تعتبرها حقا مشروعا فى الدفاع عن النفس، أجرت كوريا الشمالية مرارا وتكرارا، عمليات إطلاق صواريخ عابرة للقارات منذ بداية العام الحالى، وبدأت أول صواريخها البالستية منذ تولى الرئيس الأمريكى جو بايدن منصبه، فى مارس عام 2021.
وتعثرت المفاوضات بشأن البرنامج النووى لكوريا الشمالية بعد انهيار القمة الثانية لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون مع الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترمب فى فبراير 2019، عندما رفض الأمريكيون مطالب كوريا الشمالية بتخفيف العقوبات الكبرى مقابل التنازل الجزئى عن قدراتهم النووية.
زعيم كوريا الشمالية يتحدى بايدن
لدى كوريا الشمالية تاريخ فى اختبار الإدارات الأمريكية بإطلاق الصواريخ والاستفزازات الأخرى التى تهدف إلى إجبار الأمريكيين على العودة إلى طاولة المفاوضات.
وفى إطار محاولاتها لتعزيز قدراتها العسكرية وزيادة الضغط على واشنطن، إطلاق كوريا الشمالية صواريخ بالستية محظور بموجب قرارات مجلس الأمن الدولى، الجيش الأمريكى رد على ذلك قائلا: كانت قواتنا على علم بالصواريخ، ويراقب الوضع بينما يتشاور بشكل وثيق مع الحلفاء.
وقالت أمريكا، إن هذا النشاط يسلط الضوء على التهديد الذى يمثله برنامج الأسلحة غير المشروع لكوريا الشمالية على جيرانها والمجتمع الدولي".
وأعلن زعيم كوريا الشمالية، أن بلاده ستواصل تطوير "قدرات هجومية قوية" وتعزيز قواتها الاستراتيجية لدى زيارته للعاملين المشاركين فى أكبر اختبار صاروخى تجريه بيونج يانج.
أول صواريخ كوريا الشمالية فى 2022
وبداية العام الحالى 2022، قال وزير الدفاع الكورى الجنوبى إن كوريا الشمالية أطلقت ما يشك فى أنه صاروخ باليستى فى البحر، وكان أول من أبلغ عن الإطلاق خفر السواحل فى اليابان فى وقت مبكر، قبل أن تؤكده سلطات الدفاع فى سيول فى وقت لاحق.
وقالت هيئة الأركان المشتركة فى بيان صدر حينها إن "المخابرات الكورية الجنوبية والأمريكية تحلل عن كثب ما حدث من أجل الحصول على مزيد من التفاصيل".. من جانبه قال وزير الدفاع اليابانى، نوبو كيشى، إن الصاروخ الباليستى المشتبه به انطلق على مسافة 500 كيلومتر.
أكبر صاروخ باليستي
وفى مارس 2022، أعلنت كوريا الشمالية أنها أطلقت بنجاح أكبر صاروخ باليستى عابر للقارات، فى أول اختبار من نوعه منذ عام 2017، بإشراف شخصى ومباشر من الزعيم كيم جونج أون.
وكُشف عن هواسونج-17، الذى يوصف بأنه "الصاروخ الوحش"، لأول مرة فى عام 2020 فى عرض عسكرى، وفاجأ حجمه الضخم حتى المحللين المخضرمين.
ووصف أنكيت باندا، من مؤسسة كارنيجى البحثية، عملية إطلاق الصاروخ بأنها "علامة مهمة" فى ما يخص ترسانة كوريا الشمالية النووية.
العقوبات على كوريا الشمالية
وفرضت عقوبات شديدة على كوريا الشمالية من قبل بسبب هذا النوع من الاختبارات، لكن بيونج يانج تتحدى الحظر بانتظام، وتعهد الزعيم كيم جونج أون بتعزيز دفاعات بلاده، وتعانى كوريا الشمالية من نقص فى الغذاء وتعثر فى الاقتصاد. ويرجع ذلك إلى الحصار الخارجى المفروض عليها.
ودعت الولايات المتحدة فى مجلس الأمن الدولى، إلى فرض عقوبات دولية أكثر صرامة على كوريا الشمالية، متهمة بيونج يانج بـ"استفزازات متزايدة الخطورة"، غداة اختبارها أكبر صواريخها الباليستية العابرة للقارّات، وبعد اجتماع للمجلس استمرّ ساعات، دانت 15 دولة (ألبانيا، ألمانيا، أستراليا، البرازيل، كندا، كوريا الجنوبية، الإمارات العربية المتحدة، الولايات المتحدة، فرنسا، إيرلندا، إيطاليا، اليابان، نيوزيلندا، النروج والمملكة المتحدة) "بأشد العبارات، التجارب الكورية.
محاولة أمريكية للمفاوضات
ونفّذت بيونج يانج أكثر من عشر اختبارات لأسلحة العام الجارى، كان آخرها أول شهر أبريل 2022، لمقذوف قصير المدى أفادت كوريا الشمالية بأنه سيعزز "فعالية الأسلحة النووية التكتيكية".
وفى 18 أبريل 2022، وصل مبعوث الولايات المتحدة المكلف ملف كوريا الشمالية إلى سيول لعقد محادثات بعدما رفعت بيونج يانج مستوى التوتر فى شبه الجزيرة عبر سلسلة عمليات إطلاق صواريخ وتلميحها بشأن إمكانية إجراء اختبار نووي.
ووفى زيارة تستمر 5 أيام التقى المبعوث الأمريكى الخاص المكلف بسياسة كوريا الشمالية سونج كيم بنظيره الكورى الجنوبى نوه كيو-دوك وغيره من المسؤولين.
وقال سونج كيم إن واشنطن منفتحة على المحادثات مع كوريا الشمالية فى أى وقت من دون أى شروط مسبقة، لكن بيونج يانج تجاهلت العرض حتى الآن.
إطلاق صاروخ من غواصة
أطلقت كوريا الشمالية السبت 7 مايو 2022، صاروخًا باليستيًا من غواصة، حسب ما أعلنت هيئة أركان الجيش الكورى الجنوبى بعد ساعات على تحذير الولايات المتحدة من إمكان أن تعاود بيونج يانج تجاربها النووية.
وقالت هيئة أركان الجيش الكورى الجنوبى فى بيان "رصد عسكريونا صاروخا بالستيا قصير المدى يرجح أن يكون صاروخا باليستيا أطلق من غواصة، من البحر قبالة سينبو، هامجيونج الجنوبية".
ويأتى ذلك بعد ثلاثة أيام من إطلاق بيونج يانج صاروخًا، فى حين تتزايد التحذيرات من احتمال إجرائها تجربة نووية.
وردا على ذلك قالت السلطات اليابانية، إن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا تهديد غير مقبول للمجتمع الدولى، مؤكدة أن بيونج يانج قد تستكمل تحضيرات الاختبار النووى فى وقت مبكر من هذا الشهر، وتتخذ مزيد من الإجراءات الاستفزازية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة