أعرب الرئيس البولندي "آندجيه دودا" عن سعادته بأول زيارة له لمصر، مشيراً إلى أن مباحثاته مع الرئيس السيسي تناولت عدة موضوعات مختلفة، فضلاً عن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي تمتد على مدار 100 عام والتي تمثل تاريخا طويلا من العلاقات الدبلوماسية.
وأضاف الرئيس البولندي- في كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم بقصر الاتحادية- أن زيارته لمصر تعد الأولى منذ عام 1992، حيث قام خلالها الرئيس البولندي الأسبق ليخ فاونسا بزيارة مصر، كما قام الرئيس الراحل حسني مبارك بزيارة بولندا عام 2008 ، حيث كان وقتها وزيراً في حكومة الرئيس ليخ كاتشينسكي، مشيرا إلى أن زيارته الحالية تمثل عصراً جديدا للعلاقات الثنائية بين البلدين ، كما دعا الرئيس السيسي لزيارة وارسو، مؤكدا أن المرحلة الحالية تشهد تعميق العلاقات بين البلدين وهو ما سيساعد على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياحية بين البلدين، حيث زار مصر 100 ألف من السياح البولنديين ، معربا عن شكره لمصر لما يلقاه السياح البولنديين من ضيافة لائقة ، معربا عن أمله في أن يزداد عدد السياح البولنديين لمصر خلال الفترة المقبلة ليس فقط لزيارة البحر الأحمر وشواطئه ولكن أيضا لزيارة الآثار العريقة التي تعبر عن حضارة مصر العميقة.
وأوضح الرئيس البولندي أن مباحثاته مع الرئيس السيسي تناولت التعاون الاقتصادي مع مصر التي يعتبرها البولنديون من أقرب الدول العربية لهم ، حيث أن مصر دولة محبوبة في بولندا مما يجعل هناك قاعدة للتعاون الاقتصادي والتعاون الرقمي والتعاون في مجال تبادل المعلومات والتقنيات الحديثة، فضلا عن التعاون المشترك في المجالين العسكري والزراعي، حيث أن مجال الزراعة متطور في بولندا كما تقوم بولندا بتصدير الأغذية لمختلف أنحاء العالم.
وأشار الرئيس البولندي إلى أنه تحدث مع الرئيس السيسي عن القدرات الكبيرة لبولندا في مجال التصدير والتي يمكن من خلالها التوريد لمصر ، كما تحدثا عن التعاون في مجال العلوم المائية، موضحا أن عملية الاستفادة من الاقتصاد المائي هو قضية مهمة لكلتا الدولتين ، معربا عن استعداد بولندا عن مشاركة الجانب المصري في كافة التجارب البولندية في هذا المجال.
وأكد الرئيس البولندي أن بلاده تتفهم أهمية مياه النيل بالنسبة لمصر وما يتعلق بسد النهضة الذي يشكل أرقا للدولة المصرية ، مؤكدا أن بولندا ستدعم مصر كي لا يؤثر بناء السد على الاقتصاد والزراعة في مصر ، مشيرا إلى أن هذه القضية لا تتعلق بمصر وحدها ولكن بجزء كبير من شمال إفريقيا.
ووجه الرئيس البولندي الشكر للرئيس السيسى على تفهمه للوضع في بولندا، حيث تستضيف أكثر من مليوني لاجئ من أوكرانيا، مشيرا إلى أن أكثر 3.5 مليون لاجئ عبروا الحدود من أوكرانيا إلى بولندا ، معربًا عن أمله في انتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية بسلام.
وتابع قائلا : "روسيا غزت أوكرانيا بدون أي تبرير وهي بذلك انتقصت من الحقوق الدولية ويجب بشكل رئيسي وبتصميم إنهاء هذه الأزمة بشكل سلمي..كما أن المقاطعة التي تعرضت لها روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا ربما يمكن إلغاؤها عن طريق المفاوضات.. ويجب أن تجلس أوكرانيا على طاولة المفاوضات..فنحن لا نتصور أن تكون الحلول السلمية دون موافقة أو مشاركة أوكرانيا في المفاوضات وهذا بالنسبة لنا غير معقول..وهو ما يذكرنا بالأزمان التي أوصلت العالم إلى الحرب الباردة عندما تم الحديث عن مستقبل أوروبا دون دور الأطراف المعنية".
وأكد آندجيه دودا ان بولندا تقف بشكل رئيسي إلى جانب أوكرانيا ويجب أن تكون جزءا من هذه الحلول، كما يجب أن تشارك في إيجاد الحل النهائي، موضحا أن بولندا ترى أن السلام ممكن في هذا الجزء من أوروبا فقط عبر هذا الطريق.
كما أشار إلى أنه توجه بالشكر إلى الرئيس السيسي على التعاون السياسي بين البلدين في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن ، مضيفا أن هذا التعاون المشترك يعد مهما وجوهريا في ظل أزمة الطاقة التي نجمت عن الأزمة الروسية الأوكرانية.
وتابع أن بولندا ستمثل بمستوى رفيع في الدورة الـ27 من قمة المناخ في مصر، مؤكدا أنه سيحاول أن يتواجد في القمة.
وأضاف أنه تحدث مع الرئيس عن تعزيز التعاون في مجل توريد الغاز المسال ، مشيرا إلى أن بولندا تمتلك ميناء للغاز المسال وتقوم بعمليات توسع فيه، مؤكدا أن مصر تمثثل شريك مستقبلي لبلوندا في هذا المجال ، كما أكد دعم بلاده للمفاوضات بين مصر والاتحاد الأوروبي من أجل تصدير الغاز المسال المصري لأوروبا.
كما أعرب عن سعادته في دعم مصر للبعثة الأثرية البولندية، مشيرا إلى أنه طلب من الرئيس السيسي المساعدة من أجل افتتاح محطة أثرية جديدة أخرى في الأقصر لكي يتمكن الأثريون البولنديون بتقديم ما لديهم من علم بما يفيد الحضارة المصرية وأيضا من أجل تعزيز التعاون مع زملائهم المصريين في كشف عن آثار مصر العظيمة.
وفي ختام كلمته، أعرب الرئيس البولندى عن امتنانه للاستضافة في مصر، كما جدد دعوته لاستقبال الرئيس السيسي في وارسو في أقرب وقت بهدف توطيد العلاقات بين البلدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة