سيتم توقيع اتفاقية تعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومنطقة كولون الحرة ببنما، يوم الإثنين المقبل، الأمر الذى يراه جيوفاني برونو فيراري، رئيس منطقة كولون، أنه بداية حوار لتبادل المعلومات ومساعدة الشركات في كلا البلدين على النفاذ للأسواق المختلفة.
ومن المقرر أن يبدأ جيوفاني برونو فيراري، رئيس منطقة كولون الحرة، زيارته للقاهرة غداً الأحد، لعقد عدد من اللقاءات مع مسئولين مصريين، قال إن الهدف الأساسي منها التعرف على الفرص الاستثمارية في مصر، وكذلك توضيح الفرص التي يمكن أن يستفيد منها المصريون من خلال بنما، باعتبارها منفذ للسوق اللاتينية الكبيرة التي تضم 650 مليون نسمة.
وفى حوار مع "اليوم السابع" أكد جيوفاني برونو فيراري، أن منطقة كولون الحرة تقدم أيضًا مشروعًا يسمى حديقة الأمم، حيث سيتم توفير أجنحة للدول من أجل تقديم عروضها السياحية والثقافية والتجارية وحتى تذوق الطعام للزوار، مشيراً إلى أنه خلال زيارته للقاهرة سيعمل على أن تكون مصر واحدة من تلك الدول التي تُظهر وتعرض عجائبها في جانبنا من العالم.
وإلى نص الحوار..
ما الأسباب التي دفعتكم في الوقت الراهن لتعزيز العلاقة الوثيقة بين مصر وبنما؟
مصر وبنما يتمتعان بأهمية استراتيجية عالمية في مجال النقل الدولي للبضائع. حيث يمر بين قناتي السويس وبنما ما يقرب من 18٪ من التجارة العالمية من خلال هذا الإنجاز الهندسي لكلاهما. فمن المنطقي تمامًا أن نبحث بشكل مشترك عن الفرص التي يمكن عن طريقها استغلال هذا العبور لصالح بُلداننا.
على وجه التحديد.. ما الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين الاقتصادات المحلية؟
تعتبر مناطق التجارة الحرة (FTA's) ضرورية لجذب تدفق السلع، وذلك من خلال إنشاء مراكز توزيع إقليمية لتسهيل عمليات سلسلة التوريد على نحو سلس. ولقد عززت جائحة كورونا والآثار المترتبة عليها من ملائمة تقريب البضائع من الأسواق المقصودة قبل أن يتم طلبها فعليًا. وكلا من مصر وبنما يتمتعان بموقع جغرافي مثالي، وهما على دراية كاملة بهذه الفرصة، وينبغي تكريس الجهود لتحقيق هذا الهدف.
ما مزايا مناطق التجارة الحرة تجاه الاقتصاديات المحلية؟
يوجد بالفعل مزايا وفوائد كثيرة بمجرد النجاح في إنزال البضائع من السفينة التي كانت ستمر فقط عبر القناة. حيث يجب نقل الحاويات وتفريغ البضائع وتحميلها وخلق فرص عمل؛ باختصار، هناك حاجة لعدد كبير من السلع والخدمات، وهذا له تأثير اقتصادي مباشر على الاقتصادات المحلية المحيطة باتفاقيات التجارة الحرة.
هل نجحت بنما في اغتنام هذه الفرصة؟
نعم، إلى حد كبير. فمنذ إنشائها في عام 1948، كانت منطقة كولون الحرة مرجعًا للتجارة الإقليمية، واليوم، تمثل منطقة كولون الحرة أكثر من 13 مليار دولار أمريكي من الصادرات (توقعات 2022) إلى أكثر من 30 دولة تشكل القارة الأمريكية. وسنويًا، تستقبل منطقة التجارة الحرة فى كولون زوارًا من العديد من البلدان من العالم يسعون لتقديم أو البحث عن سلع. في حين أن وباء كورونا قلل من عدد الزوار إلى ما يقرب من 100 ألف في 2020/2021، فإننا نتوقع أن ينمو هذا العدد بشكل كبير مع إعادة تنشيط الاقتصادات الإقليمية إلى إمكاناتها السابقة.
كيف يمكن للشركات المصرية والبنمية الاستفادة من التحالف بين البلدين؟
خلال زيارتى للقاهرة التي تتم في الفترة من 12 يونيو إلى 15 يونيو، سيتم توقيع اتفاقية تعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومنطقة كولون الحرة؛ وسيكون هذا كبداية حوار لتبادل المعلومات وبيانات الأعمال لمساعدة الشركات في كلا المجالين على التنويع في المناطق الجغرافية لنظرائهم.
على وجه التحديد بالنسبة للأعمال المصرية، من المنطقي تمامًا البحث عن شركاء داخل منطقة كولون الحرة لاختراق أسواق أمريكا اللاتينية، المكونة من 650 مليون نسمة ولكن الأهم من ذلك، العمل مع الشركات التي لديها خبرة في ذلك ومعرفة من داخل مختلف بلدان القارة. إن القيام بذلك بمفردهم دون مساعدة المنطقة الحرة في كولون سيؤدي إلى ارتفاع النفقات والتأخير في تحقيق النجاح. ويمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للشركات البنمية التي تحرص على دخول الأسواق الإقليمية لمنتجاتها.
هل يمكن استضافة أنشطة أخرى في مناطق التجارة الحرة هذه؟
إلى جانب عمليات إعادة الشحن والتجارة وسلسلة التوريد، فإن إمكانية تقديم خدمات ذات قيمة مضافة مثل التصنيع والتجميع والتعبئة والتغليف على سبيل المثال لا الحصر، مفيدة للغاية أيضًا في توفير الوظائف ونقل المعرفة و / أو التكنولوجيا التي يمكن لبلادنا الاستفادة منها.
هل هناك أفكار محددة حول هذه الشراكة الواعدة بين البلدين؟
تتمثل رؤيتنا في أن مجتمعات الأعمال يمكن أن تساهم في التفاهم المتبادل والسلام بين الناس. في هذا الصدد، وخلال هذه الزيارة، تقدم منطقة كولون الحرة أيضًا مشروعًا يسمى حديقة الأمم، حيث سيتم توفير أجنحة للدول من أجل تقديم عروضها السياحية والثقافية والتجارية وحتى تذوق الطعام للزوار. وتخطط بنما لجذب الزوار من جميع دول أمريكا اللاتينية لزيارة الأجنحة الثلاثين، مما يخلق فرصة فريدة لمشاركة تجربة ممتعة وتعليمية للتعرف على العالم في نقطة واحدة وبتكلفة ميسورة للغاية. وتود المنطقة الحرة في كولون اعتبار مصر واحدة من تلك الدول التي تُظهر وتعرض عجائبها في جانبنا من العالم.