وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، الشروط التي طرحها الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي للهدنة بأنها قاطعة إلى حد البلاهة ومستحيلة من حيث المبدأ، متهما بولندا وألمانيا بالسعي لإزالة أوكرانيا من على الخريطة، وفقا لروسيا اليوم.
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن الشروط التي وضعها فولوديمير زيلينسكي للتوصل إلى هدنة، قاطعة إلى حد البلاهة ومستحيلة من حيث المبدأ، لافتا إلى حقيقة أن رئيس أوكرانيا يطالب بإعادة دونباس وشبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا، وكأنه لا يعرف إرادة سكانهما.
وأوضح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن الرئيس الأوكرانى يرغب بسحب روسيا جميع القوات من دونباس، تاركة للجيش الأوكراني مجالا كاملا لقمع الناس وبعد ذلك، ربما، سيبدؤون في الاتفاق على شيء ما، متابعا: تبدو الإنذارات النهائية جميلة على الورق فقط. نعم، وعادة ما يتم تسليمها من موقع قوة، وليس ضعف واضح، في لحظة النصر، وليس الهزيمة، بتفكير رصين، وليس تحت تأثير المؤثرات العقلية، وبشعور الرئيس الأوكراني بهزيمته الحتمية، وجد مخرجا مناسبا للخروج من المأزق، لا دولة، إذا لا مشكلة، لافتا إلى أن أفعاله وتصريحاته تثبت أنه الآن جاهز لوضع كل شيء تقريبا على مذبح طموحاته السياسية. فالناس والمدن والاقتصاد هي الأشياء الرئيسية التي لا تزال دولته تمتلكها. القومية والعسكرة والعداء المسعور ضد من لا يطيع.
ولفت نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إلى أن تحالف ألمانيا وبولندا، الذي يبذل قصارى جهده لتصعيد الوضع حول أوكرانيا، سيكون مستفيدا للغاية إذا لم يكن هذا البلد على الخريطة، مشيرا إلى ما قاله المستشار الألماني أولاف شولتز بأن ألمانيا لن تقبل معاهدة السلام التي فرضتها روسيا وتضامن مع أوكرانيا في ذلك.
وتسأل: "لماذا يحتاج شولتس إلى أوكرانيا؟ ليس عليك أن تبحث بعيدا عن إجابة. التحالف البولندي البروسي، الذي يصعد الموقف بكل قوته ويدفع زيلينسكي المجنون إلى المزيد والمزيد من التصريحات والأفعال الكارثية، هو تحالف كبير جدا ومستفيد إذا لم تكن أوكرانيا كدولة موجودة على الخريطة، مستطردا: ستكون هناك مصانع وحقول ومناجم ومساحات استراتيجية وموارد بشرية متروكة دون حراسة، محذرا من أنه لذلك، أتذكر، جادل شخص ما في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي بنفس اللغة وبنفس الحماسة. كيف انتهى الأمر به معروف للجميع.
وأوضح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن أحد أقدم السياسيين في العالم، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، دعا خلال خطابه في منتدى في دافوس كييف إلى تقديم تنازلات في المفاوضات مع موسكو، وتقييم الوضع بعقلانية وواقعية؛ وبدء المفاوضات في أسرع وقت ممكن قبل أن يحدث توتر شديد قد يكون له عواقب وخيمة على أوروبا ويغرقها في الفوضى، وهذه هي الحالة بالضبط التي كان ينبغي على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن يستمع فيها إلى الصقر الحكيم بخبرته، لافتا إلى أنه بالمناسبة، لسنوات عديدة، لم يبد الرجل العجوز الموقر تعاطفا مع روسيا، لكنه كان يفكر دائما بعقلانية.