أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: العائدون.. اختراق أخطر حلقات حروب داعش

الأربعاء، 04 مايو 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ونحن نتحدث عن دراما التوثيق التى تتناول أحداثا معاصرة، علينا النظر إلى مسلسل «العائدون»، والذى يتناول تفاصيل وعمليات تتعلق بنشأة تنظيم داعش وعلاقاته بالصراع على مدى أكثر من عقد فى المنطقة، حيث مثل التنظيم رأس الحربة لحروب بالوكالة، كان هدفها تغيير المنطقة وربما إعادة تقسيمها، وراهنت بعض الأجهزة على دور يمكن أن تلعبه هذه التنظيمات فى عملية «تفكيك وتركيب»، بمشاركة دول إقليمية تسعى لانتزاع نفوذ من بين أنقاض فوضى التغيير، ودعمت كل دولة وكل جهاز ميليشيا لحسابها، وهو ما أنتج ميليشيات.
 
وهو ما يسعى عمل مثل «العائدون» لرصده فى سياق التقاطع مع المساعى المصرية للمواجهة، حيث إن تحركات الدولة المصرية ساهمت فى تغيير هذه المعادلة، ولم تنشغل بمواجهة الإرهاب المحلى فقط، وسعت لانتزاع قدراته وتعرية غطائه السياسى والاستخبارى، وهو جهد كبير احتاج إلى التحرك على جبهات واسعة، ومواجهة تنظيم معروف أنه مدعوم ماليا واستخباريا، ويقوم بدور فى حرب بالوكالة، كان الاقتراب منها أو محاولة تعطيلها محفوفا بالمخاطر.  
 
«العائدون» يسعى لتقديم هذه التفاصيل وتوثيق الكثير منها، وربما يكون متابعو هذا الملف مدركين للكثير من هذه التفاصيل، لكن الواقع أننا أمام واقع يفوق فى خياله الدراما، والحلقات ترصد المرحلة التى واجه فيها تنظيم داعش الهزيمة فى سوريا والعراق، والاتجاه لدى الممولين إلى نقله ليكون طرفا فى تغيير المعادلة فى ليبيا، ويسهم فى مضاعفة تأجيج الصراع، وكانت هناك بالفعل بؤر لداعش فى ليبيا. وكانت مصر محطة مهمة فى عملية النقل، وفى نفس الوقت طرفا فى هذه المعادلات المعقدة، ومن يستعيد ما جرى على جبهة ليبيا، وقبلها جبهات سوريا والعراق والسياقات السياسية وحجم التحولات فى مواقف الدول الداعمة لداعش والممولة للإرهاب، يمكنه استنتاج الكثير من التفاصيل المتعلقة بسياق حركة سياسية كبرى فى المنطقة. 
 
وعلى مدى عقد كامل، جرت تحولات درامية فى المنطقة العربية، تفاعلات وتحركات وغليان، أنتجت مئات الآلاف من اللاجئين والقتلى فى واقع معقد من الصراع والتفكك، لا علاقة له بالتغيير أو بمطالب الناس، بقدر ما كان تحولا أقرب لانفجارات وحرائق تلتهم أى قاعدة يمكن البناء عليها أو النظر للمستقبل من خلالها، حيث تم تشكيل تنظيم داعش، من خوارج القاعدة والمرتزقة من كل دول العالم وصهرهم فى سياقات، مع محاولة منحه غلافا دينيا بخليط من نصوص التطرف والجهل، وكان هذا من نتائج الغزو الأمريكى للعراق، فى فراغ ما بعد الغزو، والنتيجة بناء واحد من أشد التنظيمات دموية، وبسلاح أرسلته الولايات المتحدة وأوروبا إلى الجيش السورى الحر، الذى اختفى ليفسح المجال لهذه التنظيمات، ظهر داعش فى العراق وسوريا، وفى ليبيا تدخل حلف شمال الأطلنطى لإسقاط النظام، وغادر تاركا ليبيا نهبا للعصابات المسلحة مع كميات ضخمة من السلاح.
 
دراما العائدون من داعش، ترصد عمليات قام بها جهاز المخابرات فى قطع خطوط التحرك من قبل داعش، بعد الحصول على المعلومات التى تؤكد وجود علاقات بين ممولى التنظيم، والقنوات والمنصات المعادية، وأيضا تنظيم الإخوان كحليف يسعى للاستفادة من داعش، ويقدم له الكوادر والدعم الإعلامى، فى معادلة تم كشفها بشكل كبير ومواجهتها على أراضى الخصم وأيضا لدى دول أخرى.
 
«العائدون»، يقدم حلقة مهمة من حلقات الصراع فى المنطقة، ويلقى بعض الضوء على الجهد الذى بذلته أجهزة المعلومات المصرية ليس فى تأمين مصر من تداعيات الحروب بالوكالة التى خربت دولا من حولنا، لكن أيضا دورها فى إنقاذ دول شقيقة من تداعيات حرب قذرة أنفق عليها مملون وأجهزة استخبارات المليارات، واخترقتها أجهزة الدولة المصرية وكسرتها.
p.8









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة