فاز الروائي الليبى البالغ من العمر 31 عامًا محمد النعاس عن روايته "خبز على طاولة العم ميلاد" بالجائزة الدولية للرواية العربية، المعروفة باسم جائزة البوكر العربية وهى الرواية التى تتناول أكثرالقضايا تعقيدًا في علاقة الرجل والمرأة، وبذلك أصبح النعاس أصغر كاتب يفوز بالجائزة وأول ليبي يفوز بذلك حيث تم إعلان فوز النعاس في حفل أقيم في أبو ظبي في مايو الماضى.
وقد حصل النعاس على بكالوريوس هندسة كهربائية من جامعة طرابلس عام 2014 ونشر مجموعة من القصص القصيرة بعنوان "الدم الأزرق" 2020، وقد التقته الصحيفة الإمارتية التي تصدر باللغة جلف نيوز على هامش فوزه بجائزة البوكر وكان هذا الحوار:
ما هو تأثير الثقافة الشفوية على كتابتك لرواية "خبز على مائدة العم ميلاد"؟
الأمثال الشعبية بشكل عام داخل الدولة تعتبر نوعاً من الدستور أو المعيار الذي يتم التذرع به في الحياة اليومية حيث تجيب الأمثال على الأسئلة التي تبحث دائماً عن مرجعية وكثير من الأجداد لا يعرفون من قال هذه الكلمات، اعتمدت على عدد من الأمثال ، والرواية نفسها استحضرت المثل الشعبى "عائلة وخالها ميلاد" علينا أن نفهم المجتمع الليبي من أجل فهم جوهر الرواية وكذلك الشكل الذي جاء منه المثل.
الشخصية الرئيسية في الرواية ، ميلاد ، هي رمز سلبي لأن المرأة تحررت في ظله لذلك أطلقت عليه لقب "الرجل المقابل" في حين أن الرجال المثاليين هم ، كما نقول في المثل "تريس ماتوا في تشاد" والتريس في ليبيا تعني الرجال الأقوياء بمعنى أنهم ماتوا في حرب تشاد في الثمانينيات والرجال يموتون دائمًا في الحرب وكل فصل في الرواية مبني على مثل معين.
س: هل نشأت في أسرة تقرأ وتكتب أم أنك وجدت نفسك مشدودا فجأة إلى هذا العالم؟
أنا من عائلة مكونة من جزأين الأول عائلة علوم وشريعة حيث كان معظم أجدادي من محفظى القرآن الكريم ، والقسم الثاني هم الأشخاص الذين يكافحون في الحياة، والدي في الأصل موظف حكومي، ومنذ التسعينيات أصبح مزارعًا، أرى في والدي صورة الفلاح.هل تقصد انك لم تفتح عينيك على مكتبة العائلة؟
نعم لدينا كتب في المنزل عن العلوم الزراعية وباللغة الإنجليزية وهي كتب مشفرة بالنسبة لي لم يكن لدينا سوى كتاب واحد للشاعر الراحل والمؤرخ المعروف خليفة التبليسي وهي مقتطفات من الشعر الحديث، فقط تعرفت على السياب من خلال هذا الكتاب وكذلك نازك الملائكة والمتنبي خارج الفصول الدراسية. يضم هذا الكتاب مجموعة من الكتاب العرب مما فتح لي حبي للكتب حتى الآن ، لا أعرف لمن ينتمي هذا الكتاب - لأبي أو أمي أو أختي. أخذت الكتاب وقرأته وهو أول كتاب لدي في مكتبتي.ما الذي يجذبك للقصة القصيرة أولاً لأنك نشرت مجموعة من القصص القصيرة قبل روايتك؟
بشكل عام ، أنا شخص يحب القصص ، حتى قصص الحياة اليومية أستمتع بها وأرى نفسي راوي قصص لا روايات لكنني ابتعدت عن القصة القصيرة، آخر ما كتبته كان قبل عامين أو ثلاثة أعوام، يكمن جمال القصة القصيرة في أنها تلخص اللحظة أو الموقف في حياتنا اليومية. لقد بدأت برواية القصص على الرغم من أن قصصي طويلة نوعًا ما ، أي أنها تتكون من 12000 كلمة ، مما يعني أنني كتبت القصة القصيرة بتنسيق طويل ومنها أخذت نفسي إلى الرواية.هل تركت القصة القصيرة لأن موضوع روايتك كان أكبر من أن تستوعبه القصة القصيرة؟
كانت روايتي في الأصل قصة قصيرة لم تكن رواية في البداية، ويمكنني القول أن روايتي هي مجموعة من القصص القصيرة المترابطة.روايتك مكتوبة بسرد سلس أثنى عليه محكمو جائزة البوكر العربية هل كان هذا خيارك بمعنى أنك أردت كتابة رواية سلسة؟
ربما، لأن الشخصية الأساسية تدعو لذلك، فالبطل شخصية بسيطة تعمل خبازًا ولم يكمل دراسته الثانوية ولغته تعبر عن أعماقها، تُروى الرواية على لسان ميلاد، والذى يتحدث عن زوجته، صحيح أنه يتحدث بلغة رسمية لكنه يخاطب القارئ ويخبره بأحداث الرواية.من هم الكتاب والروائيون الذين أثروا فيك؟
من الطبيعي أن يتأثر الكاتب بكل الكتب التي يقرأها، أستطيع أن أقول إن الكُتَّاب الذين شكلوا مرحلة مهمة في حياتي هم: الطيب صالح وموسم الهجرة إلى الشمال حيث عشقت بسببه فن الرواية وشخصية مصطفى ، وما جذبني في هذه الرواية كان السرد خارج أطر الرواية العربية.
المعلم الثاني الذي لا يعلم أنه علمني هو الكاتب الليبي الكبير إبراهيم الكوني قرأت معظم كتبه ، وأجمل رواية كتبها هي "الدمية" حول قصة زعيم، لقد عرّفني على صوت ليبيا وفتح الطريق لي ، ومن خلاله تعرفت على الكتاب الليبيين، أما نجيب محفوظ فهو معلمنا جميعاً، هناك أيضا نيكوس كازانتزاكي ورواية "زوربا" و "تقرير إلى جريجيو"، ولا أنسى جورج أورويل وروايته عام 1984 التي قرأتها خمس مرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة