الوجود العسكري الأمريكي، وبقيت الجزيرة تحت الحكم العسكري الأمريكي حتى السبعينيات، وآلت تبعيتها لليابان فيما بعد، غير أنها بقيت منطقة حيوية للعمليات العسكرية الأمريكية، لاحتضانها 28 منشأة عسكرية أمريكية يعمل بها نحو 26 ألف جندي، وتغطي 20% من مساحة الجزيرة المطلة على بحر الصين الجنوبي.
وتشير المجلة إلى أنه بالرغم من أن حاملة الطائرات "لياونينج" قد صممت في الأصل لاستيعاب مقاتلات حربية للقيام بمهام الاشتباكات الجوية، فإن تلك الطائرات القادرة على التزود بذخائر وصواريخ موجهة وعالية الدقة أصبح بوسعها تهديد السفن والمنشآت العسكرية للأعداء التي تقع في مداها.
ورغم المحدودية النسبية لقدرات الحاملة "لياونينج" - التي تعد من بين أكبر حاملات الطائرات في العالم خارج أسطول الولايات المتحدة - على إدارة ضربات وطلعات جوية، فإنها في ضوء ما يرافقها من سفن ومدمرات وغواصات مزودة بصواريخ عابرة متطورة وفائقة، تشكل تحدياً أكبر لدفاعات المنشآت الأميركية الموجودة على أراضي جزيرة أوكيناوا اليابانية.
الحاملة "لياونينج"، هي أول حاملة طائرات تنتجها الصين وقد دخلت الخدمة في عام 2012، وأعيد تهيئتُها في عام 2019 لتتحول من مجرد حاملة طائرات تدريبية إلى سفينة حربية مقاتلة متكاملة الأركان.
و"لياونينج" واحدة من بين خمس حاملات طائرات صينية تم تصنيعها وإدخالها في الخدمة، وتعمل إلى جانب شقيقتها من الطراز ذاته "شاندونج"، التي دخلت الخدمة في عام 2019 إلى جانب ثلاث حاملات من فئة "تايب 075" المخصصة للطائرات المروحية.
وتقول المجلة الأمريكية إنه من المتوقع في غضون الأسابيع القليلة المقبلة أن ينضم إلى الأسطول الصيني حاملة طائرات سادسة أكبر حجما، لتصبح أكبر حاملة طائرات عملاقة تعمل خارج أسطول البحرية الأمريكية، فضلا عن أنها ستكون أول حاملة حربية في العالم، إلى جانب حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد"، التي تعمل بنظم إطلاق المقاتلات الكهرومغناطيسية.
وتتوقع "ميليتري ووتش"، المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن تنتشر على متن حاملة الطائرات الصينية العملاقة الجديدة، طرازات حديثة من المقاتلات الحربية "جيه-15"، الموجودة حاليا على متن "لياونينج"، علاوة على مقاتلات شبحية صينية متعددة المهام من طراز شينيانج "إف سي-31"، إضافة إلى طائرات مسيرة بدون طيار، وطائرات هجمات إلكترونية وغيرها من طائرات الدعم الجوي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة