فى ظل تزايد آفات العالم الافتراضى خلال الفترة الماضية، وتوظيف مواقع التواصل بغرض نشر الشائعات والافتراءات وجعلها ساحة للتضليل، تنتشر آفة جديدة وهى انتشار رسائل مجهولة على الخاص، حيث إن المتحدث فى الرسالة أو ما يسمى بالفويس يستخدم كافة وسائل التعاطف والبكاء والتحذير من جرائم الخطف بالشكة، زاعما انتشار نساء منتقبات ورجال في الشوارع والمواصلات العامة والأسواق يقومون بشكة دبوس للضحية، وبعدها تصاب الضحية بحالة إغماء ويتم خطفها بغرض أخذ أعضاء بشرية على حد زعم المتحدث فى الرسالة، بل أن العجب العجاب، أن أصحاب هذه الرسائل يطلبون إرسالها إلى كل الناس وفى كل مكان من أجل التحذير والانتباه.
لكن المتتبع للظاهرة، يجد أن هذه الرسائل تستهدف فئة معينة من المجتمع خاصة فى الأرياف والمناطق الشعبية، والفويس معد إعداد درامى محبوك لدرجة أنك تعتقد أن الرسالة موجهة اليك من قريب أو شخص أن تعرفه بالفعل، وبلغة شعبية بسيطة تتلاعب بالأعصاب، غير أن المتحدث في الرسالة بيدعي أن حاله خطف حدثت بالفعل ذاكرا اسم الطريق، واسم الضحية، ويستشهد كذبا بجثة شاب عثر عليها بطريق أخر ، بل أنه يستخدم القسم المتكرر بالله بأنهم وجدوا جثة فى مكان منزوعة الكلية أو قرانية العين.
لذا، يجب علينا التسلح بالوعى لمواجهة تلك الحسابات الوهمية والكتائب الإلكترونية التي يديرها مرتزقة بغرض خلق حالة عدم رضا فى المجتمع وتكدير الأمن العام، وتصوير المجتمع كأنه فوضوي، واللافت اتساع هذه الآفة لتكاد تكون حرباً منظمة يقودها جنود مجهولين خلف الشاشات الإلكترونية، لاستغلال أي حدث أو أزمة لبث السموم بهدف تعكير الحياة العامة وخلق حالة عدم رضا في المجتمع، ووسائلهم كثيرة ما بين فبركة الأخبار ونشر الشائعات وتزييف الحقائق واجتزاء التصريحات، وكذلك انتهاك للخصوصية.
لذلك، يجب علينا دق ناقوس الخطر للانتباه ولحماية شبابنا وأبنائنا من خطورة ما يسمى بالذباب الإلكترونى، فلابد أن يكون لدى شبابنا علم بأن هناك جهات وجماعات متطرفة تعمل جاهدة لاستغلال منصات التواصل لتوظيفها فى تحقيق أهداف تمس السلم الاجتماعى، ونشر الشائعات التى تسبب الفتن والضغائن، وخلق حالة عدم رضا في المجتمعات..
واخيرا، فإن مواقع التواصل من الممكن استخدامها استخداما سلبيا يقودنا إلى التردى الأخلاقى والوقوع فريسة لما يستفيدون من التخريب وجر المجتمع إلى التخلى عن القيم الإيجابية، وخلق حالة من عدم الرضا المجتمع بهدف تكدير الرأى العام والسلم المجتمعى..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة