تغطية جديدة قدمها تليفزيون اليوم السابع، من إعداد هديل البنا، وتقديم غدة بكر، عن تراجع سعر بيتكوين "Bitcoin" العملة الرقمية الأكبر والأشهر في العالم، بشكل غريب، حيث أنه سجل تراجعا حادا بنسبة 11.55% لتصل إلى 22412.58 دولار.
وتراجعت القيمة السوقية لعملة بيتكوين خلال تعاملات اليوم لتهبط إلى 431,165 مليار دولار، مقابل 485.41 مليار دولار في ختام تداولات أمس.
كما خسرت قيمة عملة البيتكوين أمس الاثنين بعدما جمدت منصة سيلزيوس، وهي شركة أمريكية لإقراض العملات المشفرة عمليات السحب والتحويلات مرجعة ذلك إلى "ظروف صعبة" في أحدث علامة على اضطراب سوق المال الذي ضرب عالم العملات الرقمية.
وانخفضت قيمة عملة الـ BITCOIN إلى ما دون 34 ألف دولار في شهر مايو الماضي، أي أن العملة الرقمية الأولى من حيث القيمة السوقية تراجعت بنسبة 50 % منذ أن سجلت أعلى مستوى لها في نوفمبر الماضي.
وبسبب أن قيمة البيتكوين حوالي ثلث قيمة العملات الرقمية حول العالم بإجمالي يناهز 640 مليار دولار، تسبب إجراء سيليزيوس في تراجع في العملات الرقمية إذ انخفضت قيمتها إلى ما دون تريليون دولار للمرة الأولى منذ يناير من العام الماضي، وهو ما أدى تراجع بمقدار 14 % في قيمة أكبر العملات الرقمية BITCOIN .
ويقول الخبراء أن ذلك التراجع في سعر البيتكوين يرجع إلى الوضع المالي العالمي، إذ لا يبدو الأمر مضطربا في عالم العملات المشفرة فقط.
حيث يلوح الركود في الأفق، ويرتفع التضخم، ترتفع أسعار الفائدة، وتزداد تكاليف المعيشة بشكل كارثى حول العالم. وتتذبذب أسواق الأسهم أيضا، حيث دخل مؤشر ستاندارد آند بورز 500 الأمريكي الآن في سوق التراجع (بانخفاض 20 في المئة عن أعلى مستوى له مؤخرا).
نتيجة لذلك، أصبح كبار المستثمرين أقل حرية في استخدام أموالهم. والعديد من المستثمرين العاديين - ليس أصحاب صناديق التحوط الأثرياء أو الشركات فقط، ولكن المواطنين العاديين أيضا، الذين لديهم القليل للاستثمار في أي شيء، توقفت استثمارتهم بشكل تام.
لذا بالنسبة للكثيرين أصبح الاستثمار في شيء متقلب ومن الصعب توقع مستقبله، مثل العملة المشفرة، يعتبر كأنه مخاطرة كبيرة جدا في هذه الأوقات.
وأيضا يرجع انخفاض أسعار البيتكوين لعدم لقلة الإقبال على شرائها لكونها غير منظمة وغير محمية من قبل السلطات المالية، لذلك إذا كنت تستخدم مدخراتك للاستثمار فيها وفقدت قيمتها، أو فقدت الوصول إلى محفظتك المشفرة، فقد ذهبت أموالك.
وشهد الشهر الماضي انهيار عملتين أقل أهمية بكثير - لكنهما مع ذلك مهمتان - وقد أدى هذا إلى هز الثقة في السوق بشكل عام.
أيضا أوقفت باينانس وهى "أكبر منصة تداول عالمية للعملات المشفرة"، مؤقتًا جميع عمليات سحب بيتكوين لبضع ساعات. وقالت إن هذا كان بسبب "صفقة متوقفة" - رغم أن الجميع لم يصدقها.
فعلت شركة الإقراض بالعملة المشفرة "سيلزيوس" الشيء نفسه - لكنها أشارت إلى "ظروف السوق القاسية" بدلا من الصعوبات الفنية. والآن، أعلنت بورصة Coinbase للتو أنها ستسرح 18 في المئة من قوتها العاملة، ملقية باللوم جزئيا على ما سمته "شتاء العملات المشفرة".
مما دفع المستثمرون المرعوبون إلى بيع المزيد من عملات البيتكوين.
حيث أن قرار باينانس، وبعده قرار سيلزيوس تسبب في حالة من الذعر. تخيل أنك لم تستطع فجأة سحب النقود من البنك الذي تتعامل معه، أو سمعت أن أشخاصا آخرين لا يمكنهم ذلك. ستسرع إلى أقرب ماكينة صراف آلي، ومثلك أخرين في وقت قياسي، وهذا بحد ذاته من شأنه أن يخلق مزيدا من الاضطرابات والذعر.
ويطرح الوضع الحالي تساؤل: "هل تنهار عملات البيتكوين وتختفى في المستقبل القريب، وفى تلك الحالة أين تذهب تلك الملايين من الدولارات التي يتم استثمارها في تلك العملات؟"