** 216 واعظة و3600 واعظا يعملون على توعية الناس بالفهم الصحيح لكثير من القضايا المعاصرة
** لدينا 800 مبعوثا فى 60 دولة ينشرون الفكر الوسطى
نصت المادة 10 من القانون المصرى رقم 103 لسنة 1961 «قانون تطوير الأزهر» على الآتى: مجمع البحوث الإسلامية هو الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وتقوم بالدراسة فى كل ما يتصل بهذه البحوث، وتعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسى والمذهبى، وتجليتها فى جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفى كل بيئة، وبيان الرأى فيما يجد من مشكلات مذهبية أو اجتماعية تتعلق بالعقيدة، وحمل تبعة الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتعاون جامعة الأزهر فى توجيه الدراسات الإسلامية العليا لدرجتى التخصص والعالمية والإشراف عليها والمشاركة فى امتحاناتها، وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون واجبات مجمع البحوث الإسلامية بالتفصيل الذى يساعد على تحقيق الغرض من إنشائه، ومجمع البحوث الإسلامية يؤدى رسالته فى إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف من خلال مجلسه ولجانه وإداراته المتعددة، لذا كان لنا هذا الحوار مع الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، تحدث فيه عن عدد من الموضوعات التى شغلت الرأى العام مؤخرًا،
وإلى نص الحوار..
فضيلة الدكتور إذا أردنا أن نتحدث عن الفن فمتى يكون الفن مباحا ومتى يكون غير ذلك؟
الفن فى عمومه إما أنه نافع للمجتمع أو مصدر ضرر، والفن الهادف والإبداع ما هو إلا رسالة سامية لها دور كغيرها فى تثقيف الناس وتنويرهم ونشر القيم والأخلاق فيما بينهم، خاصة أن الأعمال الفنية هى الأكثر تأثيرًا فى إقناع الجمهور بالأفكار المختلفة عن غيره من شكل الخطابات الجماهيرية الأخرى، ولذلك فإن هذا الفن الهادف لديه قدرة على بناء جيل يعى قيمة ذاته قبل أن يدرك قيمة أوطانه، لكن الإشكالية الكبرى هو أن تتحول أهداف هذه الرسالة وتسعى إلى تغريب المجتمع عن هويته وتشويه صورة رموزه فهو أمر ينذر بخطر مجتمعى يحتاج إلى الوعى بالمسؤولية العامة وعدم إعلائها على المسؤولية الخاصة.
كما يقع على الفن أيضًا دور مهم يتمثل فى المشاركة فى صناعة الوعى المجتمعى، فلا بد من التكامل بين الجميع وأن يدلى فيها الجميع بدلوه، كما أن حدوث أى خلل من جانب من يشارك فى هذه الصناعة إنما هو تعمد لإفسادها وضرب واضح للنتائج المنتظرة منها.
البعض أبدى ضيقه من تعمد بعض الأعمال الفنية بإظهار صورة رجل الدين بما لا يليق فما رأى فضيلتكم؟
استنكر المجمع فى بيان رسمى تلك الحملات السلبية والموجهة بشكل خاص إلى رموز الدين وإلى الفقهاء والعلماء الذين أفنوا حياتهم فى خدمة العلم وأهله، وأكد المجمع فى هذا الشأن على أن تعمد تشويه صورة رجل الدين هو سعى واضح لإسقاط القدوة فى هذا المجتمع، وهو عمل من شأنه أن يدعم كل توجه يخطط لإفراغ المجتمع وتجهيله والقضاء على هويته وهو أمر لو تعلمون عظيم، خاصة أن تلك الحملات ثنائية الأداة إذا كانت تسعى لإسقاط قدوة من جانب فإنها تعلى نماذج أخرى ترسخ بها قيمًا سلبية خطيرة ومهددة لاستقرار المجتمع.
كما وجه المجمع دعوة صريحة للقائمين على مثل هذه الأعمال الدرامية أن يتقوا الله فى أوطانهم، وأن يقدموا ما ينفع الناس فخير الناس أنفعم للناس، وأن يعوا خطورة كل رسالة كرسوا جهودهم لتضليل الشباب بها، فالمجتمع فى حاجة إلى تقويم وإلى نشر السلوكيات الإيجابية وما أكثرها بل وما أعظم تأثيرها فى البناء والتقدم.
اقترب موسم الحج وقد صدر عدد من الضوابط المنظمة لذلك.. منها عدم سفر من هم أكبر من 65 عامًا بالإضافة إلى الذين سبق لهم الحج.. فكيف ننظر لهذا الأمر من الناحية الشرعية؟ و هل نحن مأمورين باتباع ولى الأمر أم أن الأمر له تأصيل فقهى آخر؟
الحج ركن من أركان الإسلام، لقوله تعالى: «ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «بنى الإسلام على خمس: شهادة لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا»، وباتفاق الفقهاء فإن فى الآية والحديث دلالة على أن الاستطاعة شرط لوجوب الحج على المسلم، ويقصد بها الاستطاعة بالزاد والراحلة وأمن الطريق وعدم المانع من الوصول، لقوله تعالى: «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها».
فيمكن القول بأن هناك ثمة علاقة بين الاستطاعة والضرورة، والتى تعرف بأنها: بلوغ المكلف حدًا إن لم يفعل المحظور هلك، وينعكس هذا المفهوم على فريضة الحج فى مواطن عديدة تمثل خوفا على الحجيج فى ظل أى أزمة صحية قد تهدد حياتهم، لكن مع ملاحظة أننا لا نلجأ لفكرة الضرورة حالة وجود مخرج شرعى آخر مبنى على التيسير الثابت بقوله تعالى: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، ومثل كون المسألة من المجتهدات، فكما هو معلوم أنه، لا ينكر المختلف فيه، وإنما ينكر المجمع عليه»، كما يمكن التعويل على الفتوى بأن الحج على التراخى وليس على الفور من أجل تقليل الرغبة الجامحة لدى الكثيرين فى الأداء الفورى، بل يمكن الإفتاء بمنع من حج سلفًا من طلب الحج هذا العام باعتبار حجه الثانى المراد من قبيل المندوب، فقد روى أبو هريرة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خطبنا، فقال: «يا أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا»، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟، فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت لما استطعتم»، ثم قال «ذرونى ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشىء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم بشىء فاجتنبوه».
وفى النهاية يمكن القول بأن هذا الأمر يحكم عليه من جانب المصلحة العامة التى يقدرها ولى الأمر بقدرها، كما أن له أن يقيد المباح من أجل تحقيق الصالح العام.
كيف يتصدى مجمع البحوث الإسلامية للفتاوى المتطرفة التى يصدرها مجهولون وتشهد رواجًا عبر صفحات السوشيال ميديا؟
المجمع يقوم بالكثير من الخطوات الفعالة والملموسة على أرض الواقع من خلال الاحتكاك المباشر مع الناس وسهولة الوصول إليهم ومن ذلك التوسع فى إنشاء لجان فتوى فى مختلف مدن محافظات الجمهورية، وذلك من أجل مواجهة الفتاوى الشاذة الصادرة من غير المؤهلين لمجالات الفتوى وباتوا مرجعيات للناس فى القرى والمدن وعدد من ميادين الحياة لمجرد الظهور بسمت معين، حتى أدى ذلك إلى التكفير والتفسيق والتبديع وتحريم ما أحله الله من خلال الفتاوى المضللة والمتشددة التى أفسدت وجدان وحياة الناس وعملت على بث الكراهية والأحقاد ونشر التعصب، حتى وصل عدد لجان الفتوى إلى 240 لجنة، فضلًا عن الربط بين لجان الفتوى ولجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، وهذا لضمان سلامة الفتوى، خصوصًا أن لجنة الفتوى الرئيسة تضم نخبة من الأساتذة ذوى التخصص، وكذلك سهولة وصول المعلومة، وسهولة مراجعة الفتوى ومحتواها، وكذلك التيسير لعمل أرشفة للفتاوى الصادرة عن لجان الفتوى للأزهر الشريف.
كما أن لدينا موقع الفتاوى الإلكترونية على بوابة الأزهر لتيسير عملية الحصول على الفتوى.
كم عدد الواعظات بمجمع البحوث وما خطة المجمع بشأنهن الفترة المقبلة؟
يبلغ عدد الواعظات التى تشرف عليهن الدكتورة إلهام شاهين مساعد الأمين العام لشؤون الواعظات وتتابع عملهن بشكل يومى، ما يقرب من 216 واعظة يقوم المجمع بعقد العديد من الدورات العلمية التى تستهدف مناقشة قضايا المرأة ونظرة المجتمع إليها، وبيان مكانتها وأنها شريك أساسى فى بناء الأسرة والمجتمع، وإعداد الأجيال الصالحة، بالإضافة إلى التركيز على بيان معالم المنهج الأزهرى فى الوسطية والاعتدال وأهمية احترام المرأة والاعتراف بقدرتها على العطاء والتميز فى شتى المجالات، وذلك فى إطار الجهود المبذولة لتأهيل وتدريب واعظات الأزهر الشريف.
وتمثل الواعظات عنصرا دعويا مهما خاصة فى هذا التوقيت الذى يعانى فيه المجتمع بمختلف أفراده ومكوناته من تحديات تحتاج إلى إعداد الكوادر النسائية من الواعظات اللاتى يتسمن بسعة الأفق والبعد عن التعصب، وذلك لتبصير الناس بحقيقة هذا الدين.
كما عقد المجمع برنامجًا تدريبيًا لواعظات الأزهر الشريف عن «صناعة المفتية»، وذلك فى إطار توجيهات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بتكثيف البرامج التدريبية والتأهيلية للواعظات، لدعم الدور التوعوى الشامل لهن، والاهتمام بتنمية المهارات الشخصية التى تؤهلهن للمشاركة الفعالة فى مختلف الفعاليات التى ينظمها الأزهر الشريف، ويتم حاليًا الاستفادة منهن فى لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، كما أنه من المتوقع توسيع أنشطتهن خلال المرحلة المقبلة من خلال إشراكهن فى مختلف الفعاليات الجماهيرية لتوعية الناس بالفهم الصحيح لكثير من القضايا المعاصرة التى قد تتعرض لعقائدهم وحياتهم بشكل مباشر.
كم واعظ تابع للمجمع؟
يبلغ عدد وعاظ الأزهر ما يقرب من نحو 3600 واعظ موزعين على مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية، وينفذون خطة دعوية يومية وأسبوعية وشهرية، من خلال التواجد والانتشار فى جميع المناطق المستهدفة لتحقيق الاستراتيجية العام للمجمع التى تخدم رسالة الأزهر الدعوية والعلمية والتوعوية.
ما دور المجمع خارجيًا من خلال وعاظه كم دولة لنا فيها مبعوثون وكم واعظ؟
يبذل المجمع كل الجهود الممكنة لتأهيل المبعوثين، بدءًا من مرحلة الاختيار الأولية التى تقوم على معايير موضوعية لاختيار الكفاءات فقط فهذه النماذج المبتعثة تمثل مصر والأزهر فى دول العالم ولذلك فلابد أن يكونوا نموذجا متميزا، كما يتم تكثيف الدورات التأهيلية لهم قبل سفرهم حتى يكونوا على إلمام برؤية ورسالة الأزهر، فضلًا عن تدريبهم على كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة، وكيفية كسب ثقة الناس والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمى واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم بالتواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.
كما يقوم المبعوثون بدور توعوى مهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين فى صورته الحقيقة السمحة التى تدعوا إلى السلام والمحبة، وتنبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير فى تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم بالتواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.
ويبلغ عدد مبعوثى الأزهر إلى دول العالم ما يقرب من 800 مبعوث إلى حوالى 60 دولة حول العالم.
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة