دخان أسود كثيف.. مجموعة قصصية جديدة لـ حمدان عطية عن قصور الثقافة

الأحد، 22 مايو 2022 02:00 ص
دخان أسود كثيف.. مجموعة قصصية جديدة لـ حمدان عطية عن قصور الثقافة غلاف المجموعة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثا للقاص والروائي حمدان عطية، مجموعة قصصية جديدة تحت عنوان "دخان أسود كثيف" عن مشروع النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
 
تتنوع قصص المجموعة سواء من حيث الأسلوب الادبي او من حيث مكان وقوع الاحداث فنجد القصة التقليدية، والحديثة، والقصة القصيرة جدا، كما نجد القصة التي تدور احداثها في القرية وتلك التي تدور في المدينة 
 
يواصل الكاتب تطوير أدواته الفنية في هذه المجموعة القصصية الجديدة، وكان قد أصدر من قبل رواية بعنوان: "حياة مؤقتة" ومجموعة قصصية بعنوان:" تاجر سُحب".
 
دخان أسود كثيف
دخان أسود كثيف
 
ومن قصص المجموعة:
 
حقل القتيل
قال أبي ونحن نعبر حقل القتيل ليلا: 
- اقرأ التعويذات، اقرأها بسرعة!. 
انهمكت بالتمتمة، وأنا أجرى وراءه وهو يُمعن السير كأنما يود لو حملتنا الريح بعيدا، سألته بعد أن ابتعدنا عن حقل القتيل.
قال: 
- قُتل غدرا، وتخرج روحه كل ليلة تحاول الثأر من قاتليه، وقد تتعثر ببعض المارة فتصيبهم بأذى. 
تجرى القشعريرة بجسدي وأتلفت. 
ظلت روح القتيل تطاردني حتى بعد أن شقت السلطات طريقا بحقله، ما إن أعبره حتى أتعثر، وأحيانا أجرى بظهري. 
عيناي مثبتتان على موقع قدم أبي وهو يستحثني القراءة. 
أرمق العابرين كلما مررت من هناك، علّني أشاهد لعنة الروح الهائمة.
 
بالأمس عبرت وحيدا فطاردتني، حاولت الجري من هول المفاجأة، وقسوة منظرها، لكنها اقتنصتني وأمسكت بي، أحاول التملص من بين مخالبها وهي كادت أن تزهق روحي، فتفلّت منها ورحت أجرى بظهري، مرعوبا أتعثر، وأقوم، تدمى قدماي، وينز الدم من وجهي، وهي تُمعن بمطاردتي حتى أطبقت على عنقي تثني جسدي كعجينة لدنة وتُكوره كمن يجهز فريسته للنهش، تطحنني تحت أنيابها ولا يسمع أحد صراخي حتى انتهيت مَذَاقا بفمها؛ كأنما تُهدِّئ الغدر الدفين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة