تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مليار دولار إضافية كمساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا من أجل مواجهة العمليات العسكرية الروسية، وذلك في وقت تتزايد فيه حدة الخلافات بين الأوروبيين حول كيفية الموازنة بين القتال والدبلوماسية فيما يخص التعامل مع الأزمة.
قالت وول ستريت جورنال أن قرار واشنطن الأخير جاء استجابة لنداءات كييف للحصول على أسلحة أفضل وسط تزايد التوترات بين العواصم الغربية في هذا الملف.
ستشمل الحزمة الجديدة مدفعية وذخيرة وأنظمة دفاع ساحلية، تهدف إلى دعم القوات الأوكرانية التي تفقد سلاحها بشكل متزايد وسيئ في منطقة "دونباس" الشرقية وتقويض التفوق البحري الروسي في البحر الأسود.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الذي استضاف اجتماعا في (بروكسل) أمس لحوالي 50 دولة تساهم في المجهود الحربي الأوكراني: "ما زلنا نركز على احتياجات أوكرانيا وسنظل نركز عليها طالما أن الأمر يتطلب ذلك" محذرا من أن الجنود الأوكرانيين في المعارك لا يحصلون على الإمدادات الكافية.
وبينما تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتوضيح التزام المليار دولار الجديد، تعهد أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" وحلفاء آخرون بتقديم أسلحة وأنظمة عسكرية جديدة لأوكرانيا - خلال الاجتماع الذي عقد في مقر الناتو في بروكسل، حيث حذر المسئولون الأوكرانيون من أن جيشهم يعاني من مئات الضحايا يوميًا ونفاد الذخيرة، كما أن بعضهم اعتبر أن الالتزامات الجديدة بالأسلحة ترقى إلى جزء يسير مما طلبته كييف.
كانت أوكرانيا تضغط من أجل الحصول على مثل هذه المعدات للمساعدة في الدفاع ضد الصواريخ الروسية التي تطلق من السفن في البحر الأسود ولمنع روسيا من شن هجوم برمائي على ساحلها مع ذلك، لم يحدد مسئولو الدفاع في واشنطن بعد المدة التي سيستغرقها تدريب الأوكرانيين على استخدام القاذفات الصاروخية، وحذروا في الوقت نفسه من أنه لا يوجد سلاح واحد يمكن أن يقلب الحرب لصالح أوكرانيا.
كما تعهدت الولايات المتحدة بإرسال 18 مدفعا من طراز هاوتزر عيار 155 ملم، و18 مركبة تكتيكية لسحب مدافع الهاوتزر، و36000 طلقة ذخيرة، وأجهزة راديو آمنة ومعدات للرؤية الليلية.
بدوره، قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة: "إن الأرقام تفضل بوضوح الروس، ولكن الولايات المتحدة ستنقل بحلول نهاية الشهر إلى القوات الأوكرانية ما تعهدت به في وقت سابق بشأن ارسال أنظمة صواريخ دقيقة طويلة المدى من طراز HIMARS والتي تدربت عليها القوات الأوكرانية".
وفي وقت سابق، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، إنه بينما يتم إعداد 4 من أنظمة هيمارس مخصصة لأوكرانيا، فإن برنامج التدريب يتركز على إنشاء فصيلة واحدة في كل مرة لتشغيلها، وهي عملية يمكن أن تبطئ عملية تسليمها.
وأضاف ميلي في حديث مع الصحافيين أن هيمارس نظام بعيد المدى ومعقد للغاية، قائلا: "يتعين علينا المصادقة على تدريب هؤلاء الأشخاص للتأكد من معرفتهم بكيفية استخدام النظام بشكل صحيح".
وأكد ميلي أن البنتاجون ينسق مع الجيش الأوكراني لإعداد الفرق الخاصة بتشغيل هيمارس، وهي راجمة صاروخية متحركة يصل مداها الى 80 كيلومتراً وقادرة على إطلاق ذخيرة موجهة من عيار 227 ملم بدقة عالية.
وأكدت وول ستريت أن هذه الالتزامات تهدف إلى مساعدة أوكرانيا على صد التقدم الروسي المتزايد في شرق البلاد، وجاءت وسط تصاعد الخلافات داخل الناتو حول مقدار المساعدة العسكرية التي يجب تقديمها لأوكرانيا وتوقيت إجراء مفاوضات مع موسكو حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن أوكرانيا ستضطر في النهاية إلى إجراء محادثات سلام مع روسيا.
يذكر أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، قد اعلنوا - فى بيان مشترك الأربعاء بعد انتهاء اجتماعات الناتو، انهم سيُقدمون ثلاثة أنظمة صاروخية متعددة الإطلاق وذخائر موجهة مصاحبة لها، فيما قال أوستن إن سلوفاكيا تعهدت بارسال طائرات هليكوبتر سوفيتية التصميم وتعهدت كندا وبولندا وهولندا بإرسال انواع اخرى من الأسلحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة