يومًا تلو الآخر يثبت الجزء الثالث من "مسلسل الاختيار - القرار" نجاحه بصورة كبيرة لا برفع مستوى الوعي فحسب، وإنما أيضًا لما تضمنه من عوامل عديدة أسهمت في هذا النجاح ولم يغفلها القائمون عليه، من نسق درامى مميز، ونجوم من العيار الثقيل اجتمعوا خلال العمل ليحققوا المعادلة الصعبة في إنجاح العمل مثلما نتطرق خلال السطور التالية إلى أهم تلك العوامل التي ساهمت بنجاح المسلسل في جزأه الثالث.
الفيديوهات التسجيلية الكاشفة للجماعة
نجح صناع المسلسل في كل حلقة من فضح أكاذيب الجماعة عبر فيديوهات تم الكشف عنها للمرة الأولى حتي باتت بمثابة وسيلة تتطرق لأخطر فترة مرت عليها مصر بتاريخها الحديث، وكيف كانت تدار من قبل عدد من الأشخاص ممن حاولوا تيسير الأمور وفقاً لأهواءهم ومصالحهم فقط بدون اكتراث لأى مصلحة خاصة بالدولة.
واختيار عرض الفيديوهات في نهاية كل حلقة، كان بمثابة فرس رهان للقائمين على العمل ممن نجحوا في جعل المشاهد ينتظر حتي نهاية الحلقات لرؤية كل يوم تفنيد لأكاذيب جديدة على لسان خيرت الشاطر أو بديع، حينما تطرقوا لأمور ونوايا دوماً ما حاولوا تنفيذها على ارض الواقع.
ولعل ابرز مثال على ذلك تلويح الراحل محمد مرسى للمشير طنطاوي في وجود الفريق عبد الفتاح السيسى وقتها بأن البلاد ستقع في خطر شديد، حالة نجاح شفيق.
النسق الدرامى للأحداث
لم يغفل القائمين على العمل أثناء عملهم على مسلسل بتلك الدرجة من الأهمية النسق الدرامى للأحداث، وهو ما يحسب لمؤلف المسلسل هاني سرحان، والمخرج بيتر ميمي، والشركة المنتجة التي ساعدتهم في ذلك، حيث نجحا في خلق مساحات من الاحداث جانبية من شأنها جعل المشاهد لا يكتفى بمشاهدة حقائق فقط، وإنما يتطرق لعمل فني يهتم بتفاصيله طوال 30 حلقة، ويحاول الإجابة عن تساؤلات من عينة إمكانية ارتباط الشخصية الذى يلعبها "احمد عز" والفنانة ميرنا نور الدين، مع وجود عوائق من رفض والدها لهذا الارتباط.
بالإضافة إلى التطورات التي تشهدها شخصية احمد السقا خلال الأحداث، من وفاة زوجته "هيدي كرم" بصورة مفاجئة بعد اجراءها عملية، ومن ثم تتوالى الاحداث تباعا من كشف لجوانب إنسانية لدي الضابط المسئول عن ملف هام في سيناء، فيفكر في ابنه الوحيد، وكيف يعوضه عن وفاة الأم.
أيضاً تستمر ذروة الاحداث مع كريم عبد العزيز، وشخصية شقيقه الذى يتزوج من ابنة قيادي كبير في الجماعة، وهو الأمر الذى نم عن حرفية شديدة خلال سيناريو العمل، حيث أظهر خلاله كيفية تفكك الاسرة والخطر التي تواجهة الدولة المصرية في شكل تلك الاسرة، التي كادت تتفكك.
جمع نجوم من العيار الثقيل في عمل فني واحد.
أن يتخيل أحد خلال السنوات الأخيرة إمكانية تواجد 4 نجوم كلاً منهما يحمل على عاتقه أعمال كاملة في منتهي الأهمية في عمل فني واحد، فإن ذلك بالتأكيد كان سيكون ضرباً من الخيال، إلا أن صناع المتحدة نجحوا خلال الجزء الثالث من العمل في ضم كوكبة من اهم النجوم خلال المسلسل، ابرزهم 4 من العيار الثقيل هم ياسر جلال، احمد السقا، كريم عبد العزيز، احمد عز، ليجتمعوا معاً خلال مباراة فنية جعلت الجمهور منذ الإعلان عن تواجدهم في عمل واحد ينتظر ليشاهد الشخصيات الذى يلعبها كلاً منهم وكيف يظهروا خلال المشاهد معاً.
وبالتالي لم يكن غريباً أن يتم تداول صور لقاء كريم عبد العزيز، احمد السقا، احمد عز، على السوشيال ميديا خلال المشاهد التي جمعتهم على نطاق كبير، خاصة أن تلك كانت المرة الأولى الذى يجتمع فيها هذا الكم من النجوم معاً بجانب نجوم آخرين من عينة خالد الصاوي، صبرى فواز، عبد العزيز مخيون، محمود البزاوى وغيرهم من النجوم.
شخصيات يتم تجسيدها للمرة الأولى
شهد مسلسل الاختيار 3 عنصر فني مهم، لا يتكرر كثيراً، وخلق حالة كبيرة من الشغف لدي متابعيه، منذ البرومو الأول له، وحتي الحلقات الأولى الذى ازداد فيها هذا الشغف حتي وصل للذروة مع سخونة الاحداث، وهو ممثل في لعب شخصيات شاهدها العيان للمرة الأولى خلال فترة خطيرة ليصبح المشاهد أمام أمرين ممتعين بالنسبة له، الأول التطرق لحقائق للمرة الأولى دارت في الخفاء، في حين الأمر الثاني ممثل في لعب تلك الشخصيات الهامة في عمل فني للمرة الأولى.
بداية من ياسر جلال الذى لعب شخصية الفريق عبد الفتاح السيسى وقتها، بجانب الفنان احمد بدير الذى جسد شخصية المشير الراحل محمد حسين طنطاوى، في حين لعب صبري فواز شخصية الراحل محمد مرسى، وخالد الصاوي نجح في لعب شخصية خيرت الشاطر التي ظهرت للعيان للمرة الأولى خاصة انها دوماً ما كانت تدير الأمور في الخفاء.
إنعاش الذاكرة من جديد
دوماً ما ينجح مسلسل الاختيار خلال هذا الجزء أو جزأيه السابقين في انعاش ذاكرة المشاهدين بإعادة تسليط الضوء على احداث ربما نساها البعض رغم مرارتها الشديدة، فأظهر الجزء الثالث حادث اختطاف الجنود في سيناء، وكيف كانت تدار الأمور حول هذا الأمر، ومن السبب فيها.
وخطة التفجيرات التي من الممكن لها ان تتسبب في هدم أي دولة، لولا وجود عيون يقظة وعدها النبي بألا تمسها النار حين قال في الحديث الشريف "عين باتت تحرس في سبيل الله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة