اليأس هو عنوان هجمة جرذان الإرهاب الفاشلة، ضد إحدى محطات رفع المياه غربى سيناء، والتى أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من أبنائنا أبطال القوات المسلحة الذين تصدوا ببسالة لهجمات الخسة، والتى تأتى تزامنًا مع حملات دعائية وهجمات للجان وجرذان اللجان الإلكترونية، وتعكس عن حالة هياج تلبست أعدادًا من أعضاء تنظيمات الإرهاب، ضمن محاولات لابتزاز الدولة، واستهداف المشروعات التنموية، مما يعكس حالة الحقد لأطراف تخطيط وتمويل هذه التنظيمات، التى تجد نفسها مستبعدة من حوار وطنى يستوعب الجميع ما عدا المحرضين والغارقة أيديهم فى التحريض والدم.
وهذه الهجمات، هى حلاوة روح بعد الهزيمة التى تلقتها التنظيمات الإرهابية على مدى تسع سنوات، ولم تتحول الدولة عن السير فى معركة التنمية مع معركتها فى مواجهة إرهاب نجح فى تفكيك دول وإثارة الفوضى فى أخرى، لكنه تحطم على صخرة القوات الباسلة فى مصر، وعلى مدى شهور تراجع نشاط التنظيمات الإرهابية فى سيناء، واقتربت اللحظة التى تعلن فيها الدولة نهاية الإرهاب فى سيناء، بعد تطهير ما تبقى من آثار وألغام لهذه التنظيمات.
وأثبتت التجربة أن الدولة والشعب المصرى أقوى من الإرهاب، وتأتى مثل هذه العمليات لتؤكد قوة ومتانة النسيج الاجتماعى والسياسى للمصريين، الذين يحزنون على الشهداء، لكنهم يلتفون حول الدولة فى معركتها ضد الإرهاب، مثلما كانوا يفعلون طوال 9 سنوات، حيث نجحوا فى مواجهة وهزيمة تحديات أمنية وإرهاب أسود وصعوبات اقتصادية عبروها جميعًا بفضل وحدتهم وقوة قلوبهم، لقد مضى الجزاء الأكبر والأصعب من معركة الإرهاب والاقتصاد، ومرت على مصر تحديات هزت دولًا كبرى وغنية، وبقيت مصر، وهو ما يبدو أنه يثير هياج الجرذان ومموليهم هنا وهناك.
واضح أن هذه العملية الأخيرة ترتبط بمحاولات مستميتة على مدى أيام لابتزاز الدولة والدفع بالإرهابيين إلى مائدة حوار ليس جاهزًا إلا للمواطنين من كل الاتجاهات ومن دون تمييز أو استثناء، فقط لا حوار مع من حرضوا وقتلوا وهاجموا وتآمروا مع الأعداء ضد البلد، هؤلاء لا يمكن اعتبارهم ضمن أى قوى سياسية أو أهلية، والحوار الوطنى مفتوح أمام الجميع عدا المحرضين ومن تلوثت أياديهم بالدماء.
بالطبع فإن الإرهابيين يهدفون إلى استمرار تدفق التمويل تمامًا مثل اللجان الإلكترونية وجرذان التحريض ومنصات الدعاية، وإطلاق الشائعات، ممن فشلوا فى إحداث أى تأثير رغم تدفقات التمويل الهائلة، وخطط التحريض الكبيرة، ومع هذا فقد راحت هذه الجهود على مدى سنوات، ويسعى الإرهابيون ومنصاتهم إلى تقديم مسوغات جديدة لاستمرار تدفق التمويل الضخم، ولجأوا إلى نشر الشائعات واختراع الحكايات التى لم تعد تثير جاذبية ولا متابعة رغم ما ينفق عليها.
لقد نجح أبطالنا فى صد هجوم، كان يستهدف محطة تنقية المياه لمنع المياه عن سيناء، وهى عملية يبدو أنها تكلفت كثيرًا لإثبات استمرار الإرهاب أو غياب الأمن وهو ما فشل الجرذان فى إثباته، فشلت الهجمة، وعاد الإرهابيون إلى جحور، تطاردهم القوات الباسلة، لتصيدهم مثلما يجرى مع الجرذان، التى تعيش فى جحور تضرب لتعود إلى جحورها لكنها مطاردة وسوف تسقط مثلما سقط سابقوها.
الدولة المصرية على مدى 9 سنوات هزمت إرهابا تسبب فى انهيار دول حولنا، ولكنه فشل وتحطم على صخرة القوات المصرية، وكل ما تفعله هذه الهجمات أنها تجدد التفاف المصريين حول جيشهم وقواتهم المسلحة والشرطة وأيضًا تؤكد أن مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم والإقليم، وتحاربه بالداخل والخارج، وربما لهذا يسعى ممولو الإرهاب يأسا لإثبات وجودهم، بينما الدولة تواصل سيرها نحو الهدف الأهم وهو استمرار التنمية فى سيناء وإقامة مجتمعات دائمة تضمن استقرارا وأمنا ومجتمعات تطرد أى إرهاب.
رحم الله شهداء الوطن الذين استشهدوا فى ميدان الشرف، ورؤوسهم وراياتهم مرفوعة، وقريبًا تعلن مصر نهاية الإرهاب وتفتح مجالها لحوار نحو المستقبل يجعل الإرهاب من الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة