وصف تقى الدين المقريزى صلاة المعز لدين الله الفاطمى بالناس في عيد الفطر بالقاهرة التى أنشأها جوهر الصقلى بأمر من المعز حيث كان يؤم الناس في مصلى أطلق عليه مصلى العيد، حيث قال في كتاب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار": وكان في شرقي القصر الكبير مصلى العيد من خارج باب النصر، وهذا المصلى بناه القائد جوهر لأجل صلاة العيد في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وثلثمائة، ثم جدّده العزيز بالله، وبقي إلى الآن بعض هذا المصلى، واتخذ في جانب منه موضع مصلى الأموات اليوم".
قال ابن زولاق: وركب المعز لدين الله، يوم الفطر لصلاة العيد إلى مصلى القاهرة التى بناها القائد جوهر، وكان محمد بن أحمد بن الأدرع الحسنى، قد بكر وجلس فى المصلى تحت القبة فى موضع، فجاء الخدم وأقاموه، وأقعدوا موضعه أبا جعفر مسلما، وأقعدوه هو دونه، وكان أبو جعفر مسلم، خلف المعز عن يمينه، وهو يصلى وأقبل المعز فى زيه وبنوده وقبابه، وصلى بالناس صلاة العيد تامة طويلة، قرأ فى الأولى بأم الكتاب، وهل أتاك حديث الغاشية، ثم كبر بعد القراءة، وركع فأطال، وسجد فأطال.
وكان القاضي النعمان بن محمد يبلغ عنه التكبير، وقرأ في الثانية بأم الكتاب، وسورة والضحى، ثم كبر أيضا بعد القراءة، وهي صلاة جده علي بن أبي طالب عليه السلام، وأطال أيضا في الثانية الركوع والسجود، أنا سبحت خلفه نيفا وثلاثين تسبيحة في كل ركعة، وفي كل سجدة، وجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كل سورة، وأنكر جماعات يتوسمون بالعلم قراءة قبل التكبير لقلة علمهم، وتقصيرهم في العلوم.
فلما فرغ المعز من الصلاة، صعد المنبر وسلم على الناس يمينا وشمالا، ثم ستر بالسترين اللذين كانا على المنبر، فخطب وراءهما على رسمه، وكان في أعلى درجة من المنبر وسادة ديباج مثقل، فجلس عليها بين الخطبتين، واستفتح الخطبة: ببسم الله الرحمن الرحيم، وكان معه على المنبر القائد جوهر، وعمار بن جعفر، وشفيع صاحب المظلة، ثم قال: الله أكبر الله أكبر واستفتح بذلك، وخطب وأبلغ، وأبكى الناس، وكانت خطبة بخشوع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة