فى مثل هذه الأيام من كل عام، ومع بدء حصاد محصول القمح، ترفع ربات المنازل بالقرى فى محافظة المنيا حالة الطوارئ، استعدادا لبدء موسم تصنيع الكشك الفلاحى، الذي يعد الأكلة الشعبية الأولى فى المنيا، حيث يعتبره أهل المنزل بمثابة الستر أمام الضيوف، تتجمع السيدات والجيران ويتشاركن فى صناعة الكشك من بداية مراحل التصنيع والتى تبدأ بشراء احتياج المنزل من الكشك حتى تقطيعه ونشره فى الشمس عدة أيام ثم تجميعه.
وقالت أم محمد، إن موسم تصنيع الكشك فى المنازل يبدأ فى موسم حصاد القمح، حيث نقوم بشراء القمح وتنقيته من الطين والحصى ثم نتوجه به إلى المطحن ونقوم بدشه ، وقبل ذلك وبعد التنقية نقوم بوضعه على النار حتى يصبح بليلة وبعدها نطحنه وننقيه من القشره ثم نخلطه بلبن الازير "الحامض" وبعدها نقوم بتقطيعه على فرش فوق سطح المنزل.
وأضافت: هناك نوعان من الكشك، العادى المملح، و المسكر وهذا النوع من الكشك غير منتشر فى المنيا إلا فى عدد قليل من القرى ويستخدم فى الافطار.
ولفتت إلى أن موسم تصنيع الكشك فى المنازل يكون بمثابة العيد والفرحة لكل أهل البيت وحتى الجيران يشاركن النساء بعضهن فى تجهيز الكشك وتقطيعه ويتجمع الأطفال أثناء أعمال التقطيع فرحا بالكشك، لأن الكشك فى المنزل ستر لأهل البيت أمام أى ضيف مفاحئ يأتى الينا، بوجود الكشك يمكن تنويع الطعام للضيف.
أما أم على ربة منزل تبلغ من العمر 60 عاما، قالت إن وجود الكشك فى المنزل شيئ أساسى لدى أهل القرية مثل عيش الذرة، أو كما يطلق عليه العيش الواسع، فهو غذاء الجميع فى حال عدم وجود الطعام فهما دائما البديل للأكل فى كل الوجبات.
وأشارت إلى أن ربات المنازل دائما ما تكون حريصات على توفير 3 أشياء هى العيش الواسع ، والجبن القديم والكشك، وبذلك نكون قد وفرنا وجبات لأهل البيت ولا نحمل عائل الأسرة فوق طاقته.
وأوضحت أنه فى موسم الكشك تخبر السيدات بعضهن ويحددن موعد لكل واحدة منهن، ويتجمعن فوق أسطح المنزل بعد الانتهاء من مراحل إعداد الكشك حتى يقمن بأعمال التقطيع عن طريق فرش الحصير والخيش حوالي 5 أيام حسب درجة حرارة الشمس ثم يتم تقليبه حتى ينضج.
واستطردت أم على قائلة، أن إضافة اللبن الحامض للكشك يجعل له فوائد صحية خلاف الأكل، حيث أن اللبن الحامض المخلوط مع الكشك يساعد فى علاج الاسهال لو تم وضعه فى الماء وتناوله بالعيش الذرة، هذا الى جانب طعمه المتميز خاصة تناوله فى ساعة الظهيرة.
عن موعد التصنيع وهل يحتاج إلى خبرات لتصنيعه قالت أم على إن أي ربة منزل فى القرية تعلم جيدا طريقة تصنيع الكشك الفلاحى ولكن أعمال التقطيع تختلف من شخص لأخر وهناك من السيدات من لا تجدن أعمال التقطيع وتستعين بالجيران لمساعدتها، والكشك مثل أي طعام يعتمد على مهارة ربة المنزل والتوابل والبهارات التى يتم اضافتها للكشك اثناء التصنيع.