رصدت دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، مشروعات غاز عملاقة تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، جاء فيها أنه عادة ما يتم إطلاق الجمهوريات الجديدة بعد حادث جلل أو حدوث تغير جذري في ركائز الدولة.
وقالت الدراسة إن الدولة شهدت خلال الثماني سنوات الأخيرة، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سُدة الحكم، طفرة تنموية على كافة الأصعدة، وتحديدًا قطاع الطاقة والذي شهد إنجازات مختلفة، على الرغم من كل التحديات التي مرت بالقطاع على وجه الخصوص، أو بالعالم أجمع على خلفية انتشار جائحة كورونا على وجه العموم.
وأضافت الدراسة أن الدولة المصرية عانت لعقود من تدهور البنية التحتية، وضعف الاستثمار الأجنبي، وعدم وجود مشروع قومي موحد يجمع المصريين على قلب رجل واحد، لافتة الى أن الأمر تبدل في ظل القيادة الحالية للرئيس السيسي، بتنفيذ ما يقرب من 11 ألف مشروع بدأت بتوسعات قناة السويس ومشروعات البنية التحتية العملاقة، وشبكة الطرق والكباري، وإصدار حزمة من القوانين والتشريعات التي دفعت بدفة الاستثمار إلى الأمام.
وتابعت: "وكان لقطاع البترول نصيب كبير من الاتفاقات والتشريعات كما كان له نصيب أكبر في الإنجازات المحققة خلال الأعوام الأخيرة، وبخاصة خلال عام 2020، والذي حقق فيها نتائج متميزة برغم كل التحديات والكبوات التي مرت بالقطاع على المستوى الداخلي والدولي، وذلك على إثر الأزمة العالمية في أعقاب انتشار جائحة كورونا نتيجة إجراءات الإغلاق التام بعدد من الدول، ومن ثم، تأثر حركة التجارة العالمية، وتأثر إنتاج وأسعار البترول حول العالم".
وأشارت الى أن قطاع البترول مر بتحديات عضال في أعقاب ثورة يناير 2011، نتيجة صعوبات اقتصادية وعدم استقرار سياسي وأمني، مما أدى إلى تراكم مستحقات الشركاء الأجانب، وفقدان ثقة المستثمرين، وتباطؤ الاستثمارات، وتوقف العديد من المشروعات مما أدى إلى عجز في إمدادات الغاز والوقود، لكن سرعان ما تحولت تلك التحديات إلى قصص نجاح باهرة أشاد بها العالم، وفقًا لوصف المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية.
وأردفت: "ففي خلال عام 2020 تم توقيع (22) اتفاقية للبحث عن البترول والغاز مع شركات عالمية بحد أدنى للاستثمارات حوالي 1.6مليار دولار وبإجمالي منح توقيع 139 مليون دولار لحفر 74 بئرًا، واتسمت الاتفاقيات والشراكات الجديدة بجذب استثمارات لشركات عالمية عملاقة مثل إكسون موبيل وشيفرون للعمل في مصر في مناطق جديدة بالبحرين المتوسط والأحمر، كذلك تحقيق 62 كشفًا للبترول والغاز (47 زيت خام + 15 غاز) بالصحراء الغربية والشرقية وخليج السويس ودلتا النيل والبحر المتوسط، وتم توقيع 12عقد تنمية بالصحراء الغربية ودلتا النيل بإجمالي منح توقيع حوالي 6.5 مليون دولار، وتم الانتهاء من تدشين وإطلاق بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج (Egypt Upstream Gateway) للتسويق للمناطق البترولية عالميًا، حيث جرى التنفيذ بوتيرة عمل سريعة، وهو ما يتماشى مع اتجاه الدولة لدعم التحول الرقمي".
وأوضحت الدراسة أنه تم توقيع اتفاقية بين قطاع البترول وشركة شلمبرجير العالمية لإجراء مسح سيزمى متقدم يتم تنفيذه لأول مرة في مصر لإعادة تقييم الموارد البترولية في منطقة خليج السويس لزيادة احتياطيات وإنتاج الزيت الخام وقد تم الانتهاء من أعمال المسح السيزمى لمساحة 345 كم2 بمناطق شركة بترول خليج السويس (جابكو)، وكذلك الانتهاء من المسح السيزمى لشركة نبتون لمساحة 100 كم2 باستخدام تكنولوجيا النودز الحديثة، ويتم حاليًا معالجة البيانات المسجلة كما يتم أيضا التخطيط للمرحلة الثالثة من المشروع لتغطية حوض خليج السويس بهذه النوعية من البيانات للإسراع بعمليات البحث والاستكشاف وتقليل مخاطرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة