اتشحت قرية بأكملها بالسواد والحزن خيم على الجميع وخرجت القرية عن بكرة أبيها لوداع رجل صعدت روحة إلى السماء بعد مشاهدة ابنه غريقا أمامه.
وفى مشهد مهيب شهدته قرية ميت طريف التابعة لمدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية، خرج جميع الأهالى من الكبار والصغار والشيوخ والأطفال في جنازة مهيبة لتشييع جثامين أب وابنه، أبى كل منهما أن يترك الآخر، حيث سقط الابن غريقا فى إحدى الترع، وفور مشاهدة أبيه لجثمانه، فارق الحياة فى التو واللحظة.
ويروى حمدى فرحات أبو الوفا أحد شهود العيان وقت الحادث قائلا: "كان عبدالرحمن والبالغ من العمر 14 عاما، يخرج للعمل لمساعدة والده وكان عائدا من (درس القمح) بأحد الأراضي الزراعية، ونزل إلى جانب الترعة للاغتسال فسقط بالمياه وبسبب ارتفاع منسوب المياه، لم نتمكن من إنقاذه ونزل عدد كبير من أهل القرية بعضهم لا يحسن السباحة، وقمنا باستخدام بعض الحبال لاستخراج الشباب من المياه، وتمكنا من الوصول لجثمان عبدالرحمن بعد أن جرفته المياه لأمتار بعيدة".
وتابع: "بعد خروج عبدالرحمن من المياه شاهده والده، والذي لم يتحمل الصدمة فسقط أرضا وفارق الحياه حزنا علي رحيل ابنه مكملا، والده كان بيعاني من مرض السكر وأصيب بأزمة قلبية كانت سبب في فقدانه للحياة".
وكان مدير أمن الدقهلية قد تلقى إخطارا يفيد بورود بلاغ مأمور مركز شرطة دكرنس بغرق طفل فى مياه ترعة قرية ميت طريف التابع للقرية.
وبانتقال ضباط المباحث وقوات الإنقاذ النهرى إلى مكان البلاغ تبين أن الطفل الغريق يدعى عبد الرحمن محمد السيد نعمة الله 14 عاما أثناء استحمامه فى المياه ولعدم إجادته السباحة وشدة التيار جرفته المياه وغرق.
وبعد تمكن قوات الإنقاذ النهرى بمساعدة الأهالى من انتشال الجثمان فوجئوا بسقوط والده ويدعى محمد ويعمل سائق توك توك على الأرض مغشيا عليه وبالفحص تبين وفاته بسكتة قلبية حزنا على نجله.
وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التى صرحت بدفن الجثامين لعدم وجود شبه جنائية.