عاش كثير من نجوم الفن وأساطيره حياة صعبة تحملوا فيها الكثير من أجل الفن، حتى وصلوا إلى مكانة عالية وشهرة فائقة، وبعد أن سطع نجمهم وكانوا من أهم كبار ورواد الفنون ونالوا من الشهرة والمجد ما جعل أسماءهم وفنونهم تمتد إلى أجيال لم تعاصرهم، عانوا من نهايات مأساوية تبدل فيها حالهم وفقدوا صحتهم وأموالهم.
وكان من بين هؤلاء النجوم والأعلام الموسيقار والمطرب الكبير أبو العلا محمد أحد أهم رواد الموسيقى والتلحين الطرب وأستاذ كوكب الشرق أم كلثوم الذى اكتشفها وتبنى موهبتها.
تمتع الشيخ أبو العلا محمد المولود عام 1884 بجمال الصوت وعبقرية التلحين، وكان قد حفظ القرآن الكريم والتحق بالأزهر فى صباه واشتهر، وذاعت شهرته بين مشاهير الطرب في عصره، وقام بتلحين مجموعة من القصائد الشعرية الدينية لكبار الشعراء، كما سجل بصوته نخبة من القصائد والأغنيات على أسطوانات، وكان أول من التفت لموهبة كوكب الشرق أم كلثوم وتبناها ولحن لها العديد من الألحان فى بداياتها ومنها: وحقك أنت والمنى، إن حالى فى هواها عجب، وغيرها، ما وضع كوكب الشرق على أول طريق المجد.
وتتلمذ على يد الشيخ أبو العلا محمد العديد من كبار أهل الطرب والموسيقى والغناء، ورغم شهرة ومجد الشيخ ابو العلا محمد إلا أنه عاش نهاية مأساوية حيث أصيب فى نهاية حياته بالشلل فى ساقيه ولسانه، وكان قد أنفق العديد من الأموال الطائلة التى كسبها فى حياته، حيث عرف بالكرم الشديد الذى وصل إلى درجة الإسراف، وأصيب الشيخ بحزن واكتئاب شديد فى نهاية حياته لأنه حرم من صوته وعجز عن الغناء بسبب مرضه، وكان يبكى بسبب العجز الذى أصابه.
وكان الشيخ أبو العلا محمد قد أصيب بمرض السكر وكان يحب الحلوى كما يحب الغناء، فحرم منها أيضا كما حرم من صوته ، وعز عليه أن تقسو عليه الدنيا إلى هذا الحد الذى حرمه من كل متعة كان يشعر بها، وفى فترة من فترات الحزن والاكتئاب التى مرت عليه وأراد أن يعاند أحزانه فاشترى كمية من الحلاوة الطحينية التى يحبها وأكلها خلسة، وهو ما تسبب فى تدهور حالته وارتفاع معدلات السكر لديه، وبعد أيام من هذه الواقعة رحل عن دنيانا عام 1927، وشاركت تلميذته أم كلثوم فى جنازته وودعته إلى مثواه الأخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة