تشهد سماء مكة المكرمة، اليوم، أول تعامد للشمس هذا العام على الكعبة المشرفة وقت الظهيرة بالمسجد الحرام، وعند لحظة التعامد ستكون الشمس بأقصى ارتفاع لها 90 درجة تقريبًا وسيختفي ظل الكعبة تمامًا وظلال جميع الأجسام في مكة ويصبح ظل الزوال صفرا".
وتحدث ظاهرة تعامد الشمس نتيجة لموقع الكعبة المشرفة بين خط الاستواء ومدار السرطان، لافتًا إلى أنه وأثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر السماء تصبح على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو، وعند عودة الشمس جنوبا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان في شهر يوليو.
استخدم القدماء ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة في تحديد اتجاه القبلة في المناطق البعيدة جغرافيا عن مكة المكرمة في الدول العربية والإسلامية والمناطق التي تكون الشمس فيها فوق الأفق، وهي طريقة بسيطة لكنها لا تقل في دقتها عن تقنيات الرصد الحديثة، وذلك عن طريق غرس قطعة من الخشب أو البلاستيك بشكل عامودي على الأرض وتتم مراقبة الظل، ويكون اتجاه القبلة في الجهة المعاكسة للظل، بحيث يشير امتداد الظل إلى موقع الكعبة المشرفة، علما بأن هذه الطريقة غير نافعة للمناطق مثل جدة والطائف نظرا لموقعهما القريب من مكة المكرمة.
كما أن ظاهرة تعامد الشمس تستخدم كذلك في حساب محيط الكرة الأرضية بدون الحاجة للتقنيات الحديثة، وذلك باستخدام بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة وهي طريقة قديمة تعود إلى أكثر من 2000 سنة وهي تدل أيضاً على كروية الأرض.
لاحظ قدامى علماء الفلك المسلمين أن الشمس فى حركتها الظاهرية اليومية ما بين الشروق والغروب قد تمر باتجاه قبلة الصلاة، وتتحقق هذه الظاهرة كل يوم فى معظم أنحاء العالم الإسلامي، وقد أطلقوا على الوقت الذي يكون فيه مركز الشمس فى اتجاه القبلة "سمت القبلة" ومن البديهي أن هذا الوقت يختلف من يوم لأخر على مدار السنة ويختلف كذلك من مكان لأخر.
حسب أغلب الروايات ـ في شهر رجب من السنة الثانية للهجرة. ويروى أن ذلك كان في صلاة ظهر، وقد صلى الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ركعتين، فلما نزلت آية تحويل القبلة استدار مع المسلمين تجاه الكعبة وصلى الركعتين الباقيتين، وكانت صلاة العصر من هذا اليوم أول صلاة كاملة صلاها تجاه الكعبة المشرفة، وفي تحول المسلمين إلى الكعبة وانصرافهم عن بيت المقدس طعن السفهاء من المشركين وأهل الكتاب وقالوا: ما وَلاَّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فنـزل قوله تعالى: {سيقول السفهاءُ من الناس ما وَلاَّهُم عن قبلتهم التي كانوا عليها قُلْ لله المشرقُ والمغربُ يهدي مَنْ يشاءُ إلى صراطٍ مستقيم} البقرة: 142