نجاح كبير حققه مسلسل "جزيرة غمام" طوال موسم دراما رمضان لما فيه من عناصر مميزة كانت عوامل النجاح له، أولها وأبرزها هو السيناريو البارع كتبه المؤلف عبد الرحيم كامل وأشار فيها إلى آفة كل عصر في قصة تصلح لكل بلد وكل زمان، بداية لكل الشرور التي تلخصت في "خلدون"، إلى "محارب" الذى يظن أنه يحق له حماية الدين بالقوة وأن وصل الأمر للسلاح.
مسلسل جزيرة غمام
ثم "يسري" الذى يستغل الدين في أمور أخرى لها علاقة بالسحر والأحجبة، وعلى الجانب الآخر "العجمى" الحاكم الذى يمثل صوت العقل والحكمة، في حين يمتلك "البطلان" نزعة السيطرة وغاية الوصول للحكم، كل ذلك في وجه "عرفات" الذى يمثل نزعة الروح والقلب والتخلى عن الأنا بغرض جمع الجميع وإنقاذهم كلهم دون الحكم على أحد.
ومع نهاية المسلسل تمكن صناعه من الإشارة إلى أن الحكاية لم تنتهِ بعد، فهي حكاية كل عصر مع ظهور "خلدون" مرة أخري رغم أنه سبق وتم قتله من قبل أهالى الجزيرة، ليرمز الكاتب إلى أن "خلدون" لم يكن مجرد اسم وإنما إشارة لشر سيظل خالد في كل عصر، مستندًا إلى كل أساليب الغواية من سيدة جميلة ممثلة في "العايقة" هي شهوات كل عصر.
كما أشارت الحلقة الأخيرة لأن خلدون دومًا ما ينتظر الفرصة ويتحينها للانقضاض فظهر في البداية بعد وفاة الشيخ مدين الذى كان يلتف حوله أهالى الجزيرة، وتلك المرة بعد وفاة "عرفات".
وعلى الجانب الآخر سيظهر عرفات من جديد، والحكمة في أنه دوماً ما لديه من المعرفة ما يجعله قانع بما لديه مقتنع بأن أهم أسلحته هي الرضا، فلا يكترث لما سيرثه من شيخه سوي رضاه عنه وحبه وإن تلخص الأمر في سبحة.
مسلسل "جزيرة غمام"، إنتاج شركة سينرجي، وتأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج حسين المنباوى، ومدير التصوير إسلام عبد السميع وتصميم الأزياء الدكتورة سامية عبد العزيز والموسيقي التصويرية شادي مؤنس وبطولة طارق لطفي، مى عز الدين، فتحى عبد الوهاب، أحمد أمين، رياض الخولى، محمد جمعة، هبة عبد الغنى، هاجر الشرنوبى، ميار الغيطى، دينا أحمد وعدد آخر من الفنانين، وظهور خاص للفنان عبد العزيز مخيون ووفاء عامر.
