أحمد إبراهيم الشريف

الثقافة ضد التطرف.. الكتب حائط الصد القوى

الثلاثاء، 24 مايو 2022 12:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثقافة ليست رفاهية، وليست ادعاء أو تظاهرا أو مظاهرة، بل إن الثقافة رؤية ووعيا، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الأخطار التى تهدد المجتمع المصرى حقيقة والتطرف الذى يحيط بحياتنا ويدفعنا للانتباه الدائم والتيقظ المستمر حقيقة أيضا.
 
وإلى جانب المواجهة المناسبة التى يقوم بها رجال مصر بالقوة والقانون والسياسية والدبلوماسية، هناك قوة أخرى دورها لا يقل أبدا هى المواجهة بالقوى الناعمة، خاصة أن الأخطار التى نحن بصددها تركز على الخداع والادعاء وتزييف الحقائق واصطياد العقول.
 
إن أعداءنا بأفكارهم الظلامية يستغلون الكتب وينشئون المجلات يبثون فيها سمومهم ويخلطون طيبا بخبيث، ويرسلون سهامهم إلى قليلى المعرفة وناقصى الثقافة أو أصحاب المصالح والأهواء، فتجد الأفكار المسمومة صدى فى نفوسهم، فيتلقفونها ويؤمنون بها ثم يخرجون بالتطرف والجهل علينا قاصدين تدمير حضارة عمرها آلاف السنين وحاضر ومستقبل نخطط له. 
 
ومن هنا تأتى أهمية الكتب والمجلات فى الارتقاء بحياتنا والسير بنا فى دروب من النور حتى نصل إلى الأمان، فلا يفل الحديد إلا الحديد، كما يقولون، والأفكار لا يواجهها سوى الفكر القادر على كشف عيوبها ونقض منطقها وهدم أسوارها المعيبة. 
 
لذا وجبت هنا الإشارة إلى مشروع "كشك كتابك" الذى أطلقته وزارة الثقافة ضمن مبادرة حياة كريمة، وهو مشروع مهم وتوعوى عبارة مكتبة ثابتة وجودة فى مختلف القرى بأسعار مخفضة لتشجيع المواطنين على القراءة والتنوير الثقافي، وتم افتتاح أول نموذج من كشك كتابك بساحة دار الأوبرا والذى يتم تنفيذ 333 وحدة منه ضمن مشاركات وزارة الثقافة فى المبادرة الرئاسية حياة كريمة بقرى ونجوع مصر وذلك بالتعاون مع مجلس الوزراء ومؤسسة حياة كريمة والهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج وبحضور أعضاء مؤسسة حياة كريمة، ويسهم المشروع فى بناء الشخصية القادرة على الحفاظ على ما تم تطويره وبناؤه، هذا بالإضافة إلى أن توطين الثقافة بأفرعها المختلفة بوصفها صناعة قادرة على توفير فرصة عمل لأبناء هذه القرى.
 
ونتمنى أن يحتوى هذا المشروع كتبا تتعلق بصنع التنوير، كتبا ذات طابع اجتماعى تتحدث عن تاريخ حضارة مصر ومستقبلها، وأرشح لذلك سلسة بديعة أطلقتها الهيئة العامة لقصور الثقافة هى سلسلة "هوية" وأعتقد أن عدد الإصدارات التى قدمتها حتى الآن تصل إلى أربعين عددا تشمل الكثير من الخبرات والتجارب والرؤى التى قدمها كتاب ونقاد ومؤرخون أصحاب تجارب فى الحالة المصرية.
 
ويطيب لى هنا أن أذكر بأن وزارة الثقافة قد عقدت فى عهد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، عددا من البروتوكولات المهمة مع عدد من الوزارات، منها وزارة التربية والتعليم، وأتمنى أن يتم تفعيل هذا البروتوكول بقوة عن طريق تزويد المكتبات المدرسية بالكتب والزيارات المستمرة للمتاحف والمكتبات وإقامة معرض للكتب المتنوعة والمتناسبة من عمر التلاميذ، على أن يكون ذلك فى كل أقاليم مصر شمالها وجنوبها ولا يكون قاصرا على القاهرة وما يحيط بها فقط.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة