شهدت محكمة جنايات الإسكندرية، الدائرة 22 برئاسة المستشار وحيد صبرى، اليوم، ثانى جلسات قضية قتل الكاهن ارسانيوس وديد كاهن كنيسة العذراء بالإسكندرية، والتى قررت فيها هيئة المحكمة إحالة أوراق المتهم لفضيلة المفتى وتحديد جلسة 11 يونيو المقبل للنطق بالحكم.
واستمعت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار وحيد صبرى، إلى مرافعة النيابة العامة التى اتهمت فيها المتهم فى قتل الكاهن ارسنيوس وديد بشاطئ إيناس حقى بالإسكندرية، وشاهدت هيئة المحكمة مقاطع فيديو تم التقاطها من كاميرات المراقبة فى محيط الحادث.
وقدمت النيابة العامة مرافعة تاريخية فى الجلسة، وقالت النيابة العامة إن المتهم أثبتت اللجنة سلامة قواه العقلية، كما أن النيابة أكدت أنه متزن نفسيا أثناء التحقيقات وأزهق روح المتهم ارسنيوس وديد قاصدا إزهاق روحه وليس مهتزا نفسيا كما يدعى .
وأضافت النيابة العامة أن المجنى عليه بشوش الوجه كان مكرس حياته للدين يلقى بحب وقبول كافة المواطنين والمتهم ازهق روحه قاصدا قتله.
وطالبت النيابة العامة فى مرافعتها التاريخية اليوم أمام محكمة جنايات الإسكندرية، بتغيير وصف اتهام قاتل الكاهن ارسنيوس وديد إلى القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد الذى يطالب به مدعى الحق المدنى .
وقالت النيابة العامة، إنها تسعى للحقيقة وسعت النيابة العامة إلى كشف الحقيقة وكافة الظروف التى أحاطت بها وتوسعت فى الأمر إلى مسقط رأس المتهم وسألت أهله وذويه وتبين انضمام المتهم إلى الجماعات المتطرفة التى تستحل الدماء والاتصال الدائن بقيادات الجماعات التى تستحل الدماء.
وأكدت النيابة هذه الدلائل تؤكد دافع سبق الإصرار والترصد المجنى عليه، مطالبة النيابة العامة القصاص واستشهدت بالآية "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص".
وأضافت أن قتل المجنى عليه أحزن أحباءه وأسرته، كما أنه أحزن الوطن أجمعه، والمتهم ارتكب جريمة شنعاء.
كما طالب محامى أسرة المجنى عليه بتوقيع أقصى عقوبة للمتهم الذى أزهق روح إنسان برىء فى شهر رمضان المبارك وقتل نفس حرم الله بقتلها .
وأضاف أن المجنى عليه مشهود له برعاية أسر فقيرة مستترة من المسلمين والمسيحيين ومشهود له بمحبته من أبناء الوطن ولم يفرق من مسلم ومسيحى، والمتهم هو قاتل محترف تتلمذ على يد طارق الزمر وعمر عبد الرحمن واعتنق الفكر المتطرف وهو نهجه لقتل الأنفس .
وعرض المحامى صورا لهيئة المحكمة أثناء تواجد المجنى عليه مع أبناء الكنيسة فى امان تام وطالب أبناءه بعدم تناول الطعام الا بعد اذان المغرب احتراما للمسلمين، وطالب المتهم بالدفاع عن نفسه ورفض الدفاع الذى وكلته هيئة المحكمة.
وقال محامى أسرة المجنى عليه الكاهن ارسنيوس وديد، إن المتهم ترك هاتفه المحمول فى سنترال بعد خروجه من المعتقل لمنع تتبعه من قبل الأمن وجاء إلى محافظة الإسكندرية .
وأضاف أن المتهم خطير وارتكب عدد من الجرائم فى محافظة أسيوط واعتاد على ارتكاب الجرائم الإرهابية التابعة للفكر التكفيرى.
كما قدم دفاع المتهم مرافعته وطالب محامى المتهم فى قضية قتل الكاهن ارسانيوس وديد بإيداعه 3 شهور فى مصحة نفسية وعرضه على لجنة خماسية لمعرفة صحته النفسية والتأكد من سلامة قواه العقلية .
وأضاف محامى أن المتهم أنه تم عرضه على مستشفى الصحة النفسية لمدة 24 ساعه وهى مدة لا تكفى لمن اعتقل فترة زمنية كبيرة مما تعرض لأزمة نفسية تجعله غير واعى لأفعاله.
وأشار إلى أن المتهم يعانى مرض عصابى وهستيرى يندرج تحت المرض العقلى الذى يحتاج إلى علاج على مدار الحياه لا يشفى منه.
وأضاف أن المتهم منذ عام 2007 خرج من المعتقل لم يصدر منه ايه أفعال إجرامية سوى مشادات مع أشقائه على الميراث ، كما أن والده أيضا كان مريضا نفسيا وورث المرض من والده .
وقالت شقيقة الكاهن أرسانيوس وديد، إنهم لم يتوقعوا الحكم على المتهم بقتله فى الجلسة الثانية من القضية، وقدمت الشكر لهيئة المحكمة والعدالة الناجزة فى الحكم على المتهم، مضيفة : "شقيقى مرتاح في الجنة".
وأشارت شقيقة الكاهن أرسانيوس، إلى أن النيابة العامة قدمت مرافعة تاريخية، وأثبتت فيها أن المتهم ارتكب الجريمة، وقدمت الشكر لهيئة المحكمة والنيابة العامة لما قاموا به من تحقيقات فى القضية.
وسادت حالة من الفرح بعد قرار محكمة جنايات الإسكندرية بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتى وتحديد جلسة 11 يونيو القادم للنطق بالحكم وأطلق أسرة المجنى عليه زغاريد داخل قاعة المحكمة.
وكان قدم محامى أسرة المجنى عليه والدفاع بالحق المدنى فى القضية مراجعة اليوم فى الجلسة الثانية، كما استمتعت هيئة المحكمة إلى دفاع المتهم ومرافعه النيابة العامة.
وبدأت أحداث القضية، عندما شهدت محافظة الإسكندرية، حادثا بشعا قام خلاله رجل مسن، بطعن القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بالإسكندرية، مما أدى إلى حالة من الحزن الشديد لدى جميع المصريين بسبب هذا الحادث المؤسف.
والقمص أرسانيوس وديد، من مواليد 1966، وسيم كاهنًا بيد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث في 16 يونيو 1995، ونال درجة القمصية في 16 أكتوبر 2021، بيد صاحب القداسة البابا تواضروس الثانى.