أكد الكاتب الأمريكى ماكس بوت، أهمية مساندة الغرب لأوكرانيا فى حربها الحالية ضد القوات الروسية، مشيرًا إلى أن الغرب لا يمكن أن يسمح لموسكو بالانتصار فى هذه الحرب.
وأضاف الكاتب -في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن أوكرانيا في أشد الحاجة للمساعدة ولاسيما المساعدات العسكرية.
وأوضح بوت أن المقاومة الأوكرانية على الرغم من بسالتها في مواجهة القوات الروسية إلا أنها تتكبد خسائر فادحة في الأرواح وتفقد المزيد من الأراضي لحساب الجانب الروسي، مضيفاً أن المقاومة الأوكرانية تقصف أهدافًا روسية بحوالي 5 آلاف إلى 6 آلاف قذيفة يوميًا في مقابل حوالي 50 ألف طلقة روسية في اليوم.
وأشار إلى أن القوات الأوكرانية بدأت تعاني من نقص حاد في الذخيرة ولا تكفي الإمدادات الغربية لتعويض فارق الإمكانيات مقارنة بالجانب الروسي، معربًا عن مخاوفه بسبب تدهور الاقتصاد الأوكراني على نحو غير مسبوق، مضيفاً أن التوقعات تشير إلى انكماش الاقتصاد الأوكراني بنسبة قد تصل إلى 45% خلال العام الحالي، وهو ما سوف يساعد فلاديمير بوتين على تشديد قبضته على أوكرانيا وممارسة المزيد من الضغوط العسكرية من أجل إنهاء الحرب لصالحه.
وحذر الكاتب الأمريكي من أن أي انتصار لروسيا في أوكرانيا -مهما كان محدودًا- سوف يبعث برسالة خطيرة مؤداها أن الغرب أضعف من أن يواجه روسيا، مؤكدًا في نفس الوقت أهمية إرسال المزيد من المساعدات لأوكرانيا، ولاسيما المساعدات العسكرية؛ للحيلولة دون سقوط إقليم دونباس في أيدي القوات الروسية.
وأكد الكاتب أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهدت مؤخرًا بتوفير 220 ألف طلقة مدفعية لأوكرانيا إلى جانب معدات حربية أخرى منها أنظمة صاروخية متطورة، مشيرًا إلى ضرورة إرسال الغرب للمزيد من الأسلحة والذخيرة لكييف شاملة مئات الآلاف من طلقات المدفعية وآلاف الصواريخ ذات المدى البعيد لتمكينها من استهداف مواقع روسية.
ولفت إلى أن الدول الغربية لا يجب أن تكتفي فقط بإرسال تلك المساعدات لكييف، بل يجب عليها أيضًا تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام تلك الأسلحة، وهو الأمر الذي يقتضي بذل مزيد من الوقت على الرغم من أن التجربة أثبتت سرعة استيعاب الجنود الأوكرانيين للأسلحة الجديدة.
وتابع أن أوكرانيا في أشد الحاجة كذلك لطائرات حربية لصد الغارات الجوية الروسية وشن غارات جوية على التشكيلات الأرضية الروسية، معربا عن اعتقاده أن الرئيس الأمريكي جو بايدن جانبه الصواب حين رفض -في مارس الماضي- تسهيل عمليات نقل طائرات حربية بولندية لأوكرانيا خوفاً من رد فعل الرئيس الروسي بوتين، مشيراً في نفس الوقت إلى أن الوقت ليس متأخر لتصحيح هذا الخطأ من جانب الإدارة الأمريكية.
واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "لا يجب المبالغة في الخوف من القيام بأي خطوة قد تثير استفزاز الرئيس بوتين؛ لأنه ليس هناك استفزاز أكبر من انتصار روسيا في حرب أوكرانيا"، مشيرًا إلى أن الغرب لديه التزام استراتيجي وأخلاقي بمساندة أوكرانيا حتي تخرج من الحرب منتصرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة