لم يكن فى ذهن الدولة المصرية حينما اتجهت لحلم الدلتا الجديدة، وتنفيذ مشروع مستقبل مصر درة المشاريع القومية فى الزراعة والأمن الغذائى، أن يحدث فى العالم ما يحدث حاليا، وينعكس توابعه على مصر مثل غيرها، ويزيد فى تلك التوابع ما ورثناه فى عملية الاستيراد للحبوب وفى مقدمتها القمح والذى نستورد منه ما يقرب من 30% من الاحتياج العام للدولة، وهى النسبة التى تجعلنا الأكثر استيرادا له على مستوى العالم، كما يزيد عليه أنواع أخرى من الحبوب والزيوت، وكلها فواتير تكلف الدولة سنويا مليارات الدولارات، فى ظل احتياج عام لتوفيرها حتى تذهب لمسارات أخرى.
"اليوم السابع" فى زيارة لمشروع مستقبل مصر قبل ساعات من افتتاحه رسميا
مشروع مستقبل مصر، والذى تواجدنا فيه فى زيارة هامة من تنظيم إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، ومع المسئولين عنه، ومنهم المقدم بهاء الغنام مدير المشروع، يعد مشروعا قوميا عظيما يضيف كثيرا لملف الأمن الغذائى على مستوى مصر، ويساهم فى اقتصاد الدولة بشكل ايجابى، ويحقق أحلام المصريين فى تطويع الأرض حتى تستجيب لأمانى المواطنين وطموحاتهم فى تعمير الصحراء، واستخدام أفضل وأحدث المعدات، بعزيمة الرجال القادرين على المتابعة الناجحة للوصول للأهداف المحققة، وكل ذلك وأكثر توافق فى منظومة كبيرة وضخمة أطلق عليها مشروع " مستقبل مصر"، والذى يعد أداة وطنية جامعة لتحقيق وسائل الراحة لتحسين جودة حياة المواطنين، كما أنه منفذا هاما للدور التشاركى بين الدولة والقطاع الخاص، ودعم المستثمرين الراغبين فى المشاركة فى القطاع الزراعى وما حوله من مشاريع، لذلك يمثل مشروع مستقبل مصر وسيلة اضافية لدعم الشراكة بين الحكومة ومؤسساتها وبين القطاع الخاص الجاد والراغب فى العمل.
مشروع مستقبل مصر أداة وطنية للدولة لدعم الزراعات الاستراتيجية
فى حديث حول أهمية المشروع الاستراتيجية، يؤكد المقدم بهاء الغنام، بأنه يساهم بشكل كبير للغاية فى الزراعات الاستراتيجية، كما أنه يقوم بعملية الموازنات الزراعية لدعم التنافسية فى السوق مما ينتج عنه تخفيض فى الأسعار، وكل ذلك منتجات وأهداف تصب فى صالح المواطنين.
ويعمل مشروع مستقبل مصر على عدد من الحبوب والزراعات الاستراتيجية ومنها القمح والذرة وعباد الشمس والشعير وغيرها من الحبوب، بالإضافة لبعض الزراعات مثل الطماطم والبصل والخيار والبطاطس، وكلها منتجات يتم العمل عليها بالتعاون مع مراكز البحوث الزراعية للحصول على محصول له انتاجية معظمة، وهو ما نشاهده فى محصول القمح الذى ينتج متوسط ما بين 18 و20 إردب للفدان.
مشروع مستقبل مصر وسيلة مصرية لمواجهة تحديات العالم
يساهم مشروع مستقبل مصر ف مواجهة التحديات الطارئة التى نتجت عن التغيرات الاقليمية والعالمية، وذلك فى ظل اعتماد مصرى كامل على عملية الاستيراد فى مجال الحبوب وبنسب متفاوتة فى كل سلعة، وذلك قبل أن تتحرك الدولة فى مسار مشروع مستقبل مصر وتوشكى وغيرها من المشاريع العاملة فى القطاع الزراعى، والتى ستقلل نسبة العجز بنسبة كبيرة للغاية، حتى أن عملية استيراد السكر تنتهى بحلول عام 2024، بالإضافة لسلع أخرى ستقل تدريجيا ومنها نسبة كبيرة سيتم الاكتفاء الذاتى فيها بحلول عام 2024.
2017.. بداية المشروع قبل أن تحدث أزمات عالمية
فى إبريل عام 2017 وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالبدء فورًا فى تنفيذ مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين وتصدير الفائض للخارج مما يساهم فى تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويعتبر مشروع مستقبل مصر هو قاطرة مصر الزراعية وباكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتصدير الفائض، حيث أن المساحة المستهدف استصلاحها مليون وخمسون ألف فدان من إجمالى مساحة الدلتا الجديدة 2.2 مليون فدان.
موقع مشروع مستقبل مصر.. 30 دقيقة من مدينة 6 أكتوبر
يقع مشروع مستقبل مصر على امتداد طريق محور روض الفرج - الضبعة الجديد وهو الطريق الذى أُنشأ ضمن المشروع القومى للطرق، بطول 120 كم وعمق 60 : 70 كم، ويبعد 30 دقيقة من مدينة السادس من أكتوبر، تم تقسيم المشروع إلى قطع متساوية كل قطعة 1000 فدان.
ويعد موقع المشروع من أهم المزايا الاستراتيجية لتوافر الأيدى العاملة، بالإضافة إلى سهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات، وكذلك سهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية.
10 آلاف فرصة عمل مباشرة يوفرها مشروع مستقبل مصر
يوفر المشروع حوالى 10 آلاف فرص عمل مباشرة وأكثر من 360 ألف فرصة عمل غير مباشرة، ومن المتوقع زيادة فرص العمالة خلال المواسم القادمة، كما تطبق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية فى بيئة العمل لسلامة العمال والموظفين، وتقوم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع.
ترعة مستقبل مصر.. مورد مائى إضافى لتعمير الأرض من مياه الصرف الزراعى
يقوم المشروع بالاستفادة من خزانات المياه الجوفية وهى 3 خزانات (الأيوسين – المايوسين - المغرة) وهى امتداد لمنطقة وادى النطرون وذلك بحفر الآبار الجوفية مع الوضع فى الاعتبار المسافة البينية بين الآبار للحفاظ على الخزانات الجوفية وعدم السحب الجائر منها، وتحقيق معايير التنمية المستدامة.
ويجرى حاليا فى مشروع مستقبل مصر دخول مصدر مياه سطحى بمد ترعة مستقبل مصر بطول 41 كم لإمداد المشروع بطاقة 10 مليون م³/يوم لزراعة حوالى 700 ألف فدان إضافية ويعد معالجة مياه الصرف الزراعى وإعادة تدويرها واستخدامها للرى من أكبر التحديات فى مشروع الدلتا الجديدة، كما يتم إجراء تحاليل دورية لقياس ملوحة المياه لتحقيق الاستغلال الأمثل من المحاصيل الزراعية.
مشروع مستقبل مصر يتم بالتعاون مع كبرى الشركات لتنفيذ البنية التحتية
قام مشروع مستقبل مصر بالتعاون مع الشركات الكبرى لتنفيذ البينة الأساسية للمشروع والتى تشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالى طول حوالى 500 كيلو متر وعرض 10 أمتار وحفر أبار مياه جوفية، ومحطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجا وات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كيلو متر جارى ربطها بشبكة كهرباء الدلتا الجديدة، ومخازن مستلزمات الإنتاج ومبانى إدارية وسكنية.
كما سعى المشروع لتوفير الميكنة الزراعية بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة بجودة وسرعة عالية، كما يقوم مشروع مستقبل مصر بالتعاون مع وزارة الزراعة سيتم عمل برامج تدريبية لأوائل خريجى كلية الزراعة، كلية الهندسة أقسام (كهرباء / ميكانيكا) لتثقيف العناصر البشرية بمحاولة لزيادة الأيدى العاملة تماشيًا مع دفع عجلة الإنتاج الزراعى وتعظيم دور الاستفادة من الخبرات الموجودة.
الموالح والحبوب أهم زراعات مشروع مستقبل مصر
تتعاون إدارة المشروع مع شركات القطاع الخاص، كما تم الانتهاء من استصلاح وزراعة مساحة 350 ألف فدان باستخدام 2600 جهاز رى محورى مطور والتى يتم زراعتها مرتين سنويًا (موسم صيفى / موسم شتوى) والتى تنتج أجود المحاصيل الزراعية التى كان من أبرزها زراعات موسم 2021/2020 – 2022/2021.
كما تم زيادة الرقعة الزراعية للأشجار من 10 آلاف فدان إلى 17 آلاف فدان من البرتقال واليوسفى والليمون والجوافة والعنب والمانجو.
منطقة صناعية تنضم لمشروع مستقبل مصر قريبا
طبقًا لخطة تطوير مشروع مستقبل مصر وحرصًا على التوسعات الاقتصادية التى من شأنها تحقيق النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة تم البدء فى إنشاء منطقة صناعية على ثلاث مراحل طبقًا لأولويات منها المرحلة الأولى تشتمل على (ثلاجات بطاطس – محطات فرز وتعبئة – صوامع تخزين الغلال – محطات غربلة وإنتاج تقاوى – معامل تحليل التربة وأمراض النباتات)، والحالى منها (ثلاجات بطاطس بسعة 80 ألف طن – محطات فرز وتعبئة – صوامع تخزين الغلال سعة 20 ألف طن).
كما تشمل المرحلة الثانية على (أنفاق تجميد خضروات وفاكهة – مصنع سناكس – مصنع بصل وثوم مجفف – مصنع تعبئة وتغليف بقوليات – مصنع تعبئة وتكرير زيوت – مصنع أعلاف ماشية – مزرعة أغنام وماشية)، وتشمل المرحلة الثالثة على (مصنع سكر – مصنع إنتاج زيوت – محطة فرز وتعبئة برتقال).