البابا تواضروس: مسار العائلة المقدسة له بُعد كتابى وبُعد كنسى

الأربعاء، 01 يونيو 2022 01:44 م
البابا تواضروس: مسار العائلة المقدسة له بُعد كتابى وبُعد كنسى البابا تواضروس
كفر الشيخ - محمد سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقيم قداس بكنيسة العذراء الأثرية بحي سخا في محافظة كفر الشيخ، التي بها الحجر  المطبوع عليه قدم الطفل يسوع والتي مكثت فيها العائلة المقدسة منذ آلاف السنين، للاحتفال بعيد دخول العائلة المقدسة مصر.
 
جاء ذلك بحضور ورعاية قداسة البابا تواضروس الثاني وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الانبا نيافة الأنبا ماركوس أسقف عام كفر الشيخ ودمياط والبراري ودير القديسة دميانة، وشارك في الصلاة لفيف من الأساقفة وهم: الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا، الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين، الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء، الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، الأنبا صليب أسقف ميت غمر وتوابعها، الأنبا مكاري أسقف شبرا الجنوبية، الأنبا بافلى الاسقف العام قطاع المنتزة، الأنبا هيرمينا الأسقف العام قطاع شرق الاسكندرية، الأنبا بيتر اسقف نورث وثاوس كارولينا وكينتاكى، الأنبا بيجول لأسقف ورئيس دير العذراء المحرق، الأنبا ميخائيل الأسقف العام منطقة حدائق القبة والأنبا اكسيوس الأسقف العام عين شمس والمطرية.
 
فوسط أجواء من الفرحة والمحبة وحضور رسمي وشعبي احتضنت الكنيسة كعادتها كل عام قداس الاحتفال بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، قام قداسة البابا تواضروس الثاني بإلقاء كلمة، وبدأ قداسته العظة قائلاً:
 
كل سنة وحضراتكم طيبين في هذه المناسبة الغالية على بلادنا وهي احتفال كنيستنا بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر، ونحتفل مع نيافة الأنبا ماركوس أسقف هذه الإيبارشية مع كل آباء الكهنة والشمامسة والشعب هنا في هذه الكنيسة بعيد سيامته وهو العيد رقم 8.
 
أولاً البعد الكتابي:
 
نحن نحتفل بعيد مسجل في الكتاب المقدس مسجلة أحداثه وأفكاره وكل خطواته موجودة في الكتاب المقدس. ولكن يجب أن نعرف جميعنا أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية واحدة من أقدم كنائس العالم تتميز بأنها تأسست من خلال نبوة وزيارة وكرازة. وهذا أمر تنفرد به الكنيسة الأرثوذكسية وسط كل كنائس العالم.
 
أولا تأسست من خلال نبوة جاءت في العهد القديم على لسان أشعياء النبي عندما نقرأ في الإصحاح 19 “مبارك شعبي مصر” و”في ذلك اليوم يكون مذبح في وسط أرض مصر وعمود عند تخومها” فتأسست الكنيسة قبل أن تتأسس المسيحية في مصر بأكثر من 800 عام.
 
وكنيستنا أيضا تأسست من خلال زيارة فريدة حظيت بها بلادنا وأرضنا وهي زيارة العائلة المقدسة في بدايات القرن الأول الميلادي وهذا ما نقرأه في بدايات إنجيل معلمنا متى البشير في الإصحاح الثاني وهو يتكلم عن دعوة يوسف بعد زيارة المجوس لهيرودس وسألهم “أين هو المولود ملك اليهود” ثم رجع المجوس وعرفوا مكان السيد المسيح ولم يعلنوا لهيرودس عن مكانه، فأصدر هيرودس الأمر بقتل جميع الصبيان الذين عمرهم سنتين فما دون. وجاءت العائلة المقدسة هرباً من هيرودس وبرغم من وجود بلاد كثير حول أرض فلسطين لكن الله وجه العائلة إلى أرض مصر.. فجاءت إلى أرضنا وعاشت كل هذه السنوات.
 
وكذلك تأسست كنيستنا على كرازة القديس مارمرقس، في الإسكندرية واستشهاده في عام 68م وكان استشهاده هو بداية تأسيس الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية على أرض مصر.
 
فالكتاب المقدس يحكي لنا هذه الزيارة ضمن ما يحكي لنا كيف تأسست كنيستنا القبطية لذا الكنيسة تأسست من خلال الإنجيل، ولذلك عند تأسيس أي كنيسة نضع إنجيلاً في أساس الكنيسة. ولنا أن نفتخر بكنيسة مصر.
 
وفي هذا البعد الكتابي نتعلم أمرا هاما والشر تهرب منه وتبعد عنه، فعندما ظهر شر هيرودس وقتل الأطفال، كانت النتيجة أن الملاك قال ليوسف النجار “قم وخذ الصبي وأمه وأهرب إلى مصر” ولما جاءت تلك الزيارة إلى مصر تنقلت العائلة من مكان إلى أخر.. ولكن ما يفرحنا أن هذا البعد الكتابي وهذه الزيارة من خلال الكتاب المقدس نقرأ عنها ونقرأ بدايتها لنعرف كيف أن مصر لها هذه المكانة العظيمة. إسم مصر وإسم المصريين تكرر في الكتاب المقدس ما يقرب من 700 مرة وهذا من أكثر الأسماء التي تكرر في الكتاب وحفظت في مواضع كثيرة وسط أسفار الكتاب المقدس.
 
ثانياً البُعد الكنسي:
 
منذ القرن الأول الميلادي ونحن نحتفل في كنيستنا بهذا العيد السيدي – عيد دخول المسيح أرض مصر. وهو عيد تتميز به الكنيسة المصرية فقط، وهذا فخر وبركة لنا. ونقرأ في كتب التاريخ كيف أن البابا ثاؤفيلس رقم 23 عندما أراد أن يعرف خط سير الرحلة ومعالمها ومواضعها فظهر له ملاك عرفه فسجل الكلام في ميمر ومخطوطة وحفظت في قلب الكنيسة وعرفت مواقع هذه الرحلة. ونقرأ عن القديسة هيلانة التي زارت مواضع كثيرة من هذا المسار وبنت في مواضعها كنائس أو أديرة أو مجرد مزارات تثبت وتؤكد هذه الرحلة.
 
نحتفل بهذا العيد دائما يوم 24 بشنس الذي يوافق الأول من يونيه في كل عام وهو عيد ثابت ونحن ننادي دائما أن يكون هذا اليوم يوم له ذكر خاص في مصر كلها والسيد المسيح لم يأتي للمسيحيين بل جاء من أجل مصر، وزار مصر ومكث في مصر كل هذا الوقت.
 
هذا العيد له قراءاته وألحانه وترانيم نرنمها ونحن فرحانين أن مصرنا استقبلت مسيحنا وعاش الطفل يسوع على الأرض التي نعيش عليها ، وغالباً ما يأتي هذا العيد في فترة الخمسين المفرحة، ولذلك يكون عيد مفرح ونصلي فيه بألحان الفرح وفيه تكون دورة القيامة أيضا.
 
ثالثاً البُعد الوطني:
 
السيد المسيح جاء إلى مصر وشرف بلادنا بهذه الزيارة وسارت من معالم التاريخ القومي وسارت مصرنا تفتخر بهذه الزيارة، وسار البُعد الوطني مهماً ورغم أننا نحتفل في الكنيسة بدخول السيد المسيح إلى مصر لكن في السنوات الأخيرة بدأت الدولة ممثلة في القيادة السياسية والحكومة المصريةوعدد كبير من السادة الوزراء والسادة المحافظين بالاهتمام بمشروع قومي إسمه “إحياء مسار العائلة المقدسة في أرض مصر”
 
وجد هذا المسار في مصر أنه ميزة تنافسية في مصر، فلا تتمتع دولة أخرى بمثل هذا المسار. وبدأت الدولة تهتم في مواضع كثيرة، فكنا دائما نهتم بهذا الاحتفال بالقاهرة مرة في المعادي أو بمصر القديمة والعام الماضي انتقل الاحتفال بتل بسطا وجئنا هذا العام إلى سخا المشهور باسمها الجميل “بيخا إيسوس” أو “كعب يسوع” والكنيسة بهذه الصورة الجميل شاهد على تاريخ عريق.
 
هذا يعني أن مسيحيتنا لها جذور.. فكما قال الإنجيل في المزمور “يكون كالشجرة المغروسة على مجاري المياه التي تعطي ثمرها في حينه وورقها لا ينتثر وكل ما يصنعه ينجح” لذا شجرة كنيستنا مغروسة ولها جذور من قديم الأزل.
واهتمام الدولة، اهتمام يفرح وشهدنا هنا العام الماضي احتفالية كبيرة مع السيد المحافظ وقيادات هذه المحافظة والسادة الوزراء الذين جاءوا لافتتاح محطة من محطات الرحلة المقدسة التي تبلغ حوالي 25 محطة.
 
ومن أسبوع افتتح أيضا مجموعة من وزير التنمية المحلية ومحافظة البحيرة نقطة وادي النطروننقاط عديدة منها المعادي ومصر القديمة وجبل الطير ووادي النطرون وجبل قسقام بدير المحرق وتل بسطا والفرما في شمال سيناء.. نقاط عديدة على مسار طويل جعلت مصر بلادنا أرض مباركة، أرض مقدس.. هذه الرحلة تحركت من الشرق للغرب ومن الشمال إلى الجنوب وزارت أماكن كثيرة، حتى أنه يمكن في مكان أنت فيه يكون السيد المسيح مر عليه.
 
واضاف كم جميل هذه البركة، والرحلة استمرت ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام وجالت في كل البلاد وكانت إعلان بانتهاء الوثنية، فسقطت الأصنام في حال دخول العائلة المقدسة البلد. وإلى الأن في بعض نقاط المسار نجد آثار الأصنام المهدمة وموجودة في الأرض إلى الأن.
 
وقال شئ رائع أن كنيستنا وتاريخنا وبلدنا يكون فيها هذا الغنى والفخر والتاريخ القوي والجذور العميقة.. وهذا يعطينا دفعة إيمانية كبيرة وهذا المسار يصير صورة للعالم كله أن مصر الوطن تحتضن هذا المسار كما تحتضن الكنيسة المصرية. وهذا المسار له مردود اقتصادي وسياحي ومردود بالسمعة الجيدة والشهرة في كل بلاد العالم.
 
ونسعى أن يكون هذا اليوم ايضا يوم يشعر به جميع المصريين، يشعرون بهذا اليوم من ضمن احتفالاتنا بأعياد كثيرة يكون في إجازة ، حتى كنائسنا خارج مصر جعلت هذا اليوم يوم عيد وسمته “اليوم العالمي القبطي” global Coptic day
 
وأصبح اليوم تحتفل به كنائسنا وتقدم صورة مصر في أمريكا وأوروبا وأستراليا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وعند الكرسي الأورشليمي أيضا. بأنشطة متعددة مثل عرض الأيقونات أو النشرات المعلوماتية والكتب والمحاضرات التي تحكي عن جمال بلادنا وكنيستنا وما تحويه من نعم كثيرة الله عطاها لنا.
 
هذا يوم فرح ويجب تعليمه لأولادنا ونتمنى أن يكون يوم فرح لكل المصريين وفي كل عام نحتفل به جميعاً.
 
وأصلي لربي أن يعطينا العمر لنزور كل محطات المسار في كل ربوع مصر لأن هذا يعطي صورة للعالم عن مصر، جمال وعراقة مصر بتاريخها وبكنوزها وبكل ما فيها، لنعلن لكل العالم لزيارة مصر ورؤية عظمتها الكبيرة.
 
وفي نهاية عظة قداسة البابا تم تقديم هدية تذكرية بسيطة لقداسته من أيقونة مصنوعة من الزجاج المعشق، وتم تقديم لنيافة الحبر الجليل الأنبا ماركوس من كهنة وشعب الكنيسة هدية احتفالاً بعيد سيامته.
 
وزار قداسة البابا متحف بالكنيسة توسطه حجر قدم المسيح الذي يرجع لوجود الطفل يسوع في هذا المكان من آلاف السنين. واستمع قداسة البابا والأنبا ماركوس إلى شرح الكهنة عن الحجر المبارك والأيقونة الأثرية الفريدة الموجودة بالكنيسة، إضافة إلى الكتب الثمينة التي توجد بالكنيسة.
 

 

جانب من مشاركة البابا تواضروس
جانب من مشاركة البابا تواضروس

 

جانب من زيارة المكتبة
جانب من زيارة المكتبة

 

البابا تواضروس خلال القداس
البابا تواضروس خلال القداس

 

قداس دخول العائلة المقدسة أرض مصر
قداس دخول العائلة المقدسة أرض مصر

 

البابا تواضروس أمام المذبح
البابا تواضروس أمام المذبح

 

جدارية دخول العائلة المقدسة أرض مصر
جدارية دخول العائلة المقدسة أرض مصر

 

جانب من مشاركة قداسة البابا
جانب من مشاركة قداسة البابا

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة